عودة عبيه إلى تاريخها.. مؤتمراً لوزارة المهجرين والبلدية

1

صحيفة البناء ـ
عاليه ـ عمر ضو:
نظّمت وزارة المهجرين، وجمعية إحياء تراث عبيه، والجامعة اللبنانية – معهد الفنون الجميلة، والصندوق المركزي للمهجرين، وبلدية عبيه، مؤتمراً تحت عنوان: «عودة عبيه إلى تاريخها»، في قاعة مؤسسة بيت اليتيم الدرزي في عبيه، في حضور وزيري المهجرين والثقافة علاء الدين ترّو وغابي ليّون، المدير العام لوزارة الإعلام الدكتور حسان فلحة ممثلاً وزير الإعلام وليد الداعوق، النائبين أكرم شهيّب وفادي الهبر، رئيس الصندوق المركزي للمهجرين فادي عرموني، المدير العام للتنظيم المدني الياس الطويل، المدير العام لوزارة المهجرين أحمد محمود، رئيس بلدية عبيه نزيه حمزة، المشرفة على مشاريع إعادة ترميم الآثارات في عبيه في الجامعة اللبنانية الدكتورة سمر مكي، أساتذة كلية الفنون وطلابها، رؤساء بلديات ومختارين.
شهيِّب
استهلّ المؤتمر بالنشيد الوطني، فكلمة مقدمة الاحتفال راغدة جابر، بعدها ألقى النائب شهيّب كلمةً قال فيها: «ندرك تماماً أن الحكومة مثقلةٌ بملفاتٍ سياسيةٍ شائكة، لكنَّ وجع الناس المعيشي لا ينتظر، ومستلزمات الحياة اليومية لا تنتظر، والمدرسة والطبابة والاستشفاء والسكن، كلُّها ملفاتٌ لا تنتظر، ننتظر من الحكومة التي دعونا إلى إعطائها فرصةً ومنحناها الثقة، أن تكون على قدر المسؤولية ليطمئن المواطن على قوت يومه ومستلزمات صموده».
وختم شهيّب: «نشد على أيدي أهلنا في عبيه وكلِّ الشحار، ونمدُّ اليد إلى الهيئات الأهلية والبلديات، لنحصِّن بلداتنا وقرانا لتكون نموذجاً في العيش الواحد، وفي السعي إلى مستقبلٍ واعد في منطقة غنية بتراثها، وغنية بناسها».
رئيس البلدية
بدوره، قال رئيس بلدية عبيه: «كنّا في البلدية وما زلنا نعمل بنشاط وجدية لتسريع عودة الغائبين من أهالي عبيه الى ديارهم وأهلهم، ليعود إليها نسيجها الاجتماعي ودورها العلمي والثقافي، كما كانت سابقاً نموذجاً حضارياً متألقاً ومفعماً بالمحبة والتضامن الإجتماعي والإنساني».
حمزة
وألقى رئيس جمعية إحياء تراث عبيه منير حمزة كلمةً أشار فيها إلى أن «الجمعية تأسست عام 1998، وكان الاهتمام بتراث البلدة هدفاً مقصوداً لضرورة ثقافية واجتماعية وتاريخية، لإعادتها إلى الذاكرة الوطنية»، وقال: «إنّ مؤتمر عودة عبيه إلى تاريخها، يُعدُّ دعوة إلى التمسك بالأصالة والأصول وصَوْلاتِ الفكر والثقافة والموقف والموقع، ويهدف إلى المحافظة على تراث هذه البلدة العريقة».
كنعان
وكانت كلمة ألقاها انطوان حبيب كنعان باسم لجنة العائدين، قال فيها: «مع عودة الأمور إلى نصابها بعودة الحياة السياسية في لبنان إلى مجراها واستلام الوزير علاء ترّو مهامه كخير خلفٍ لخير سلف، لا بدّ لنا من العودة إلى الكفاح والجهاد معاً في سبيل تحقيق العودة النهائية إلى ديارنا في عبيه بعد الغياب الطويل جداً، فتستعيد الحياة عجلتها الطبيعية، وتعود المياه إلى مجاريها، فتعود عبيه إلى تاريخها المجيد والعريق الذي لم تبتعد عنه إلا قسراً».
الحاج
أما مدير معهد الفنون الجميلة الفرع الرابع الدكتور محمد حسني الحاج فقال: «بعد أكثر من عشر سنوات نعود ونلتقي في عبيه، وهذا ما يؤكّد إصرارنا على استكمال البحث مع المدافعين عن وجودها ودورها، وعن مساراتٍ استعادتها من غياهب النسيان، والبحث عن معنى تاريخها، فذاكرتها ما زالت موجودة، وهي تدلُّنا على اختيارات حضورها الراهن والمستقبلي».
