شربل رعى إنشاء اتحاد بلديات الغرب الأعلى والشحار

0

أعلن السبت عن إنشاء اتحاد بلديات الغرب الأعلى والشحار، في احتفال أقيم في قاعة “الرابطة الاجتماعية” في بيصور، برعاية وزير الداخلية والبلديات العميد مروان شربل وحضوره، وحضور ممثل شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ هادي العريضي، وزير الأشغال العامة والنقل غازي العريضي، نواب عاليه: أكرم شهيب، هنري حلو، فادي الهبر، فؤاد السعد وممثل النائب طلال ارسلان الدكتور سليم حمادة، ممثل رئيس هيئة الاركان في الجيش المقدم وليد شيا، طبيب قضاء عاليه الدكتور وهيب نجم، ممثلة محافظ جبل لبنان نهلة حسيكي العريضي، قائمقام عاليه منصور ضو، ممثل المطران بولس مطر المونسيور انطوان سيف، رئيس اتحاد بلديات الجرد الاعلى- بحمدون يوسف شيا، وكيل داخلية عاليه الثانية في “الحزب التقدمي الاشتراكي” وسام القاضي، رئيس رابطة مخاتير قضاء عاليه انور الحلبي، رئيس اتحاد بلديات الغرب رئيس بلدية بيصور وليد العريضي، رئيس بلدية عرمون فضل الجوهري ورؤساء بلديات الاتحاد وفاعليات روحية وعسكرية واجتماعية وحشد كبير من الحضور.
ويضم اتحاد بلديات الغرب الاعلى والشحار بلديات بيصور، البساتين، دفون، كيفون، مجدليا، كفرمتى، رمحالا والبنية.

وليد العريضي

بعد النشيد الوطني تحدث معرفا رئيس بلدية رمحالا ميشال سعد، ثم تحدث رئيس “الرابطة الثقافية” الدكتور حسام ملاعب، القى بعده وليد العريضي كلمة قال فيها: “ان هذا الاتحاد الذي بذلت جهود كبيرة في سبيل إنشائه، من قبل القيادات السياسية مشكورة ورؤساء البلديات، هو بالنسبة الينا إنجاز كبير تحقق في هذه المنطقة، اولا لانه وسيلة أساسية للتنمية، وثانيا لان تحت لوائه اجتمعت قوى سياسية أساسية مختلفة بالسياسة ولكنها موحدة حول الإنماء والتنمية، والذي هو شعار اتحادنا”.

أضاف: “لقد كنا وما زلنا حريصين منذ البداية على ان يكون هذا الاتحاد صورة عن هذا الجبل، يعكس التنوع المذهبي والطائفي والسياسي ويعكس صورة العيش المشترك والالفة التي تجمع بين ابناء هذه المنطقة. وان برنامج عمل هذا الاتحاد هو إيجاد الحلول او المساهمة في إيجادها للمشاكل التي تعاني منها قرى هذه المنطقة، ومنها مشكلة الصرف الصحي، وتعزيز إمكانات المراكز الطبية ودعم دور الجمعيات والاندية الثقافية والاجتماعية وتفعيله، وكذلك ضرورة دعم مركز الدفاع المدني، ونتمنى ان يساهم معالي وزير الداخلية معنا بدعم هذا المركز بسيارات الاطفاء قبل موسم الحرائق. كما مطلوب منا تعزيز الوجود المسيحي واستكمال العودة وتأمين ما يلزم لكي تكتمل صورة العيش المشترك التي كانت عنوانا لهذا الجبل”.

وطالب العريضي المسؤولين ب”المساعدة من أجل الافراج عن أموال البلديات ومستحقاتها المحجوزة في وزارة الاتصالات منذ زمن طويل، كي نستطيع ان نحقق جزءا من المطلوب منا كبلديات وكاتحادات”.

شهيب

وألقى شهيب كلمة باسم نواب عاليه قال فيها: “ان تنخرط بلدات الغرب الاعلى والشحار في اتحاد بلدي، فهذا تظهير لصورة المنطقة الواحدة في تنوعها، المتحدة في توجهها الوطني، الرمز في العيش الواحد الذي تكرس في محطتين منفصلتين من تاريخ الجبل ولبنان، الاولى في الزيارة التاريخية لغبطة الكاردينال نصر الله صفير الى الجبل، والثانية في اللقاء المفصلي بين الحزب التقدمي الاشتراكي وحزب الله بعد 7 ايار”.

