الراعي من زحلة: انتخاب رئيس للبلاد هو فوق اي اعتبار لانه الضمانة للوطن والمؤسسات والشعب

0

1439128921_4

تابع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي جولته البقاعية لليوم الثالث على التوالي، وترأس ظهرا قداسا احتفاليا في كاتدرائية مار مارون- كسارة، عاونه فيه راعي ابرشية زحلة المارونية المطران جوزف معوض والمطران طانيوس الخوري، وخدمته جوقة نسروتو.

حضر القداس النائب الأسبق لرئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي، رئيس كتلة نواب زحلة النائب طوني ابو خاطر، النواب: جوزف معلوف، ايلي ماروني، عاصم عراجي، امين وهبي وانطوان سعد، بيار فتوش ممثلا النائب نقولا فتوش، الوزراء السابقون: خليل الهراوي، كابي ليون، جورج سكاف، علي عبدالله وسليم وردة، ميريام سكاف ممثلة الوزير السابق ايلي سكاف، النواب السابقون: محمود ابو حمدان، سليم عون ويوسف معلوف، منى الياس الهراوي، محافظ البقاع القاضي انطوان سليمان، رئيس بلدية زحلة- معلقة وتعنايل جوزف دياب المعلوف، رئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة في زحلة والبقاع ادمون جريصاتي، النائب العام العسكري القاضي سامي صادر، قائد منطقة البقاع في الجيش العميد ألبير كرم، قائد منطقة البقاع في قوى الامن الداخلي العميد نعيم شماس، مدير جهاز امن الدولة في البقاع العميد فادي حداد، رئيس الامن العام في البقاع العميد جوزف تومية، وشخصيات وفاعليات ورهبان وراهبات وحشد غفير من الاهالي.

وفي بداية القداس، القى معوض كلمة شكر فيها الراعي على زيارته لأبرشية زحلة وقرى البقاع الغربي- راشيا ولرؤساء الطوائف المسيحية في المنطقة.

وبعد الانجيل القى الراعي عظة بعنوان “ايتها المرأة عظيم ايمانك فليكن لك كما تريدين”، واستهلها بالقول: “يسعدني ان اختتم القسم الاكبر من زيارتي الراعوية في زحلة والبقاع الغربي، بهذه الذبيحة الالهية التي احتفل بها مع سيادة راعي الابرشية المطران جوزف معوض وسيادة المطران طانيوس الخوري، راعي ابرشية صيدا السابق، ومع الاباء والكهنة والرهبان والراهبات ومعكم جميعا، اننا نقدمها ذبيحة شكر الله على ما رأينا بأعيننا وسمعنا بأذننا ولمسنا بأيدينا، جمال هذا المجتمع في زحلة ومنطقتها والبقاع الغربي، المتنوع بمسيحييه ومسلميه الذي يعيشه ابناء المنطقة، بالرغم من كل ما يكتنفه من اخطار، وما يحاول تشويهه من واقعات، بأمن وصبر وتشبث، لكونه يكون ثقافتنا اللبنانية ورسالتها على مستوى الاسرتين العربية والدولية، وهو من جوهر ميثاقنا الوطني وصيغة المشاركة في الحكم والادارة”.

أضاف: “ان انجيل اليوم وحدث لقاء الرب يسوع بالمرأة الكنعانية، وما تخلله من محنة، في ايمانها من قبل المسيح الرب من صمود في هذا الايمان من قبلها، امثولة لنا وعبرة في حياتنا الشخصية والعائلية، وفي حياتنا الوطنية. أدرك الرب يسوع ايمان المرأة الكنعانية الوثنية، غير اليهودية، منذ نادته بكلمات من عمق الكتب المقدسة، التي ليست كتبها، فوقعت في صميم قلبه: “يا ابن داود، ارحمني! ان ابنتي بها شيطان يعذبها جدا”. لقد فهمت المرأة بايمانها وهو عطية من الله لكل انسان وهو بمثابة نور داخلي يهديه الى حقيقة الله والانسان، فهمت ان هذا يسوع الناصري، الذي يمر في نواحي صور وصيدا، هو المسيح المنتظر من سلالة داود، حامل الرحمة الالهية، وشافي البشرية من امراضها وآلامها. اما يسوع، وقد تفاجأ بمثل هذا الايمان لدى امرأة كنعانية وثنية، اراد في سر تدبيره امتحان ايمانها، لكي يظهر صلابته، متجاهلا اولا عندما نادته، وكانه لا يكترث لها، ولا يهمه وجعها. ثم وجه لها كلاما غير مباشر، عندما قال التلاميذ الذين كان يرجونه ليصرفها، منعا للازعاج بصراخها: “ما اتيت الا للخراف الضالة من شعبي”، اما هي فأظهرت ايمانا صامدا اذ سجدت له وقالت: “يا رب، ساعدني”. وهنا كانت المحنة الاخيرة التحقيرية والسيئة والقاسية جدا، اذ اجابها: “يحسن ان يؤخذ خبز البنين للكلاب. لكن المرأة بادرت هذه الاهانة العظمى بتواضع واحترام وايمان اكبر، وقالت: “نعم يا رب وجراء الكلاب ايضا تأكل من الفتات المتساقط عن مائدة اربابها. فما كان من يسوع الا ان يقول امام الشعب كله: “ايتها المرأة عظيم ايمانك”. انها امثولة رائعة لنا، لكل واحد وواحدة منا لنا في حياتنا الشخصية والعائلية، وفي حياتنا الكنيسة والوطنية فالمحن والصعوبات والالام وتنكشف مكنونات قلبه وجوهر داخليته وهويته وثقافته، تماما مثل الذهب الذي يصفى بالنار، ومثل البخور الذي يعطي اريجه عندما يمس الجمر”.

وتابع: “نحن في لبنان ومسيحيو الشرق الاوسط نعيش محنة الايمان، نزاعات انقسامات، حروب، قتل، تهجير، اعاقات، تشريد، فقر وفقدان جنى العمر، هذه كلها كلها، الى محن سياسية واقتصادية ومعيشية وامنية تهز ايماننا، تصدعه، ايماننا بالله وبالكنيسة وبوطننا، اذا صمدنا في ايماننا ولجأنا الى الصلاة من كل القلب وبالحاح، مثل المرأة الكنعانية، حصلنا من عناية الله على ما نحن بحاجة اليه”.

وختم الراعي: “مطلب واحد سمعناه في كل رعية ولقاء واجتماع من مسيحيين ومسلمين سنة وشيعة وموحدين دروز، انتخاب رئيس للجمهورية لكي تعود الحياة وشرعية الممارسة للمجلس النيابي والحكومة والمؤسسات العامة. فانتخاب الرئيس هو بمثابة السقف للبيت الذي يوحد جدرانه ويحميه من الامطار والرياح والعواصف، فمهما كانت الاعتبارات، يقول شعبنا ان انتخاب رئيس للبلاد هو فوق اي اعتبار لانه الضمانة للوطن والمؤسسات والشعب، وبالطبع مطلب الجميع هو انتخاب الرئيس الجدير والكفوء بأخلاقيته وحبه لشعبه لقيادة سفينة البلاد وسط الامواج وعواصف بحر المنطقة الهائج. هذا المطلب سمعناه من المسؤولين في العالمين العربي والدولي. وهم يستحلفوننا ان ننتخب رئيسا للبلاد، وعلى القيادات ان تتحمل مسؤولياتها الخطيرة الوطنية في هذا الظرف الوطني الخطير والدقيق”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.