الشوير تنعم فـي الكهرباء 24/24

0

صحيفة الجمهورية ـ
جويس الحويس:

بعد انقضاء نحو تسعة أشهر على ترؤّسه المجلس البلدي، عمل الياس بو صعب على تسريع وتيرة العمل الإنمائيّ في الشوير- عين السنديانة، سعيا لخدمة الأهالي. فمن تأمين الكهرباء على مدى ساعات اليوم، إلى المياه، تستمر البلدية بالبحث عن السبل الضرورية لتأمين أبسط احتياجات السكان ومتطلبات العيش.

وفي حديثه الى “الجمهورية”، عرض بو صعب المشاريع التي تمّ تنفيذها في الأشهر القليلة الماضية، والتي كانت مدرجة ضمن البرنامج الذي على أساسه انتخب سكان القرية البلدية الحاليّة.

اللافت أنّه خلال فترة زمنية قصيرة نسبيّا، أصبح للبلدة مولّدات للكهرباء تابعة للبلدية، توزّع الطاقة على المنازل كافّة بأسعار مدروسة جدّا، لا تتجاوز الـ 50 ألف ليرة لبنانية شهريّا لكلّ 5 أمبير، طوال اليوم ومن دون انقطاع، عِلما أنّ الشوارع تتمّ إنارتها أيضا عبر هذه المولّدات.

أمّا مشكلة المياه التي كانت تغذّي القرية ثلاث ساعات فقط كلّ 48 ساعة، فتخضع لدراسة ترمي إلى إعادة تشغيل ما يعرف في البلدة بـ “نبع قطين عازار”، الذي توقف بحجّة عدم وصول شبكة الكهرباء إليه. فعملت البلدية، بالتعاون مع وزير الطاقة والمياه على الكشف على النبع. وأمام إصرار البلدية على أن تكون المياه في القرية بشكل متواصل ومن دون انقطاع، “تجاوب رئيس مصلحة المياه في جبل لبنان جوزف نصير بعد أن أمّن مولدات خاصة للتشغيل” بحسب بو صعب.

ويلفت إلى أنّ البلدية عمدت إلى تحسين كلّ إمدادات شبكة المياه في المنطقة منعا لأيّ هدر، وخلال شهرتقريبا تأمّنت المياه بشكل متواصل في القرية، كما تستفيد من هذا النبع نحو11 بلدة موجودة في محيطه.

وفي موضوع الصرف الصحّي، أشار رئيس البلدية إلى أنّ القسم الأكبر من الشبكة كان منجزا، فأكمل الجزء المتبقّي، موضحا أنّ الأعمال التي أنجزت كانت من صندوق البلدية الخاص، لأنّ “وزارة الطاقة والمياه لا تصرف أموالا في إطار تحسين شبكات الصرف الصحّي”.

كما تمّ تجهيز البلدية بمعدّات تتناسب مع موقعها الجغرافي، فاستقدم عددا من الجرّافات، إضافة إلى سيارات خاصة بشرطة البلدية.

وأشار إلى أنّ مركز الطوارئ أصبح جاهزا كمبنى وأنّ البلدية تسعى الآن إلى دراسة العروض التي تقدم إليها من أجل تجهيزه. كما أنّ عددا من الاتصالات تمّ مع وزارة الصحة لإلحاق المركز بها، بحيث يصبح في متناول أهل المنطقة كافة، وموقعه سيكون في الطبقة الأرضيّة لجمعيّة “بيتنا”.

كما سيتمّ إنشاء مركز جديد للمدرسة الرسميّة في الشوير، وسينقسم الطلاب بين الفرعين بحسب المرحلة التعليمية.

ويشدّد على أنّ المشاريع كلها تنفذ بأموال خاصة، وقال: “أنا تكفّلت عند انتخابي، بأنّ المال لن يقف في وجه تحقيق أيّ مشروع يعود بالنفع على سكّان البلدة”.

وأوضح أنّه “عندما بدأت الرؤية تتبلور في شأن الجدّية في تنفيذ المشاريع، أبدى بعض المغتربين الحماسة للمساعدة على تحسين وضع البلدة”، وأشار إلى أنّ مغتربا لبنانيّا كنديّا متحدّرا من الشوير، اقترح أنّ يمدّ البلدية بمساعدة قدرها 400 ألف دولار تدفع على مرحلتين.

وتابع: حتى مولّدات الكهرباء والمعدّات تمّ شراؤها بأموال خاصة من سكان القرية، مؤكّدا أنّه بعد إنجاز كلّ المشاريع، ستصبح الموارد التي تصل إلى البلدية كافية للصيانة.

ومَن يتجوّل في بلدة الشوير، يلاحظ انتشارا كثيفا لعناصر من شرطة البلدية التي يؤكّد بو صعب أنّ عددهم عند استلامه البلدية كان ثلاثة عناصر فقط، أمّا اليوم فيصل عددهم إلى 20 على مدار 24 ساعة حراسة ودوريّات.

وشكر بوصعب التعاون الذي لقيته البلدية من وزارة الداخلية قائلا أنّ العائق الوحيد الذي تواجهه البلديات مع الدولة هو هذا الروتين الإداري “المميت”، لكن بلدية الشوير لا تعاني منه، إذ إنّ معظم المشاريع يعتمد على تمويل خاص.

كما وضعت البلدية خطة بيئيّة استباقية لأيّ حرائق يمكن أن تطال الأحراج القائمة في البلدة، فقد تمّ شقّ طرقات في داخلها لتسهيل مهمّات سيارات الإطفاء في الوصول إلى أماكن الحرائق. على أن يتمّ استخدامها أيضا في “السياحة البيئية”، وكلّ زائر سيعطى خريطة للموقع، لافتا أنّه إلى جانب شقّ الطرقات، تمّ وضع خطة عمل طوارئ للحرائق، ووضع جدول بأسماء أصحاب الصهاريج في المنطقة، على أن يساعدوا الدفاع المدني في إحضار المياه.

وتعمل البلدية حاليّا على زراعة أشجار جديدة في البلدة، معظمها من “الصنوبر”، والعناية بتلك الموجودة أصلا، ورشّها بالمبيدات اللازمة للحفاظ عليها.

واللافت، أنّ بلدية الشوير لم توقع أيّ اتفاقية مع بلديّات الخارج، ويقول بو صعب في هذا الشأن: “إذا لم تكن هناك نتيجة حقيقية من التوقيع على الأرض، لا أرى ضرورة لذلك”.

ويختم بو صعب قائلا: قريبا سيصبح لبلديّة الشوير موقعها الإلكتروني الرسميّ على شبكة الإنترنت، يمكن من خلاله للمواطنين متابعة معاملاتهم البلديّة أينما كانوا حول العالم، إضافة إلى خريطة مفصّلة للبلدة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.