أضاف: “في المحطتين أكد الجبل، ومنه الغرب والشحار، إيمانه بالتنوع ضمن الوحدة وثقته بمستقبل يبنى بالوحدة الوطنية، هذا التنوع وهذه الوحدة اختارتهما بلديات الغرب الاعلى والشحار عناوين حياة وعمل، وحبذا لو ان صورة البلد تكون كصورة هذه المنطقة للخروج من نفق التشرذم والانقسام والتمترس، خبر كل عاقل مخاطرها الآنية والمستقبلية على الوطن وناسه ويومه وغده وصموده ومنعته في منطقة ينخرها اللااستقرار والانقسام، وآن لنا ان نضع حدا لكل محاولات تخريب العيش الواحد ونطمئن المنفعلين باننا لن نتأثر بلسان طويل ولن نهتز للهجة عالية، ولن أزيد، ايمانا منا بالعيش الواحد والانتماء الوطني الواحد”.

وتابع: “فرحنا كبير باتحادكم، وننتظر فرحا ينتشر ويعمم، ينتج خطة تنمية متكاملة ومستدامة ننتظرها من اتحاد بلدياتكم تكون نموذجا في التنمية، كما كنتم وتبقون نموذجا في الوطنية والانتماء والتكاتف من اجل غد أفضل لقرانا وبلداتنا ومنطقتنا ووطننا”.

وختم شهيب: “بوركت أيد تمتد الى أيد تشارك في البناء، أملنا ان ننخرط جميعا في ورشة البناء، نضع كل إمكاناتنا كنواب بتصرف الاتحاد وبلدياته وناسه بعيدا عن التباين السياسي”.

حمادة

وألقى حمادة كلمة ارسلان، فقال: “لانك في بيصور، تخاطب المثقفين واصحاب الرأي السديد وابناء بيصور الاصالة والعطاء والوفاء، بيصور الرجال الرجال، بيصور عاصمة غرب لبنان، وانه ليوم تاريخي ايضا انه الحادي عشر من ايار الذي انتصر فيه هذا الجبل على كل الفتن، وصدق القول بان في هذا الجبل رجال يقررون سياسته لا بل يقررون سياسة لبنان، أقصد منهم الزعيم الوطني الكبير وليد بك جنبلاط والامير طلال ارسلان والقوى السياسية على تنوعها في الموالاة او المعارضة الذين تلقفوا خطر الفتنة فواجهوها بالاعتدال والتروي والتأني”.

أضاف: “11 أيار هو ثقافة ونهج تعامل مستدام، نعم انها ايضا ثقافة تعنى بالتنمية وتعطي حرية تحت سقف التنوع والوحدة للتنمية لتأخذ مداها، صدقت يا معالي الوزير في لقائك المتلفز منذ ايام ان الامن هو مدخل الاستقرار، لكن بنظرنا ايضا ان هنالك أمنيات اخرى لا تقل شأنا عن الامن الذي قصدت، فالامن البيئي والاقتصادي الاجتماعي والاخلاقي وهو أمن نفتقده اليوم وضروري، هذا الامن اصبح ضرورة وكل هذه الامنيات تشكل فكرة الاستقرار العام، وفي هذا اليوم في ال2008 عاهدنا أنفسنا على الاستقرار العام اي على الوحدة والامن والتنمية والاخلاق، وهي رباعية تضمن وجودنا وعيشنا المشترك”.

وتابع: “ان أهل هذه المنطقة يعرفون واجباتهم، فما قصروا على مدى تاريخهم في واجب نحو دولتهم، فكانوا دائما حاضرين في الاستحقاقات الوطنية والاجتماعية، وهم ايضا يعرفون حقوقهم، ومنها حقهم على الدولة، ولو نأوا بانفسهم في كثير من الاحيان وكذلك نأى قادتهم بأنفسهم في كثير من الاحيان عن رفع سقف المطالب الشعبية، حرصا على الامن والاستقرار ونظرا لضرورة عدم تسييس اي مطلب شعبي، لان الرغيف والتنمية دائما يحفزان الناس ويوجهانهم نحو حقوقهم”.

