مكب خربة روحا يهجّر سكان بلدات كاملة في راشيا

0

kherbet-rouha-garbage

صحيفة السفير ـ
شوقي الحاج:

مع حلول الظلام من كل ليلة، يقفل أصحاب المؤسسات التجارية والتعاونيات الاستهلاكية أبواب محالهم، وتغادر عشرات العائلات مساكنها هربا من موجة الحر وخوفا من الاختناق الذي يسببه نقص الاوكسجين، نتيجة انتشار سحب الدخان الأسود المحملة بغاز الميتان القاتل، وانبعاث الروائح الكريهة الناجم من إضرام النيران يوميا في المكب التابع لبلدة خربة روحا، الذي يبعد مئات الأمتار عن المباني السكنية في المنطقة الممتدة بين مثلث المحيدثة – كفردينس – الرفيد، حتى مفرق خربة روحا ، في قضاء راشيا.
خلال الأيام الأخيرة تفاقمت المشكلة واتسعت أضرارها، ومعها زادت المشاكل الصحية، وما فاقم الأمور موجات الحر الشديدة التي تضرب المنطقة إذ لامست درجات الحرارة هناك حدود الـ 45 درجة مئوية. فهذا الارتفاع في درجات الحرارة أدى إلى خفض نسبة الأوكسجين في الهواء، ليتشكل في مكانها غمامات قاتمة السواد اجتاحت المنخفض الأرضي حيث المباني السكنية والمؤسسات التجارية، مقابل عدم تمكن الأهالي من فتح النوافذ والأبواب، والتزام منازلهم المحكمة الإغلاق، تخوفا ً من الإختناقات والحساسية، التي أخذت تنتشر بشكل واسع في صفوف المواطنين في تلك المنطقة، وفق ما أوضح عضو بلدية المحيدثة حسين قيصر .
وأكد قيصر أن قضية المكب أخذت تتفاعل، وسكان المنطقة يحضرون عريضة احتجاج على مكان المكب، وإشعال النار فيه بدلا ً من طمر النفايات مؤقتا ً، وذلك تمهيدا ً لرفعها للقائمقام نبيل المصري لاتخاذ الخطوات الآيلة إلى رفع الضرر عن سكان تلك المنطقة، التي وصفها ” بالموبوءة ” صحيا ً، نتيجة عدم التجاوب مع شكوى الأهالي .
وأشار قيصر إلى أن درجات الحرارة المرتفعة، زادت من الإنبعاثات القاتلة، الناجمة عن اشتعال مكب النفايات التابع لبلدة خربة روحا المحاذي للمنازل السكنية، لافتا الانتباه إلى أن المراجعات المكثفة التي قام بها أهالي تلك المنطقة المتضررة من المكب، شملت رئيس بلدية خربة روحا أبو مروان هاجر، وإتحاد بلديات قلعة الاستقلال، وقائمقام راشيا نبيل المصري، ومخفر الدرك، ومع العديد من الفعاليات، من أجل تبديل مكان المكب، لأنه لا يستوفي شروط السلامة العامة لكونه لا يبعد مئات الأمتار عن المنازل السكنية، مؤكدا ً أن بلدة خربة روحا تمتلك مساحات واسعة من المشاعات، تمتد إلى حدود السلسلة الشرقية بعيدا السكان.
وعبر قيصر عن استغرابه من الإقدام على إشعال النفايات بين الحين والآخر في المكب، بدلا ً من طمرها ما حوّل حياة السكان الذين يعيشون في تلك المنطقة القريبة من المكب إلى ” جحيم أسود”، يحمل معه كل أنواع القوارض والحشرات والأوبئة ، التي تشكل أسبابا ً تستهدف السلامة العامة لحياة البشر ، فضلا ً عن انتشار السموم في الأراضي المستغلة في الزراعة .
ولفت قيصر النظر إلى أن الحالة لم تعد تطاق، ونحمل مسؤولية ما قد ينتج من أضرار واختناقات في صفوف المواطنين لاسيما الأطفال منهم إلى المسؤولين المعنيين، في حال لم يتجاوبوا مع صرخات الوجع ، التي يطلقها الأهالي .
صاحب مؤسسة “أكزيتو” التجارية هاشم الحاج ، أكد أن أصحاب المؤسسات التجارية، وسكان المباني القريبة ، التي تقع ضمن دائرة المكب ، يهجرون مساكنهم ومؤسساتهم بعد إشعال النار في المكب، بفعل انتشار السحب السوداء المنبعثة منه، والمحملة بكل أنواع المسببات القاتلة، مؤكدا ً أن هذه المنطقة مقبلة على ” كارثة صحية “، قد تتسبب بانتشار أمراض وأوبئة، تهدد سلامة المواطنين بالأمراض المستعصية و بالحساسية والربو في حال لم تتخذ الخطوات الصحيحة قريبا ، لإزالة هذا المكب من مكانه ، واستحداث غيره بعيدا ً عن الأماكن السكنية .
وشدد الحاج على أن المكبات في العديد من القرى والبلدات في راشيا والبقاع الغربي، تنتشر بشكل عشوائي، دون الأخذ بشروط السلامة العامة .
وأمل الحاج من المسؤولين المعنيين في وزارة الداخلية والبلديات واتحادات البلدية، بتشكيل لجنة مختصة مهمتها اختيار مكبات لنفايات القرى، ضمن شروط ومواصفات صحية لازمة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.