ليون
الوزير ليون أشار في كلمته إلى أن «وزارة الثقافة ستكون متابعةً لهذا المؤتمر بحضور أحد خبرائنا المسؤول عن الترميم والمحافظة على الأبنية التراثية».
وقال: «يمكن أن يكون للتاريخ أكثر من وجه، هناك وجهٌ مشرقٌ لعبيه يعبّر عنه ويعيدنا إليه أصحاب الأيادي البيضاء والأفكار النيِّرة الذين عملوا على إحياء تراث عبيه، بأبنيتها، بسوقها العتيقة، بكنائسها، بمقاماتها، و بناسها أيضاً».
أضاف: «نحن في وزارة الثقافة ضنينون بتراثنا وبأبنيتنا الأثرية وبأسواقنا، نشجعكم على إعطاء طابعٍ جميلٍ لسوق عبيه، التاريخ لا يعني بالضرورة الابتعاد عن الحداثة والرقي، سنحافظ على التراث ونعطي لبلداتنا وقرانا طابع الحداثة والتقدم والرقي».
عرموني
وأشارعرموني بدوره إلى «أن الصندوق المركزي للمهجرين سعى خلال مسار عمله، إلى لحظ خطط المساعدات الإعمارية قيمةً ماليةً إضافية لكلِّ من يلتزم معايير الفن المعماري التراثي، خصوصاً في قرى العودة، ليعود الطابع الفنيُّ اللبناني إلى البناء الذي يميزه القرميد والحجر الصخري هو الطاغي كما كان قبل المحنة، غير أن الأوضاع المالية العامة للدولة ما كانت لتتيح تطبيق تلك الخطط، إلا أنّ وعي غالبية أبناء الجبل الذين بادروا محمِّلين طاقتهم أعباءً إضافية، نجحت في كثير من البلدات في استرجاع الطابع اللبناني للعمارات، التي ستبقى إرثاً تراثياً للأجيال المقبلة، متحدياً هجمة الحرب الشرسة التي كان محو التراث اللبناني واحداً من أهدافها».
وإذ أشار عرموني إلى أن «عودة المهجرين هي جزءٌ من عملية بناء لبنان ما بعد الحرب، ولا يمكن أن تخرج عن نطاق كونها واحداً من مشاريع بناء الوطن»،
قال: «لنتحمل جميعنا، قطاعاً عاماً بكل مكوناته، وسلطاتٍ محليةً وقطاعاً أهلياً وخصوصاً المسؤولية، ونقوم بالدور الذي تُحتِّمه أهدافنا وواجباتنا، وفي مقدَّمها الوزارات المختصة في حفظ التراث وحماية التاريخ وصونه، وإن بدأنا بوزارة الثقافة فننتهي عند وزارة السياحة ووزارات الخدمات كلها، لتزيد على الأنشطة الإعمارية والتنموية التي تنفذها وزارة المهجرين والصندوق المركزي للمهجرين حراكاً يحصن أعمالها».
ترّو
وأخيراً، كانت كلمة ترّو لفت فيها إلى أن «عبيه المتجذرة في التاريخ حضارةً وقِيماً وتراثاً خالداً، نأتيها اليوم متطلعين إلى نهضتها الموعودة وقيامها من تحت الأنقاض»، وقال: «لقد أصابت جمعية إحياء تراث عبيه وبلديتها في مراميهما وأهدافهما، لأن عبيه تحتاج فعلاً إلى من ينهض بآثارها، ويحيي تراثها ويعيد إليها صباها، ولا يكون ذلك إلا من خلال العودة ولمِّ الشمل، واجتماع العائلة الواحدة، عائدين ومقيمين ومهاجرين وثابتين، في أرضٍ تعبق بأريج العلم والثقافة والمحبة والتسامح».
أضاف: «ما هذه الخطوة اليوم، إلا بدايةً مباركة نهضوياً وإنمائياً، تنطلق من مكانٍ له رمزيته الخيرية والإنسانية، وتتفاعل من خلاله جهود وزارة المهجرين، والصندوق المركزي للمهجرين والجامعة اللبنانية وبلدية عبيه وجمعية إحياء تراثها، وبالطبع الأهالي، على أمل أن يشكل هذا العمل التراثي المشترك، قيمةً مضافة لما جرى تحقيقه حتى اليوم، على صعيد المصالحة الوطنية ومشروع النهوض التنموي والتراثي، الذي نتمنى تعميمه على مختلف المناطق والبلدات، إنّ ترميم المباني الأثرية وتعزيز السياحة البيئية في عبيه كما في غيرها، يستدعي منّا جميعاً الدخول في نشاطٍ تنمويٍّ شامل، نظراً للفوائد الاقتصادية والجمالية التي ستتحقق، والتي ستستفيد منها حتماً السياحة اللبنانية والاقتصاد اللبناني بشكلٍ عام».