وسأل: “هل يعقل ان يصبح القضاء الملاذ الاخير لبلدات الغرب لتحصيل حقوقهم المكتسبة؟ ومن الامثلة على ذلك الدعوة القضائية المقدمة امام مجلس شورى الدولة والمتعلقة بكيفية صرف اموال الصندوق البلدي المستقل، أناشدك يا معالي الوزير ونناشد القضاء في بيصور ان تنصف اهالي عبيه- عين الدرافيل، اذ تغاضت الدولة عن احتساب تعويضات طمر النفايات لبيروت وجبل لبنان في نطاقهم العقاري، وان تنصف اهالي عرمون وكفرمتى وبعورته الذين ضاقوا ذرعا بالروائح الناتجة عن هذا المطمر، والعجيب العجيب ذلك الرد الذي ورد الى مجلس شورى الدولة في مجلس الانماء والاعمار طالبا الدلائل على ان النفايات تطمر حقا في نطاق عبيه- عين درافيل، شيء مضحك جدا، ويدل على ان الدولة قد فقدت شرف المخاصمة”.

كما سأل في موضوع خطة الطاقة في لبنان وقرار مجلس الوزراء تحويل النفايات الى طاقة “لماذا اغفلت الحكومة إمكانية استعمال الفي متر مكعب من غاز الميثان من مطمر عين درافيل لتوليد الطاقة؟ وهل تعرفون ان هذا المطمر قادر على انتاج الطاقة لتغذية كل مناطق هذا الجبل مجانا؟ هذا ظلم، وظلم ايضا ان يحرم اهالي الغرب من تنشق الهواء النقي”.

وختم حمادة: “صاحب المعالي، نحن نعرف كم أنت حريص على هذا الموضوع، وسيكون هذا الاتحاد على قدر من المسؤولية ويسارع الى وضع خطة إنمائية بالتنسيق مع التنظيم المدني للحؤول دون تحويل هذه المنطقة الى باطون، نحن نعول على هذا الاتحاد، وخصوصا ان المرسوم 118 يعطي مساحة كبيرة للاتحادات لتمارس سلطة تنموية حقيقية تحت وصاية وزارة الداخلية والبلديات، ونتمنى ان تسارعوا الى وضع اولوياتكم بما فيه خير كل الناس ومصلحتهم”.

غازي العريضي

وألقى الوزير العريضي كلمة قال فيها: “معالي الوزير العزيز انت في بيصور، هذه البلدة أطلق عليها زعيم كبير من هذا الشرق اسم ام الشهداء، وهو كبير الشهداء كمال جنبلاط، وهي اليوم تحمل صفتين متلازمتين: ام الشهداء وام الشهادة، لانها في مثل هذا اليوم تقدم شهادة جديدة، نحن تعذبنا، عانينا جميعا في هذه المنطقة، كل منا قدم تضحيات، لكن في النتيجة دمر الجبل ولم نقم ولم نخرج من نتائج تلك الحرب حتى الآن اقتصاديا واجتماعيا، لان الفقر والحرمان والظلم يحيط بكل قرى هذه المنطقة، الشهادة في التاريخ وللتاريخ وعلى التاريخ للمستقبل ختمنا كل الجراح ولن يفتح جرح، هذه هي ارادة ابناء هذه المنطقة، لا الحرب الاولى ولا 11 أيار ولا اي محطة اخرى، واذا استذكرنا شيئا من هذا القبيل، فقط لنتعلم ولنستخلص الدروس والعبر، لندرك تماما ماذا حل بنا وما هي النتائج الكارثية التي لحقت بنا على كل المستويات، وبالتالي لنطل على المستقبل بارادة واحدة واعية مدركة ان ليس لنا خيار وليس أمامنا خيار الا هذا التماسك بين بعضنا البعض، التماسك لا يعني الاندماج السياسي، التماسك لا يعني وحدة الافكار او البرامج السياسية، سنبقى مختلفين وسيبقى خلافنا قائما حول عناوين كثيرة منها ما هو استراتيجي ومنها ما هو ثانوي ومحلي ومنها ما له علاقة بزواريب كل قرانا، هذا هو لبنان دون مبالغات ومكابرات، المهم كيف نختلف، اعتقد ان بإمكاننا ان نعبر عن خلافنا بتهذيب ورقي وبأمانة وبمسؤولية وبأخلاق وبرفعة وبترفع وبخطاب عاقل هادىء، نعرف كيف نحترم بعضنا البعض من خلاله لان الكلمة أمانة وأي خطأ يرتكب من خلال كلمة هو اساءة للكلمة فإساءة للامانة، هذا نسمعه من مشايخنا، من أبنائنا، من رجالنا الكبار، نقرأ هذا في كتبنا وفي كل رسالتنا وفي كل أدبياتنا السياسية، لكن للاسف ننسى كل ذلك عندما ننفعل ونقيم القيامة ولا نقعدها، وكأننا بذلك نستطيع ان نحقق الإنجازات او الاهداف والامنيات او ما شابه، هذا ضعف”.

