مسيرة عنجر ـ حوش موسى البيئية

0

anjar-swissamabassador
السفيرة السويسرية: التوعية للحدّ من انقراض الطيور (الأخبار)..

صحيفة السفير ـ
سامر الحسيني:
اختارت بلدية عنجر حوش موسى «اليوم العالمي للمياه» مناسبة لتتوج مسيرتها البيئية، عبر إطلاق «سنة السياحة البيئية في عنجر»، التي تشكل وفق رئيس بلديتها غارو بامبوكيان «الأرض الخصبة والمسار الآمن»، لما أسماه «معجزة الحياة من خلال هجرة الطيور التي تستوطن في جبال ومستنقعات عنجر، التي باتت اليوم بأيد أمينة بعد إشراف وإدارة البلدية للمستنقعات والمجاري المائية والنهرية».
تحت عنوان «طير يا طير»، أطلقت بلديتا عنجر حوش موسى، وكفرزبد، بالتنسيق مع «جمعية حماية الطبيعة في لبنان»، مشروع «إعادة إحياء الوظائف الإيكولوجية لموائل الحمى عن طريق دعم الإدارة المستدامة المحلية لأنظمة المياه»، الذي تأخذ من خلاله بلديتا عنجر وكفرزبد على عاتقهما المحافظة على البيئة النظيفة، لا سيما ينابيع المياه الطبيعية التي تشكل مع المستنقعات المحيطة بها، ومجرى نهر الغزيل، نظاماً مائياً فريداً في لبنان.
إطلاق السنة البيئة والسياحية في عنجر، أتى ضمن الإعلان عن مسارات نهرية ومائية للسياح، مع تخصيص مسارات خاصة بالدراجات الهوائية، وإعادة افتتاح المدخل الرئيسي لقلعة عنجر الأموية، المحاذي والمجاور لأحياء عنجر الداخلية. وتحدث بامبوكيان عن ثلاث هبات في عنجر بدءا من الموقع «الساخن» لهذه البلدة التي تشكل بمستنقعاتها وجبالها وموقعها الطبيعي، نقطة ساخنة في مسار هجرة الطيور النادرة، ولا سيما طير النعّار السوري، المهدد بالانقراض، يضاف إلى الموقع الطبيعي، قلعة عنجر أو المدينة الأموية الأثرية والمصنفة كتراث عالمي من قبل «الأونيسكو»، والتي تشكل بحكم موقعها الطبيعي فرصة للتعرف على الطبيعة الخلابة.
قبل إعلان السنة البيئية والسياحية، كانت بلدية عنجر قد أنجزت عدة مشاريع، أبرزها تشجير مساحات شاسعة من جبالها بأكثر من 40 ألف شجرة صنوبر بلدي، إلى تنظيف المجاري المائية والنهرية والحمى، التي كانت تشرف عليها وزارة الزراعة التي عادت نتيجة اتفاق مع بلدية عنجر، سمح للأخيرة بإدارتها واستثمارها وحمايتها، ويبلغ طولها أكثر من 35 ألف متر مربع، وهي منطقة ستكون مؤهلة للسياحة النهرية، إضافة إلى مكان آمن للطيور وبعض الحيوانات المائية النادرة الوجود.
بدوره، شدد رئيس بلدية كفرزبد عمر الخطيب على ضرورة حماية الطبيعة ومصادر المياه. وهذا ما سعت إليه كل من بلديتي كفرزبد وعنجر.
وقد قام المشاركون أمس، باكتشاف «مسار النسر»، من خلال رحلة تثقيفية للتعرف على بلدة عنجر الأرمنية، والمدينة الأموية، وذلك مشياً أو على الدراجات الهوائية، على طول المجرى المائي من نبع عنجر نحو المستنقعات.

«طير يا طير» في حمى كفرزبد

صحيفة الأخبار ـ
نقولا أبو رجيلي:

من لا يعرف كفرزبد، لا يعرف أصلاً كيف يكون «شكل الطبيعة الحقيقية». ففيها الحمى الذي يربطها بعنجر والذي يشكّل «النقطة الساخنة في مسار هجرة الطيور النادرة، ولا سيما طير النعّار السوري المهدد بالانقراض»، يقول كربيت بانوكيان، رئيس بلدية حوش موسى ـــ عنجر. ولأنها نقطة ساخنة ومؤثرة، فتح الحمى أبوابه، أول من أمس، لأول مهرجان للطيور تحت عنوان «إعادة إحياء الوظائف الإيكولوجية لموائل الحمى» من طريق دعم الإدارة المستدامة المحلية لأنظمة المياه. وهو المهرجان الذي تنظمه جمعية حماية الطبيعة في لبنان بمبادرة من مؤسسة «مافا» السويسريّة، وبالتعاون مع بلديتي كفرزبد وعنجر.
لم يكن العنوان هو الجاذب الوحيد في المهرجان الأول من نوعه؛ إذ كان للجولات الميدانية والتعرف إلى أنواع الطيور العابرة في الحمى والمشاريع التي أطلقت أهميتها أيضاً. وفي مقدمتها يأتي مشروع «دعم دور النساء في إدارة الحمى وحمايتها ورفع سبل العيش». ويتبنى هذا المشروع، المستمر لثلاث سنوات، هدفين: «أولهما اقتصادي يتجلى من خلال خلق فرص عمل جديدة تتلاءم مع تقاليد الحمى من طريق التدريب على أشغال يدوية تجسّد الحيوانات الموجودة هنا والمعرّضة للانقراض، وإعداد مأكولات تتألف جميع مكوناتها من النباتات والأعشاب التي تنبت وتنمو في هذه المواقع»، تقول جمال حمزة، العضو في جمعية حماية الطبيعة. أما من الناحية الاجتماعية، «فهناك فريق متخصص لتدريب النساء على بناء قدراتهن ومهاراتهن في مجال القيادة واتخاذ القرارات، والعمل ضمن مجموعات ووضع خطط عمل لتسويق المنتجات من خلال المهرجانات السياحية». وفي الحالتين، تهدف الجمعية إلى تمكين المرأة وتعزيز المساواة بين الجنسين.
ولمناسبة السنة العالمية للمياه، تطرق رئيس الجمعية في لبنان أسعد سرحال إلى مشروع «ترشيد الاستحصال على المياه في عنجر وكفرزبد، الذي يمتد لثلاث سنوات، والذي يكمل مشروع تحريج 80 ألف غرسة من الأشجار في المناطق الجبلية التابعة للبلدتين المذكورتين».
بدورها، شددت روت فلينت، سفيرة سويسرا، الدولة الداعمة للمشاريع، على «أهمية المحافظة على الطيور وعدم اصطيادها عشوائياً، وذلك من خلال إطلاق حملات توعية للحدّ من انقراض بعض أنواعها؛ لأن الطيور تستمر وتنفع أكثر من السياسيين والناس».
أما مديرة المشاريع وبرامج الحمى في الجمعية داليا الجوهري، فقد عرضت نشاطات اليوم الطويل، وأشارت إلى تنظيم «معرض السوق التراثي الذي ضم أشغالاً يدوية وتحفاً أثرية ومأكولات شعبية من التراثين العربي والأرمني، وكانت هناك جولة سيراً على الأقدام وأخرى على الدراجات الهوائية في منطقة عنجر من النبع إلى الأراضي الزراعيّة، إضافة إلى جولات ثقافية شملت الآثارات التاريخية والأماكن التراثية، وأُقيم معرض «طير يا طير»، بالتعاون مع دار (قنبز) للتوعية، فضلاً عن نشاطات ترفيهيّة للأطفال».

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.