لتغدو بيروت مدينة آمنة: إنماء الأحياء المهملة

0

صحيفة السفير ـ    
عاصم بدر الدين:
بدت، أمس، بيروت حقاً مدينة غير آمنة ولا صديقة. الوصول وحده إلى القصر البلدي للمدينة، في «سوليدير»، كان أقرب إلى المعجزة. أشغال عامة وطرق مقطوعة. زحمة سير. لم يفت هذا من حضر في مؤتمر إطلاق «مشروع المدن الآمنة والصديقة». التفكير في المستقبل. هذه خطة جديدة لخمس سنوات مقبلة. حضر رئيس المجلس البلدي بلال حمد وممثلة «اليونيسف» في لبنان آنا ماريا لوريني، حيث تساهم «اليونيسف»، بالإضافة إلى برنامجي «UN-HABITAT وUN-Women»، في تنفيذه.
بدا حمد سعيداً بالمشروع، وفخوراً أيضاً. التفكير في إمكانية إنجازه قلب اتجاهات التفاؤل تقريباً. يركز المشروع اهتمامه على الأحياء المهمّشة. يعمل على تأمين السلامة العامة والحدّ من العنف وتحسين نوعية الحياة للنساء والشباب والاطفال. لا يتحقق ذلك من دون تعاون بين السلطات البلدية والمجتمع المحلي.
تحدثت دانيا الرفاعي، مديرة برنامج «UN-HABITAT»، عن ضرورة «تعبئة المجتمع المحلي» من أجل إنجاز المشروع بنجاح. لكن حمد في تعليقه على سؤال لـ«السفير» ذهب في تظهيره الواقع في اتجاه معاكس. كأن هذه التعبئة مضادة. معرقلة. إذ، وفق سرده، في حي الطمليس البيروتي، مثلاً، عُطل مشروع كان من تخطيط المجلس البلدي. كان يفترض أن ينفذ في أول هذه السنة. يرفض مواطن، يملك متجراً فيه، إخلاءه. شأنه شأن غيره في غير منطقة. ليس له حق، وفق حمد، لكن يمكنه أن «يسبب مشكلاً». ما العمل إذاً؟ يفكر حمد «بحلها، كما دائماً، بطرق اجتماعية».. وبالنية الطيبة طبعاً.
تشارك سبعة بلدان أخرى لبنان في هذا المشروع، منها المغرب وكينيا والبرازيل. اختيار بيروت جاء انطلاقاً من أن «بلديتها ملتزمة بالاهتمام بأحياء محددة، عبر مبادرات، من أجل انتاج حياة أفضل»، وفق لوريني. يمتد زمن المشروع خمس سنوات. تنتهي المرحلة الأولى في آخر السنة الحالية. أنجزت حتى اليوم خطوات عدة. حددت، مثلاً، سبعة أحياء فقيرة لإعداد دراسة أولية عنها: كرم الزيتون، الحي الغربي، المدور، الطريق الجديدة، حي اللجا، البسطة، وطى المصيطبة. وصف حمد هذه الأحياء بـ«المهملة انمائياً».
عللت الرفاعي، لـ«السفير»، اختيار هذه الأحياء من دون غيرها بناء على معايير محددة مسبقاً. مثل مدى توافر الخدمات فيها أو مدى ملاءمة البنية التحتية حاجات السكان وعشوائية الأبنية وشرعيتها. أُستند في تحديد ذلك إلى دراسات «البنك الدولي» وجمعيات مدنية محلية. سيُختار، قبل نهاية العام، بالتعاون مع بلدية بيروت حي واحد أو اثنان لتنفيذ المشروع في نطاقه. سيؤمن ذلك، للسلطات اللبنانية، «دراسات إحصائية حول الواقع الاجتماعي والاقتصادي والأمني لهذه الأحياء». عدا عن سعي المشروع إلى «إشراك المجتمع المحلي في جمع المعلومات وتحديد حاجاته وأولوياته».
وكان حمد قد أكد في كلمة له، في أول اللقاء، أن مشاكل الأحياء الفقيرة «تحظى بأولوية قصوى» في اشتغال المجلس البلدي. يندرج ذلك «في سياق مبادرة المجلس لإعداد التصور اللازم لإنماء بيروت عموماً». لذا، يهتم المجلس بترميم البنية التحتية وإنشاء مزيد من المساحات الخضراء وتأمين مواقف للسيارات للحدّ من أزمة السير.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.