صحيفة اللواء ـ
علي صفا:
بين جسر البربير القديم، والنفق الجديد، مرحلة إنقضت من عمر بيروت، واخرى بدأت تفتح ذراعيها للمستقبل الواعد، الذي يُمكن رؤيته من بين الكثير من الغيوم المحيطة بالوطن·
فبيروت التي لا تزال تُعاني منذ منتصف السبعينات من مشاكل مختلفة، لم تتوقف عن مواكبة الحديث، وإن بشكل متأخر وبشيء من التطور الخجول··
وكل ما يجري في المدينة من عمران وخدمات، يدل على ما يُمكن ان تكون عليه العاصمة العربية·· إلا انها تحتاج فقط الى فرصة لتثبت فيها قدرتها وتفوقها وجدارتها على تبؤ مركز الصدارة بين المدن المحيطة·· تماماً كما كانت عبر التاريخ، منارة تصل الشرق بالغرب··
بهذه الكلمات بدأ ابو اسماعيل دقماق حديثه حين سألناه رأيه في التطور الخدماتي للعاصمة؟
وتابع: مدينة الانفاق·· وعد اطلقه الرئيس الشهيد رفيق الحريري، لحل مشاكل السير العالقة منذ عقود طويلة من الزمن، كبرت فيها بيروت، وظلت طرقاتها صغيرة بانتظار انتهاء مشاريع الانفاق فيها·· نفق البربير انتهى العمل فيه منذ عدة اسابيع· كما قال حسن مقلد·
واضاف: فتح النفق ابوابه امام العابرين بين شرق بيروت وغربها، وبالعكس، بعد سنتين من العمل الدؤوب لانهاء الاشغال في الموعد المحدد··
ورغم افتتاح النفق شعبياً، إلا انه لم يتم الاحتفال الرسمي بتدشين افتتاحه فقد عادت عجقة السير الى البربير، كما عادت ساحة البربير ملتقى مناطق العاصمة والضواحي·
ورأى المواطن احمد سبيتي انه نفق يسهّل العبور بين اوتوستراد المزرعة والمتحف – العدلية، وبالعكس، تماما كما كان قبله جسر البربير··
واشتكى من عدم وجود مواصفات للنفق تدل السائقين، مثلا: حول الارتفاع داخل النفق، او تحذرهم من درجة الانعطاف في داخله، وكل ذلك يُمكن ان يتسبب بحوادث نحن في غنى عنها، وهي غير موجودة في النفق، لذلك نحن كسكان نعتبر ان الاشغال في النفق غير مكتملة، الى ان يتم افتتاحه بشكل رسمي، ويتم الاعلان عن افتتاحه·
واضاف السائق محمد غملوش: اننا انتظرنا نفق البربير طويلاً، نظراً لازمة السير التي كانت تغلق هذه المنطقة، ودرجة التلوث الكبيرة التي طالت الاهالي والسكان، لكن المؤسف، ان كل السيارات التي كانت تزدحم على جسر البربير، سابقاً، هي اليوم تزدحم داخل نفق البربير··
وذلك بسبب عدم اكتمال الاوتوستراد الدائري للعاصمة، والذي يفترض وجود المزيد من الانفاق، مثل نفق مار الياس – ثكنة الحلو، ليتابع مع نفق المزرعة – الروشة·· وهكذا·· فنأمل اكتمال الاوتوستراد الدائري حتى تتلاشى عجقة السير في المدينة·
<النفق لم يعد يحتاج إلا الى موعد افتتاحه، فكل خدماته باتت جاهزة، إلا ما ندر، سواء الاضاءة او المجاري والتزفيت·· لكن لا تعرف لماذا لم يتم افتتاحه الى اليوم بشكل رسمي··> كلمات اطلقها السائق حسين المحمود اثناء عبوره بجانب كاميرا <اللواء> التي كانت تلتقط بعض الصور للنفق··
وقال السائق وليد ابو لطيف: إن البربير عاد ليحتل اخبار المدينة، كما كان سابقاً في مرحلة جسر البربير·· وعادت ساحة البربير ملتقى المدن اللبنانية، وهي مزروعة اليوم بأجمل النصوب الخضراء التي تضفي جمالاً على هذه المساحة··
ونأمل ان يُساهم النفق في حل مشكلة السير للعاصمة، رغم الاشغال الكثيرة المحيطة بالنفق، واقفال العديد من الشوارع بسبب الحفر والتزفيت·· لكن دون شك سنتخلص يوماً ما من ازمة السير للعاصمة بيروت·