إطلاق نداء نحو مدينة آمنة للاطفال في ضبيه

0

أطلق ظهر اليوم في “مركز اميل لحود للثقافة والمؤتمرات” – ضبيه، نداء “نحو مدينة آمنة للاطفال”، برعاية وزير الشؤون الاجتماعية وائل ابو فاعور، وفي حضوره، بدعوة من بلديات الشياح، الجديدة، البوشرية السد وعجلتون، في إطار برنامج “موزاييك” التابع لوزارة الشؤون الاجتماعية، وبدعم من مكتب التعاون الايطالي في لبنان.

وتحدث في الاحتفال رؤساء بلديات الشياح ادمون غاريوس، الجديدة-البوشرية-السد انطوان جبارة، وعجلتون كلوفيس الخازن، وحضره الدكتور شارل جزرا ممثلا النائب ميشال عون، وزير الشؤون الاجتماعية السابق سليم الصايغ، ممثلة سفير ايطاليا سوسن مهدي، وحشد من المعنيين والمهتمين.

بعد النشيد الوطني، قدم الحدث الطفلان منار قطايا وروني سليمان من بلدية الجديدة- البوشرية-السد، ثم عدد ممثلون لمجلس عجلتون البلدي للاطفال حقوق الطفل وأنواع العنف الذي يتعرض له.

جباره
وبعد عرض سريع لمفهوم المدينة الآمنة للاطفال، من أطفال مجلس الشياح البلدي، اعتبر جباره في مداخلته “أن ما من طفل في العالم يولد حاملا بندقية، فإما أن نجعله من أولاد الجريمة ونحمله بندقية، وإما من أولاد الحضارة ونحمله قيثارة، فنجعل منه مجرما أو ملهما”.

أضاف: “على كل المدن أن تكون صديقة للاطفال وتحمي أطفالها من زرع غريزة القتل في عقولهم، ومن ممارسة العنف والضغط على براءتهم، من كبتهم وعدم تعويدهم ممارسة الحرية، من عدم إرسالهم الى المدارس ومتابعة اتجاهاتهم وتنميتهم المتواصلة”.

وختم: “لقد اجتمعنا اليوم برعاية معالي الوزير ابو فاعور والدولة الايطالية وفريق العمل المشترك، لنعلن مدننا مدنا صديقة للاطفال، وندعو جميع بلديات لبنان للانضمام الينا”.

غاريوس
وقال غاريوس: “ما نريده لأطفالنا هو عالم يؤمن بقدراتهم وطاقاتهم، والمشكلة أننا في كثير من الاحيان نفتقد القدرة على الحب، لذلك علينا السعي لانقاذ الضمير داخلنا بصورة مستمرة، واعطاء الوقت لاطفالنا لينموا في مجتمع سليم ويحلموا. فهذا حق من حقوقهم وواجب علينا احترامه، هم بحاجة الى من يصغي اليهم ويهتم بأفكارهم ويأخذها في الاعتبار”.

أضاف: “إذا كانت بلديتنا اليوم تطلق النداء وتتجه نحو مدن آمنة للاطفال، فهذا لحضنا جميعا على إبقاء عيوننا مفتوحة وأنظارنا مصوبة نحو المستقبل الذي نتمناه دون عنف، ولتحسين الحياة اليومية لاطفالنا وتطوير مشاركتهم والاستماع الى آرائهم وتطبيقها في العمل البلدي، الامر الذي يساهم في تحقيق مواطنية حقيقية ويدفع بالاطفال نحو احترام الشأن العام”.

وختم: “هو نداء يشمل المجتمع بكل طبقاته ووظائفه، ويشمل كل واحد منا، فردا فردا، علينا فقط أن نؤمن بما نقوم به ولا نهتم بالحواجز والمعوقات. فمدينة امنة للاطفال هي مدينة تؤكد اليوم وكل عزمها على تحسين واقع الطفل والطفولة”.

الخازن
وتلاه الخازن: “إن اختيار عجلتون بلدة صديقة للاطفال هو امتياز لبلدتنا الآمنة التي تناهض تعنيف الطفل وتجهد لتكون حامية لحقوقه، غير أن هذا الامتياز يرتب علينا في الوقت نفسه مسؤوليات نعمل على الإيفاء بها على أكثر من صعيد”.
أضاف: “الدولة هي الحاضنة للجميع، والمنظمة لشؤونهم من خلال التشريع وسن القوانين، وقد كان للطفولة حصة ذاخرة في جهدها وعملها، غير أن العبرة هي في التطبيق ومراقبة حسن سير التنفيذ”.

