تنورين: انقسام عمودي حول استحداث بلدية في شاتين

0

صحيفة السفير:   
أحدث قرار وزير الداخلية والبلديات مروان شربل رقم 282، القاضي باستحداث بلدية في شاتين ـ تنورين، بلبلة وسجالاً بين الأطراف المعنية، وأحدث انقساماً واضحاً بين مؤيد ومعارض، بين مرحب ورافض. الترحيب يأتي من مجموعة من أبناء شاتين التي سعت للحصول على البلدية، أما الاستنكار والرفض القاطع فهو من المجموعة الأخرى من أبناء البلدة، ومن أهالي تنورين، ومجلس بلديتها.
وتقدمت بلدية تنورين بطعن لدى مجلس شورى الدولة وفقاً للأصول القانونية وضمن المهلة المحددة لإبطال القرار الرقم 282. ووقع عضوا البلدية الممثلان لشاتين في المجلس جوزيف غوش وحسيب مراد طلب المراجعة (رقم 17919) لإبطال قرار شربل، كما وقعه محامون بالاستئناف من بينهم محامون من شاتين. مع الإشارة إلى أن طعناً آخر قدمه سابقاً المحامي بول جان حرب نجل النقيب السابق جان حرب.
وقد أنشئت بلدية تنورين في العام 1928 لتضم تنورين الفوقا ـ تنورين التحتا ـ وطى حوب ـ وشاتين التي تشكل 10 في المئة، من مساحة تنورين التي يتألف مجلسها من 18 عضواً، وعلى مدى تاريخ البلدية تمثلت شاتين باعضاء وحل أبناؤها رؤساء ونواب رؤساء المجلس في بعض العهود. وحتى الأمس لم يسجل في دوائر قائمقامية البترون إلا طلب ترشيح يتيم، وتعيش تنورين على امتدادها حالاً من الترقب والانتظار نتيجة رأي مجلس شورى الدولة بشأن طلب الطعن، والسؤال المطروح: هل سيبقى القرار نافذاً أم أن قراراً سيصدر عن مجلس شورى الدولة بوقف التنفيذ فتتوقف العملية الانتخابية قبل حصولها في السادس من أيار؟ إلا إذا صدر القرار عن مجلس شورى الدولة لاحقاً بإبطالها، عندها تصبح الانتخابات كأنها لم تحصل بجميع نتائجها ومفاعيلها.


ويستبعد مختار شاتين غسان غوش أن يؤخذ بطلب المراجعة، مؤكداً حصول الانتخابات في 6 أيار، وقال: «نحن بلدة قائمة بأهلها وسكانها تبعد كيلومترين عن تنورين. وتمتدّ الى جسر بعتاره على حدود جبيل، ونستحق أن نستقل بلدياً عن تنورين لأننا لا نحصل على أي خدمات من البلدية، وكل من يزور شاتين لا يجد طرقاً فيها ولا إنارة ولا رفع نفايات باستثناء بعض الخدمات الخجولة». ونفى غوش أن تكون مطالبة أهالي شاتين باستحداث بلدية تحمل خلفيات سياسية «هدفنا إنمائي لأننا لم نحصل على انماء كاف، نحن اليوم نستعد لانتخاب مجلس بلدي جديد في السادس من أيار. ونسعى حالياً لتحقيق التوافق وتزكية 12 عضواً من أبناء البلدة، إلا في حال واجهنا عراقيل منعت التوافق فسنتوجه في 6 ايار إلى صناديق الاقتراع لممارسة العملية الانتخابية بديموقراطية وروح رياضية». ولم ينف غوش أن «للسياسة دوراً في انتخابات بلدية شاتين لأنها تضم محازبين من مختلف الانتماءات، من 8 و14 آذار وقد يكون لهذا الانقسام انعكاس على الانتخابات». ودعا غوش ابناء شاتين لانتخاب مجلس بلدي يتطلع الى انماء البلدة بعيداً عن التجاذبات السياسية»، مؤكدا أن بلدية مستقلة لشاتين لا تعني الانفصال عن أهلنا واخوتنا في تنورين وهدفنا واحد هو انماء بلدتنا».
أما نائب رئيس بلدية تنورين المحامي نعمه حرب فيرى أن «قرار استحداث بلدية لشاتين هو قرار سياسي وله خلفيات سياسية ولا يخدم مصلحة شاتين ولا مصلحة تنورين، وهو قرار الانفصال والاستقلالية التي لها مساوئها وانعكاساتها السلبية على المجتمع المحلي، إنه قرار سلخ قرية منشأة ومندمجة وممثلة في بلدية وليس استحداثاً لمجلس بلدي جديد. ويقول حرب: «إن تنورين هي أكبر قرية مسيحية بسكانها ومساحاتها، وخلفية استحداث بلدية في شاتين سيئة جداً لأنها تطيح بتراث أعراف وتقاليد تنورين الموحدة العريقة». واعتبر أن «وزارة الداخلية والبلديات «ارتكبت خطأ قانونياً وادارياً كبيراً في قرارها ودعوتها الهيئات الناخبة في شاتين، فلم تحترم المهل القانونية». ويصر حرب على أن «استحداث البلدية مرتبط بمشروع سد بلعه وبلدية في شاتين ستسعى لتمرير تمويل السد بهبة من الدولة الإيرانية، هذا اذا وافقت الدولة اللبنانية والمعنيون بقبول الهبات بوضع لبنان بمواجهة العقوبات الدولية. انما نحن لسنا ضد مشروع سد بلعه بل نحن ضد تمويل يحمل معه خلفيات سياسية قد تهدد أمن المنطقة وأهلها أي اننا ضد آلية التنفيذ والتلزيم التي تعرقل إنجاز مشروع سد بلعه التي كانت المجالس البلدية المتعاقبة لا سيما في عهد اللواء جورج قمير قد سعت لتنفيذه اشارة إلى ان المناقصة رست على شركة لبنانية». ويستغرب حرب «ما هو الهدف من إنشاء بلدية صيفية لبلدة تبقى مهجورة على مدى 8 أشهر من السنة، طبعاً كما البلدة صيفية ستكون البلدية صيفية، ولكن هذا ليس دافعاً لعدم اعطاء شاتين كامل الاهتمام من بلدية تنورين، في حين أن بلدية تنورين تقدم الخدمات صيفاً وشتاء لشاتين التي تحصل على 15 أو 20 قي المئة من ميزانية بلدية تنورين السنوية».

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.