أضاف: “اليوم المناسبة قيام اتحاد بلديات، كلمة اتحاد تعني ما تعني، لماذا هذا الاتحاد، من يضم، الى ماذا يسعى، ماذا تريد البلديات، في كل اللقاءات حول الامور التنموية معالي الوزير، ونحن نترافق بشرف معكم في مجلس الوزراء، زرنا كل لبنان. هناك سؤال لكل اللبنانيين، عندما تشق طريق هل يسلكها فريق الموالاة او فريق الوزير وينكفئ عن سلوكها فريق المعارضة؟ هذه الطريق للجميع، وكذلك الامر عندما يبنى مستشفى، ومدرسة، وايضا عندما نذهب الى اي مؤسسة عامة تستقبل كل اللبنانيين وكل ابناء البلدة او المنطقة او المناطق، نختلف في السياسة نلحق ضررا بكل شيء، رغيف الخبز عندما تم خفض وزن الربطة حرم الجميع من رغيف من الربطة ولم يكن هذا الاجراء يستهدف فريقا دون آخر، سعر صفيحة البنزين واحد لكل اللبنانيين، مشكلة الكهرباء في كل لبنان ومشكلة فاتورة الكهرباء في كل لبنان، مشاكل انقطاع المياه في كل لبنان، مشاكل البيئة في كل لبنان، مشاكل الكسارات والمقالع والمرامل في كل لبنان دون استثناء، المشاكل الاجتماعية، عدم وجود فرص عمل في كل لبنان، الحاجة الى الادوية المستعصية، غلاء هذه الادوية وفقدانها احيانا، معاناة الناس والظلم اللاحق بهم في كل لبنان وليس في منطقة واحدة، نقول ان الهموم واحدة في كل لبنان، فلماذا لا تكون الاهتمامات واحدة، ولا نتحدث هنا في السياسة، هل نعلن استسلامنا وفشلنا وعجزنا كسياسيين، كمسؤولين في الحكومات والمؤسسات ومواقع المسؤولية في الدولة اننا لا نستطيع إيجاد صيغة لتأمين حاجات الناس لاننا مختلفون في السياسة؟ بكل بساطة سنبقى مختلفين في السياسة مما يعني اننا نقول للناس اننا لن نصل الى اي اتفاق، اي برنامج، اي منهج يؤدي الى حل مشاكلكم، في مثل هذه الحالة خوف على لبنان وقلق عليه لاننا سنصل الى مرحلة في الفوضى، والفوضى يعني هي البديل عن الدولة، وأخطر ما نعيش غياب فكرة الدولة ووجود مؤسسات الدولة، من له مصلحة في ذلك فليفضل بعيدا عن المزايدات وكل انسان يظهر على الشاشة بإمكانه ان يقدم قرائن ليقول انا على حق، كلنا على حق ولبنان فقير ومظلوم والجوع في كل لبنان والحاجات في كل لبنان، كلنا على حق والمشاكل تعم لبنان، اي هو الحق، هذا ظلم هذا ليس حقا، لذلك هذه المناسبة مهمة جدا لنتوجه اولا الى ابناء هذه لمنطقة الكرام، ما أنجز على مستوى السنوات الاخيرة من بيئة اجتماعية سياسية عنوانها التضامن والتكافل والعمل المشترك هو أمانة بين أيديكم على كل المستويات السياسية، البلدية، الاختيارية، نحن محكومون بالتعاون والتضامن والتكامل والعمل المشترك، نحن لا نتغنى على المنابر لبنان وطن تنوع، حرية وديمقراطية لنختلف في القرى وفي الزواريب على حسابات صغيرة ونطيح من خلالها بكل شيء، بأمننا واستقرارنا وبكل مقومات حياتنا اليومية، هذا الاتحاد تجربة نموذجية يضم ابناء المنطقة ككل من كل الاتجاهات، هذا نموذج للتعاون وانتم أمام فرصة بروحية التعاون بين بعضكم البعض وبالاستناد الى فرصة ايضا يمكن ان تكون مفيدة جدا من خلال هذا التعاون لنذهب معا كلمة واحدة الى كل مؤسسات الدولة ونقول هذه هي متطلباتنا فنستطيع ان نحقق الكثير الكثير”.