الجلسات
بعدئذ، بدأت أعمال الجلسة الأولى من المؤتمر، حيث جرى عرضٌ شاملٌ لأعمال المؤتمر وتسليط الضوء على تاريخ عبيه.
بدايةً، قدم الدكتور حسام عطوي عرضاً شاملاً عن البلدة، والدكتور زياد بو علوان عرضاً شاملاً عن السوق القديم، والدكتور حسن ضاهر حسين عن دير الكبوشيين، وتناولت الدكتورة سمر مكي المحور المدني والدكتورة نوال بدواني المحور الترميمي.
وفي الجلسة الثانية، تناول المهندس خالد الرفاعي من وزارة الثقافة موضوع الآثار، والمدير العام للتنظيم المدني موضوع التنظيم المدني في لبنان عموماً، وما ينطبق على بلدة عبيه. ثم كان حوارٌ، أعقبه تكريم أساتذة وطلاب الجامعة اللبنانية – معهد الفنون الجميلة على ما قاموا به من أعمالٍ ونشاطات. واختُتِم المؤتمر بجولةٍ ميدانية على المباني الأثرية والتاريخية لبلدة عبيه.
التوصيات
وفي الختام أعلنت توصيات مؤتمر «عودة عبيه إلى تاريخها» وجاء فيها:
الالتزام بترميم المباني الأثرية في بلدة عبيه وفقاً للمعايير الدولية للحفاظ على الطابع الأثري والعمراني والتاريخي لهذه المباني، تحويل بلدة عبيه إلى منطقة سياحة واصطياف، لما تتميز به من موقع جغرافي ولما تحوي من مجموعةٍ من المباني الاثرية والمواقع البيئية، والمناظر السياحية، وبالتالي ضرورة توجيه المواطنين إلى استقطاب السيّاح والمصطافين، لا سيما الذين يهتمون بالإرث الثقافي والسياحة البيئية، التقيد ببعض الشروط الفنية والمعمارية لعملية ترميم المنازل الخاصة بإشراف البلدية والتنظيم المدني، العمل على تصنيف البلدة ضمن المناطق والبلدات السياحية، كذلك تصنيف المباني ضمن الجردة العامة لوزارة الثقافة، العمل على تشجيع المشاريع المشتركة بين القطاع الخاص والعام من اجل تأمين البنى التحتية الضرورية للسياحة والاصطياف، تأمين طريق سهلة سريعة لربط بلدة عبيه ومنطقة الشحار بالأتوستراد الساحلي السريع، اعتماد تجهيزات الطرق من إشاراتٍ وآرماتٍ موحدة تغني الجو التراثي، وإدراج لوحاتٍ إعلانية على دروب عبيه المختلفة، وإظهار المواقع الاثرية وفق الخرائط المعتمدة، تعزيز المؤسسات الخدماتية الرسمية (بريد – مكتب للسياحة – مكتب للزراعة – مركز صحي)، النهوض ببلدة عبيه وتنميتها والتفاعل مع محيطها من البلدات والقرى، والعمل على تنظيمها من خلال إنشاء الجمعيات والمشاريع المشتركة للمحافظة على المواقع الاثرية، تنشيط السوق العتيقة، تنشيط السياحة البيئية والدينية والروحية، استعداد وزارة الثقافة – المديرية العامة للآثار لتصنيف بلدة عبيه بمنطقةٍ ذات طابعٍ أثري، إعدادُ مخططٍ تنظيميٍ إداريٍ مفصل لهذه البلدة لدراسة وضع البلدة الحالي وإشكالياتها ومميزاتها، ووضع دفتر شروط وإدارة لمستقبل البلدة، والسعي إلى إقفال مطمر الناعمة».

تعليق 1
  1. ليليان حمزة يقول

    أودّ تصحيح أن اسم رئيس جمعيّة إحياء تراث عبيه هو نديم حمزة

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.