وختم: “الطفولة مسؤوليتنا جميعا، مسؤولية العائلة ومسؤولية المدرسة ومسؤولية المجتمع المدني والدولة”، مشيرا الى أن “ما تقوم به وزارة الشؤون الاجتماعية على صعيد الطفولة ليس بالامر القليل، غير أنها تشكو قلة الموارد”.

أبو فاعور
ثم ألقى أبو فاعور كلمة قال فيها: “لقد أظهرت لنا الأشهر الماضية أن علينا أن نستفيق على حقيقة أن أطفالنا في خطر، وهذا الكلام ليس للتهويل ولا للتخويف، وليس من واجب الدولة أن تثير هلعا في نفوس الناس، وخصوصا إذا كان الحديث عن الأطفال.
وهذا الكلام من باب لفت النظر، والإضاءة على هذه القضية”.

أضاف: “بدأنا مع الطفل في صيدا، ثم انتقلنا الى بنت جبيل، ثم الى مستشفى عين وزين ومستشفى السانت تيريز، ثم الى بعض المدارس، وبعض الحالات التي أعلن عنها والحالات الأخرى التي لم يعلن عنها. وأنا من موقع المسؤولية، لا من موقع التخويف أقول: ما خفي أعظم مما ظهر وبان في وسائل الإعلام، وهناك الكثير من القضايا التي نتابعها والتي لم يعلن عنها، كذلك أتمنى أن نكون قد تجاوزنا مرحلة الصدمة في الإعتراف بحجم الخطر الذي يهدد أطفالنا في لبنان”.

وتمنى أن “نكون قد تجاوزنا مرحلة الإنكار لندخل في مرحلة اليقظة والعلاج”.
وأكد أن “الاستنكار لم يعد يكفي، ولم يعد التعاطف يكفي، نحن نحتاج الى خطة وبرامج، الدولة هي العمود الفقري، وهي الموجه والمحرك الأساسي، ولكن يجب أن يكون هناك تعاون من المجتمع المدني المحلي، من الهيئات والمجالس البلدية، ومن الإعلام، يجب أن يكون هناك مرحلة يقظة وطنية شاملة لمعالجة هذا الأمر”.

أضاف: “عندما يفكر أي شخص منا في الأطفال، أو في أطفال قريبين منه، يعرف ان هذا الأمر يمس، ليس فقط عقله، بل قلبه وأعصابه وحياته، لذلك لا يمكن معالجة هذا الأمر جزافا، على قاعدة التغاضي عن المشكلة”.

وشدد ابوفاعور على “ضرورة وجود آلية مشتركة في وزارة الشؤون الإجتماعية ووزارة التربية، لكي يكون هناك المزيد من الرقابة في المؤسسات التعليمية”.

واعتبر أن “هناك مرحلة أخرى في حاجة الى علاج خاص، هي مسألة مؤسسات الرعاية، المؤسسات التي تعنى بذوي الحاجات الخاصة، التي تحتاج الى برنامج خاص.
وقد وضعنا خطة مع وزارتي العدل والداخلية ونعكف على وضع خطة مع وزارة السياحة، لأن هناك مرحلة جديدة مقلقة، حيث يتم استغلال الأطفال في الملاحي والحفلات، وينبغي معالجة الأمر”.

ورأى “أن على الجميع القيام بدوره، من الدولة الى المجتمع المدني، والدولة التي لا تستطيع حماية الأطفال هي غير جديرة بالوجود، والحكومة غير القادرة على حماية الأطفال لا يجدر بها أن تكون في موقع المسؤولية”.

وتوجه بالكشر الى “البلديات المتنورة ورؤسائها المتنورين على تحسسهم لهذه المشكلة، وعلى اقتناعهم بهذه القضية وجهودهم وتعاونهم”، وأمل “أن نفتح المجال من خلال واحات الأطفال التي ننشئها ليكون وطننا حاضنا للأطفال وحاميا لهم وجديرا بهم”.

واختتم الإحتفال بكوكتيل للمناسبة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.