وأصبح لشمسطار باب حارة

1

صحيفة الأخبار:
تفتتح بلدية شمسطار الأحد المقبل «بوابة» ضخمة يجري العمل عليها منذ أربعة أشهر. البوابة بدرفتين كبيرتين يراوح ارتفاعهما بين 7 و10 أمتار، جرت معالجتهما بالطلاء حتى باتتا أشبه بالخشب العتيق، مع قواعد مؤلفة من ستة أعمدة من الجهتين الداخلية والخارجية، يتموضع خلفهما مشهد يجسّد التراث العمراني الذي كانت المنطقة قد عرفته سابقاً، والمتمثل بجدار مع قناطر مقببة من العقد الصخري الأبيض.
البوابة تشبه إلى حد كبير «باب الحارة» الشهير، وقد شارفت الأعمال فيها على نهايتها. ويرى فيها رئيس بلدية شمسطار سهيل الحاج حسن «عملاً تجميلياً لمدخل البلدة، ينزع فكرة قرانا المهملة من ذاكرة كل زائر لها، ويترك الانطباع الجمالي عنها». ويشير إلى أن دور السلطات المحلية لا يقتصر على شق الطرقات وتعبيدها، بل يتخطاها إلى «العمل على مشاريع جمالية تبقى معلماً للبلدة على مر السنوات، ويكون لها طابع رمزي يبعد صورة الكآبة والإهمال عن قرانا».
فكرة إنشاء البوابة، كانت أول قرارات المجلس البلدي الجديد في شمسطار، وفق ما يؤكد الحاج حسن: «باكورة قراراتنا كانت توسيع الطرقات والمداخل، وإقامة جدران دعم كبيرة، وذلك بموجب دراسات فنية تراعي النواحي الجمالية لجهة البناء والتراث والبيئة»، مبدياً استغرابه من بعض الانتقادات التي طالت المشروع والهدف منه، «فكلفة المشروع منذ البداية وبموجب الدراسة، كانت مئة مليون ليرة، 60% منها عبارة عن تبرعات من عدد من أبناء البلدة، في الوقت الذي تكفّلت فيه البلدية بالإشراف والتنفيذ وبقية التمويل». أضاف: «بلدية شمسطار من أولى البلديات في لبنان؛ إذ يعود أول مجلس بلدي فيها إلى عام 1922. ولو أقدم كل مجلس بلدي على وضع لبِنة لمشهد أو معلماً معيناً في البلدة، لكان المشهد اليوم مختلفاً، ولما انتقدنا قرانا عند مقارنتها مع غيرها من قرى تقع خارج محافظة البقاع. بعض البلديات تعمد إلى شق طرقات عادية وتعبيدها بكلفة تفوق مئة مليون ليرة، ولا تلبث أن تزول هذه الطرقات مع الوقت، فيما مثل هذه المشاريع يبقى، ليأتي من بعدنا من يكمل على نسقها للنهوض بقرانا، وحتى نتمكن فعلاً من اللحاق ببقية القرى التي سبقتنا بالإنماء».
بناءً على ذلك، فإن بوابة شمسطار غربي بعلبك والتي سترتفع في وسطها صخرة كبيرة (3×4 أمتار)، حُفِرت عليها آية قرآنية، ستكون بمثابة «عربون وفاء من أهالي شمسطار لشهداء المقاومة الإسلامية، ولنكون بذلك قد عملنا بكلام سيد المقاومة، وأقمنا التوازن بين الشهادة والمقاومة من جهة، والإنماء والجمالية من جهة ثانية، لأننا نعشق الشهادة وكذلك الحياة والجمال».
بوابة «حارة شمسطار» لن تكون عبارة عن مدخل فقط، بل يجري التنسيق حالياً مع أصحاب المحال التجارية في البلدة، وعدد من الجمعيات النسائية التي تعنى بتصنيع المؤونة البعلبكية، وذلك للشروع بتنظيم ما هو أشبه بسوق تجاري أسبوعي عند المدخل، يكون بمثابة «متنفس اقتصادي داخلي، يخلق دورة اقتصادية إضافية في البلدة، ونكون بذلك قد عالجنا مشكلة السوق التجاري الذي كانت شمسطار تفتش عن موقع له في السابق».
مدخل شمسطار من الجهة الجنوبية (بين كفردبش وشمسطار)، لا يعدّ المشروع التجميلي الوحيد الذي تنفذه بلدية شمسطار؛ فقد أكد رئيس البلدية إجراء أعمال توسيع وإنشاء حديقة عامة صغيرة مقابل دائرة نفوس شمسطار، انتهى العمل بها، بتمويل من البلدية، فيما ستنتهي قريباً أعمال الحديقة العامة الكبيرة (مساحة 2000 دونم)، بالقرب من مركز الخدمات الاجتماعية، عند المدخل الشمالي لشمسطار لجهة بلدة طاريا، التي موّلتها وزارة الزراعة بنسبة 70%، على أن تدفع البلدية الـ30% الباقية.

تعليق 1
  1. مسلم العزير يقول

    أنا شاهدت مدخل البلدة بعد الأنتهاء من تنفيذ المشروع المسمى بـ”باب الحارة ” والذي سوف يعرف يأسم باب حارة شمسطار أو باب شمسطارهو فعلا” يستحق الزيارة والذي لا بد من أن يشعرك بالعمل المتقن والفن التراثي الرائع من ناحية اللون والنقش فهو قريب من حيث الشكل كأن لو كان أمام قلعة بعلبك الأثرية ، فلا يسعني القول سوى الشكر الكبير لرئيس البلدية النشيط والشكر لأهالي البلدة على هذه الفكرة الجديدة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.