بولونيا تشهد ولادة قصرها البلدي في نهاية أيار

0

صحيفة الجمهورية ـ
جويس الحويس:

من موقعها الاستراتيجي، تمكّنت بلدة غابة بولونيا في المتن الشمالي من أن تصبح نقطة استقطاب للبنانيين ولغير اللبنانيين. وفي ظل بلدية دأبت على الارتقاء بالعمل الإنمائي، يصرّ رئيسها جورج كفوري على جعلها بلدة حضارية من الطراز الأوّل، خدمة للمواطن وحفاظا على المصلحة العامة.

وفي إطار الجولات التي تقوم بها “الجمهورية” في المناطق اللبنانية، حطّت رحالها في بلدة غابة بولونيا، حيث نسيم الأشجار يلفح وجوه المارّة، نسيم فريد، نفتقده في المدن، حيث الاكتظاظ والاختناق.

استقبلنا رئيس البلدية بحفاوة، معتبرا أنّ “الجمهورية هي لسان حال البلديات كلها”، وارتأى أن يبدأ حديثنا من هذا الموقع الفريد الذي تتخذه بلدة غابة بولونيا- وطى المروج، معتبرا أنّها “أهم نقطة للانطلاق إلى محيطنا. وبولونيا تقع وسط القرى المجاورة وعلى التلة الأعلى في ما بينها، يحدها من الشرق المروج، من الغرب ضهور الشوير، من الشمال الخنشارة ومن الجنوب المتين”. مضيفاً “من ساحة بولونيا يمكن الانطلاق إلى المناطق اللبنانية كافة”.

اللافت وجود مركز إقليمي للصليب الأحمر في بولونيا. واشار كفوري في معرض حديثه إلى مشكلة تغطية الدوام نهارا في هذا المركز، نظرا إلى أنّ للمتطوعين أعمالهم ولا يستطيعون البقاء في المركز إلا ليلا”. وكشف عن وجود عائق مادي يحول دون التوظيف، لافتا إلى أن البلدية تؤمّن حاليا معاشا لشخصين، “لكن نحن بحاجة إلى 5 أشخاص على الأقل في المركز نهارا، ونحاول تأمين شابين، بالتعاون مع البلديات المجاورة، نظرا إلى أنّ المنطقة كلها تستفيد من هذا المركز”.

مَن يَجُل في بولونيا لا يخفَ عنه القصر البلدي الذي يتم تشييده على إحدى الأراضي التي تملكها البلدية، ويمكن ملاحظة إشراف الأعمال النهاية. بحسب كفوري “سيتم افتتاح هذا القصر في نهاية الشهر المقبل”. وسيشمل، عدا عن المكاتب الأساسية للبلدية، مستوصفا سيكون أكثر من 90 بالمئة مجاني. وأوضح كفوري أنّ البلدية قدّمت طلبا إلى وزارة الصحة “وحصلنا على الموافقة. كذلك قدّمنا طلبا إلى إحدى شركات الأدوية العالمية، ستقدم إلينا الأدوية بالأسعار التي تحصل عليها المستوصفات”. القصر الجديد مكون من ثلاث طبقات، مساحة كل طبقة 250 مترا مربعا. ستضم إحدى الطبقات مكتبة، مكتبا للشرطة، مكتبا للجمعيات، مكتبا للنادي ومكاتب البلدية، فيما الطبقتان الأخريان للضيعة واستقبالاتها”. وكشف كفوري عن دراسة يقوم بها المجلس البلدي لتخصيص قاعة للرياضة.

أمّا الحرس البلدي فتملك بلدية بولونيا 10 شرطيين، “الرئيس والأعضاء قدموا أنفسهم كشرطيي بلدية، إضافة إلى شابين يتقاضيان راتبا شهريا، وقد حصلنا على موافقة من وزارة الداخلية وسُمح لنا بعشرة شرطيين. وحتى اليوم لم تقع أي حادثة في بولونيا”، بحسب كفوري، مؤكدا أنه “إذا تصرف كل مواطن في بلدته على أنه وطنه على مصغّر، يصبح البلد بألف خير”.

