طاريا قرية بقاعية ذات طابع قديم يميزها معبد جوبيتر والحمامات الرومانية

0

tarayya-view

الوكالة الوطنية للإعلام ـ
تحقيق امينة التويني:

طاريا، قرية ، فيها معالم طبيعية قل نظيرها في محيطها، تحتضن ينابيع وعيون وبرك مياه عدة. ما زالت تحتفظ بطابعها القديم، تميزت بنخوة ابنائها واصالتهم وبحسن الضيافة والكرم وروح النكتة.

على السفح الشرقي لجبال لبنان الغربية في محافظة البقاع غربي بعلبك، تقع بلدة طاريا، وتبعد عن العاصمة بيروت 73 كلم، عن مدينة زحلة 25 كلم وعن مدينة بعلبك 23 كلم، لترتفع عن سطح البحر حوالي 1150م.

يحدها شمالا حدث بعلبك، مصنع الزهرة، النبي رشادة، وخراج بلدة بيت مشيك، وجنوبا خراج سلوقية، مزرعة بيت صليبي، شمسطار وخراج بلدة كفرديش.

اما شرقا فيحدها بلدات طليا، حوش السيد، حوش النبي وسهل بلدة حدث بعلبك، اما غربا فيحدها جبال كسروان الفتوح.

تعتبر بلدة طاريا من اكبر قرى البقاع الاوسط، اذ تبلغ مساحتها حوالي 52 كلم.

اما تسميتها كما جاء في معجم اسماء المدن والقرى اللبنانية taraya طاريا، turaya جبلي، Turayee نساك ومتعبدون ومنقطعون (ربما اصلا مكان رهبان) جيال، اذ ان تكون تسميتها مشتقة من اصل “رياني” “طورريا” اي مجموعة جبال واسمها تحريف لكلمة “ثريا” نظيرا لعلوها وارتفاعها.

من اشهر عائلاتها، آل حمية وهي من اكبر عائلات البلدة، سماحة، شداد، جنبلاط، حماده، بواري، ابو عاصي وسليم.

يبلغ عدد سكانها حوالي 10500 نسمة، ستة آلاف منهم مقيمون اما المهاجرون الى بلاد الاغتراب 400 عائلة اضافة الى النازحين الى المدن ضمن الهجرة الداخلية، عدد الناخبين يقارب 5387 نسمة.

آثارها
ان المعابد التي اقيمت في البقاع اثناء العصر الروماني كثيرة، اذ تكاد لا تخلو منها اي بلدة او قرية، ففي بلدة طاريا نموذج مصغر عن “معبد جوبيتر” كونها تتوسط قلعتي بعلبك ونيحا، اضافة الى الحمامات الرومانية التي خصصت للامراء الرومان الذين يمرون بها للاستحمام، ومن اهم هذه المعالم الاثرية قبوحوش باي، مغارة العطشان، بقايا قلعة الحصن، قلعة الحصن، جامع القرود، معاصر حجرية تعود كلها للحقبة الرومانية اضافة الى مطاحن المياه التي تعود للحقبة المملوكية.

اما مقاماتها الدينية، مقام النبي اسماعيل، مقام ولي الله ونجوم، فيها ايضا حسينيتان، وستة مساجد موزعين على احياء البلدة.

الطبيعة الجغرافية للبلدة من أودية وهضاب خصبة وينابيع متعددة وغنى تربة، جعل من بلدة طاريا بلدة زراعية بامتياز، من اشهر مزروعاتها الحبوب على انواعها الخضار، زراعة الدخان والاشجار المثمرة مثل اللوزيات، الزيتون، التفاح، الكرمة، الاجاص، الدراق، كما الاشجار لغير مثمرة مثل الصنوبر، الصفصاف،السندان المنتشرة في كل مكان والتي تزين البلدة وتضفى عليها جمال رباني قل نظيره.

معالم بلدة طاريا الطبيعية كثيرة، حيث تنتشر الاحراج بمساحات واسعة كما فيها مغارة الماء وبركة نبع حوش باي التي يقصد مقاهيها ومنتزهاتها محبي الطبيعة من مختلف المناطق اللبنانية للتمتع بجمالها وصفاء هوائها وخضرتها ومائها.

المؤسسات الرسمية في البلدة هي: مستوصف طاريا الحكومي، متوسطة طاريا الرسمية، ثانوية طاريا الرسمية، فيها عدد من الجمعيات الخيرية اضافة الى عدد من التعاونيات تعنى بتربية المواشي والدواجن وتعاونيات زراعية كما فيها مركز الامام الخميني الثقافي.

العمود الفقري للبلدة، يعتمد على الزراعة في الدرجة الاولى الى جانب الوظائف العامة في مختلف القطاعات، جيش، قوى امن، وظائف رسمية، اضافة الى المصالح الحرة.

انشئ اول مجلس بلدي في البلدة عام 1998 عدد اعضائه خمسة عشر اما عدد المخاتير فخمسة.

وعلى الرغم من امكانات المجلس المتواضعة فقد سعى لانماء البلدة والنهوض بها نحو الافضل على مختلف الصعد، فقد عمل على تزفيت الطرق، شق طرق زراعية، انشاء اقنية مياه شتوية، انشاء عبارات لجر مياه نبع المورج، جرف الثلوج، شراء آليات، تشجير الطرق، استكمال الحديقة العامة، صيانة الكهرباء والمياه، تقديم المساعدات التربوية، الثقافية والاجتماعية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.