وقال: “أمام هذا الاتحاد الكثير من المشاريع والمسؤوليات والتحديات، وهو نواة عمل تنموي مشترك يجب ان يكون فوق كل أشكال السياسة وخلافات السياسة، وآمل ان يتوسع ليضم الى صفوفه العدد الاكبر ايضا من البلديات، فبمثل هذا التعاون بين البلديات والمؤسسات نستطيع ان ننتج، ان نطور هذه المنطقة وان ننميها، وثقتنا كبيرة بوزير الداخلية الزميل العزيز مروان شربل، نعرف همتك وأصالتك ورغبتك في خدمة الناس وفي رعاية مثل هذا العمل، نحن جنبا الى جنب يدا بيد نقف معك الى جانب شباب الاتحاد لتحقيق المزيد من المشاريع التنموية الضروية”.

وختم العريضي: “الامانة والوصية الدائمة حافظوا على أخلاق ما أورثنا إياه الاسلاف في هذه المنطقة واصالته وتنوعه ووحدته وروحيته مهما بلغت الخلافات السياسية حدة، أجمل ما في هذه المنطقة تنوعها وهذا المشهد وهذا الجمع وهذا الحشد الكريم المتآلف الذي لا يوجه الا باتجاه الخير، هذه هي وصية الخير وانتم خيرون، كونوا كراما وخيرين أكثر”.

شربل

بعد ذلك ألقى شربل كلمة تحدث فيها عن موضوع الاعلانات على الطرق وفي البلدات، مؤكدا “انه سوف ينظم من خلال قانون وسوف ينحصر اعطاء التراخيص لهذه الاعلانات بالوزارة مباشرة، وتحول اموال هذه التراخيص بالعدل لجميع بلديات لبنان، وسوف نعمل على تنظيم الشركات الاعلانية، هم يرتاحون وانتم كبلديات ترتاحون”.

وقال: “الاسبوع المقبل لدي اجتماع مع وزير الاتصالات، طبعا هناك حلول كثيرة، وفي المليار ومئة مليون دولار الموجودين الآن في الاتصالات، عله نستطيع تحصيل 300-400 مليون دولار لنوزعهم على البلديات، اما المبلغ المتبقي فسوف يخصص لمشروع إنمائي، وهو إنشاء مصرف إنماء البلديات، يلزم ذلك قانون لكن اعتقد ان هذا المصرف سيمكن البلديات أخذ القروض بفوائد بسيطة لتنمي القرى، خاصة تلك التي لا يوجد فيها بلديات”.

أضاف: “يسرنا ان نلتقي اليوم في مناسبة تأسيس اتحاد بلديات الغرب الاعلى والشحار الذي يشكل المدماك الاساسي في التنمية المحلية من اجل المواطنين وغدهم وتحسين نوعية حياتهم، ومن اجل تصويب حركة الانماء المتوازن الذي اختل توازنه ضمن المناطق حتى تلك القريبة من العاصمة بيروت.
ان انشاء الاتحادات البلدية يعد فكرة متقدمة وراقية تساعد على تحقيق مشاريع مشتركة تعني الناس كافة، وخصوصا ان البلديات المنضوية تحت لواء الاتحاد تخلق تنوعا في الافكار ينتج عنه مشاريع حيوية من شأنها تلبية الاحتياجات المتعددة وجعل استثمار الموارد الطبيعية والبشرية في خدمة الخير العام، لان في الاتحاد قوة تعطي دفعا يجعل قلب المنطقة ينبض بالحياة ويشكل مساحة حوار وتعاون عوض ان يكون مساحة ارض فقط”.

