اتحاد بلديات السهل: إنجازات محدودة

0

صحيفة الأخبار ـ
أسامة القادري:

وجد الاتحاد قطعة أرض لإنشاء معمل فرز للنفايات

المشاكل ذاتها، والشكاوى ذاتها، تتكرّر على لسان معظم رؤساء اتحادات البلديات في لبنان. مشاكل البنى التحتية والنفايات في مقابل غياب الإمكانات المادية. اتحاد السهل ليس استثناءً

غالباً ما يصل رئيس اتحاد البلديات إلى موقعه بعد معركة سياسية، أو تقاسم طائفي، ليفاجأ بحجم المهمات الملقاة على عاتقه، فيحاول أن يحقق الإنجازات ضمن إمكانات، يقال غالباً إنها متواضعة. تتكرّر القصة في البقاع الأوسط، وتحديداً في اتحاد بلديات السهل الذي أنشئ عام 1987. فالصراع على رئاسة الاتحاد، بين فريقي 8 و14 آذار لم يمرّ بسهولة، قبل أن يخلص إلى فوز رئيس بلدية غزة، محمد المجذوب بالرئاسة. النتيجة جاءت لتحافظ على العرف المعتمد منذ بداية التسعينيات، والقاضي بأن تكون الرئاسة لأحد رؤساء البلديات السنّة، على أن يكون نائب الرئيس مسيحياً، بما أن الاتحاد يضمّ تسع قرى من الغالبية السنية، مقابل ثلاثة من الغالبية المسيحية.
على الرغم من ذلك، يؤكد رئيس الاتحاد محمد المجذوب، في بداية حديثه، قائلاً «إن الاختلاف في الرأي لا يفسد في الودّ قضية»، رداً على كيفية المزاوجة بين الانتماء السياسي، المعارض للحكومة، والعمل الإنمائي. يوافق على القول إن الانتماء السياسي قد يعرقل العمل الإنمائي والبلدي، «لكن المثابرة والإلحاح على المسؤولين، مهما اختلفت هوياتهم السياسية، تضعهما أمام المسؤولية».
وتأكيداً لكلامه، يعدّد المجذوب بعض الإنجازات التي استطاع أن يحققها خلال ولايته، فيعلن نجاح الاتحاد في تلزيم مشاريع أساسية لتسع قرى، بمبلغ تسعمئة ألف دولار، من الاتحاد الاوروبي، فضلاً عن المشاريع الصغيرة بين البلدات. لافتاً إلى أن الاتحاد بصدد تلزيم مشروع بناء مبنى له، بمبلغ قدره مليار ونصف مليار ليرة.
لكن لا يبدو أن هذه المشاريع ستطاول المشاكل الأساسية التي تعانيها قرى الاتحاد، ومنها مشكلة تلوّث مياه الأنهار التي تمرّ في سهل البقاع، وتروي المئات من الهكتارات الزراعية. يقول المجذوب: «من المعيب أن يبقى التلوث هاجس كل أبناء البقاع». انتقاده نابع من أن الغالبية الكبرى من أهالي البلدات الواقعة في نطاق اتحاده، تعتاش من الزراعة، ويشكل لها هذا القطاع، المدخول الرئيسي، لما يوفّره من فرص عمل.
يوضح المجذوب أن محطات تكرير مياه الصرف الصحي، والشبكات الداخلية والرئيسية جاهزة للعمل منذ ثلاث سنوات، بدءاً من البقاع الشمالي، مروراً بمدينة زحلة، وصولاً إلى جب جنين، «لكن للأسف لم تُشغَّل لأسباب مبهمة، فيما لا تزال قساطل المجارير تصبّ في الأنهار المفترض أنها تروي الأراضي الزراعية، وتخفّف عن المزارع أعباء كلفة الريّ بالمضخات العاملة على مادة المازوت».
وهنا ينتقل المجذوب إلى مشكلة انقطاع مياه الشفة شبه التام عن القرى رغم «أننا جهزنا الشبكتين الداخلية والخارجية، حتى أصبحت كلّها جاهزة. لكن التقنين القاسي، وسرقة كابلات الخطوط الرئيسية، تبقي القرى في حالة من العطش»، ما يكبّد المواطنين أكلافاً لا طاقة لهم عليها في منطقة تفتقر إلى فرص العمل.
لكن بعيداً عن هاتين المشكلتين، يقول المجذوب إن لديه الكثير من المشاريع الإنمائية في جعبته والبلديات. وبما أنه «في الاتحاد قوة» كما يقول، فإن «أي مشروع جماعي يستفيد منه العدد الأكبر من المواطنين، تكون القدرة على تلزيمه أسرع، فضلاً عن أن الجهات المانحة تتبناه بسهولة أكثر». في المقابل، هناك مشاريع يبقى العمل متوقفاً فيها حتى الإفراج عن المستحقات المالية، العالقة منذ سنوات، «كأن البلديات لا يكفيها قطارة الصندوق البلدي»، متمنياً أن يعتمد صرف المستحقات الاتحادات حسب عدد السكان، لأنه «بسبب قلة الإيرادات، تكون المشاريع صغيرة». وهذا ما يشكل عائقاً برأيه أمام حلّ مشاكل النفايات «التي لا تقلّ في قرية عن الأخرى، وكلّ مكبّ فيها، إن لم يخلّف ضرراً على أبناء قريته، يوقع الضرر على أهالي القرى المجاورة».
وفيما يشدّد على ضرورة إنشاء معامل لفرز النفايات، يقول إن «الاتحاد الأوروبي منح ملياراً وستمئة مليون ليرة لهذا المشروع، وقد وجدنا أخيراً قطعة أرض في منطقة وسطية، بين قرى السهل التي على خط راشيا الجنوب، ليستفيد من هذا المشروع المشترك بين اتحادي السهل والبحيرة نحو 20 بلدة، وحتى إنشاء هذا المعمل وعمله تعتمد البلديات أسلوب الطمر، لما للحرق من أضرار بيئية على صحة المواطن». ولفت إلى أن الاتحاد تداول في عدد من المشاريع مع البلديات، منها إنارة الطرقات، وخصوصاً بين المناطق الفاصلة بين البلدات، ومشروع تشجير طرفي الطرقات.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.