بالنسبة إلى الموارد، ينفي كفوري أن تكون المستحقات التي تصلّ إلى البلدية كافية، “لا يمكن أن نعتبر أي شيء كافيا بالنسبة إلى العمل البلدي، إلا أننا حصلنا على مستحقاتنا كافة من الدولة”. ويتذكر كفوري كيف كان وضع البلدة إبّان وجود القوات السورية في لبنان، “بولونيا هي آخر بلدة خرجت منها القوات السورية، وكانوا يحتلون أجمل المنازل والفيلات في منطقتنا، وكانوا يعيقون الإنماء فيها”. ويؤكد أن البلدية تتلقى بعض المساعدات من أبناء المنطقة المقيمين خارجها، من دون أن تطلب البلدية منهم ذلك. وخص كفوري بالشكر “دولة الرئيس ميشال المر الذي أسهم في شق شارع بطول 1000 متر وعرض 12 مترا في البلدة، الأستاذ فيليب جبر الذي قدم إلينا سيارات الشرطة وجرافة لجرف الثلوج. ونحن بفضل هذه التقدمة، نعتمد على ممتلكات البلدية بدلا من الموجود في مركز جرف الثلوج المقدَّم من وزارة الأشغال”، مشيرا إلى أنّ الجرافة تقوم بواجبها في البلدة كلها حتى أمام المنازل.

وتتابع بلدية بولونيا حملة التشجير التي أطلقتها في بداية عهدها، فقد غُرس حتى اليوم نحو 400 شجرة، “شجّرنا طرقات بولونيا الرئيسة كلها، كل 10 أمتار شجرة، ولا يزال هناك بعض الشوارع. ونعمل على تشجير كل شارع بنوع معيّن من الأشجار، بهدف جعل شوارع بلدتنا حضارية. وقد كلّفت البلدية بعض الموظفين الاهتمام بها ورعايتها”.

وفي الإطار نفسه، وسعيا من البلدية للحفاظ على ثروتها الحرجية، اعتمدت في نظام الضم والفرز الجديد التشدّد في رخص البناء، فمنعت البناء في قطعة أرض مساحتها أقل من 2000 متر مربع، للحفاظ على الغابة، وصُنِّفت بعض الشوارع على أساس أن يتم بناء الفيلات فيها. ويشرح كفوري أنّ “كل حائز رخصة بناء، في حال اضطر الى اقتلاع شجرة، يغرس على الأقل 30 شجرة، والبلدية تكشف وتتأكد من تنفيذ الشروط”.

تعدّ بولونيا منطقة اصطياف بامتياز، نظرا إلى أنها تستقطب الكثير من سكان المدن صيفا، سواء للسكن أم لتمضية عطلة نهاية الأسبوع، إذ يتخذون من أحراجها مسرحا يتنفسون فيه تعب الأسبوع. ويشدد كفوري على أن “كل اثنين يقوم العمال بتنظيف الأحراج”.

ولمناسبة عيد مولد السيدة العذراء في 8 أيلول، نظّمت البلدية العام الفائت مهرجانا على مدى يومين، اقتصر على العشاء القروي وريسيتال ديني، أما هذه السنة فتعمل على توسيعه ليمتد على 4 أيام، وقد تم التأكيد حتى الآن، إلى جانب العشاء القروي، إحدى المسرحيات الدينية.

كذلك خصصت البلدية شارعا أطلق عليه اسم “تمشى وسهار”، يقفل في وقت معيّن مساء كل يوم ويفتح أمام الأولاد لركوب الدراجات ولمحبي رياضة المشي. ولفت كفوري إلى أنّ “الرقابة موجودة باستمرار، إذ يتوافر 5 شرطيين يتجولون بين الموجودين، ولم نصادف أي مشكلات حتى اليوم على رغم مرور ثلاث سنوات على وجود هذا الشارع”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.