وتابع: “ان الصراع باشكاله المختلفة وتعقيداته لا يزال يحول دون احقاق حق اللبنانيين باللامركزية الادارية التي نص عليها اتفاق الطائف، وهذا الواقع يدفعنا الى تحفيز الادارات المحلية لتمكينها من القيام بمهامها الانمائية، فالمسؤوليات الملقاة على عاتق البلديات واتحاداتها هي بحاجة ليس فقط الى زيادة امكاناتها المالية، بل ايضا، وقبل كل شيء، الى اصلاح على صعيد القوانين لكي تكون انمائية في خدمة الجميع من دون تمييز وبعيدا عن التجاذبات السياسية التي غالبا ما تكون السبب في تعثر مسيرتها، ولعل اجراء الانتخابات البلدية والاختيارية الفرعية الاحد الفائت هو خير دليل على ذلك. اضافة الى انها تهدف الى التوسع في اعتماد الديمقراطية ودفع عجلة الانماء قدما نحو غد افضل، وبالتالي تعزيز اصول الحوار والمنافسة الحضارية المرتكزة على خدمة الانسان عبر البرامج وليس باستثارة الغرائز والعصبيات.
كي نصل الى اللامركزية الادارية التي لم تكتمل فصولها، وقد تأخرنا في اقرارها، تبقى البلديات واتحاداتها هي ركن الادارة المحلية، وبالتالي فان الانماء يقع عليها دون سواها وبها نسترشد للوصول الى افضل ما يمكن ان تكون عليه بلداتنا وقرانا، ولهذه الاسباب مجتمعة ذهبت وزارة الداخلية والبلديات الى اقصى حد في دعم العمل البلدي مستجيبة كل المطالب المحقة والتفاعل معها.
ولئن يكن ما ينطبق عليكم وعلى اتحادكم في هذا المجال، ينطبق ايضا على سائر المناطق اللبنانية، الا ان ما يميز منطقتكم العزيزة التي تعرضت الى اقسى المآسي والتشرد والتي تسعى الى النهوض مجددا هي بحاجة ماسة الى تطلع الدولة اليها وتلبية حاجاتها وتحصينها وان تصان ايضا من سائر القوى السياسية كي تنسى الماضي الاليم لتعود كما كانت نموذجا عن الوحدة الوطنية لتنتصر مجددا ارادة العيش المشترك والمواطنية الحقة”.

وختم شربل: “ان تحيتنا لكم لا تقتصر فقط على كونكم من خلال اتحادكم الجديد تحملون برنامجا انمائيا واعدا، بل لانكم مثال التعالي على الجراح واصحاب نعمة التسامح والنسيان، فتقدمون للبنانيين رسالة هي رسالة من اكتوى بالفراق ويعود معانقا الوحدة، فهذه ليست المرة الاولى في تاريخ لبنان يتعرض فيها هذا الجبل الى المحن، فيعود وينتصر عليها، وعندما كان الجبل يقوى على العواصف، كان لبنان يقوى على كل المخاطر.
ان مساحة هذا الجبل لا تقاس لبنانيا بابعاده الجغرافية، بل بالمدى الانساني الذي يرسخه هذا التنوع الروحي والفكري الذي ننظر اليه كنقطة ارتكاز للوجود اللبناني الدائم.
أهنئكم على تأسيس هذا الاتحاد والاحتفال باعلان برنامجه المرتكز على دراسة الحاضر لاستشراف المستقبل وسيما ان ثقافة الانماء المدروس تمكن الاتحادات من القيام بالمشاريع العامة ذات المنافع المشتركة للبلديات الاعضاء، وتسهل على الحكومة او الدول المانحة تمويل هذه المخططات والدراسات للمساهمة في تحقيق التنمية البشرية وتحسين الظروف المعيشية للمواطنين لا سيما في المناطق المهمشة والفقيرة”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.