فنيانوس مثّل فرنجية بافتتاح طريق بين دير الأحمر وعيناتا

0

 

إفتتح وزير الأشغال العامة في حكومة تصريف الأعمال يوسف فنيانوس الطريق السياحية، التي تربط مزرعة عين النعناع ومزرعة البركة وعيون السيمان بطريق عيناتا الأرز، على إثر الانتهاء من أعمال تأهيلها وتعبيدها.

وشارك في الافتتاح راعي أبرشية بعلبك ودير الأحمر المارونية المطران حنا رحمة، النائب أنطوان حبشي، محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر ممثلا بالمهندس جهاد حيدر، رئيس اتحاد بلديات منطقة دير الأحمر جان فخري، رئيسا بلدية: عيناتا ميشال رحمة ودير الأحمر لطيف القزح وفاعليات سياسية واجتماعية.

وكان فنيانوس قد بدأ جولته من بلدة دير الأحمر، حيث زار المطرانية وزرع شجرة أرز على طريق عين البركة، ومنها توجه إلى بلدة عيناتا، حيث أعد له حفل استقبال تراثي وشعبي وفولكلوري في دارة رئيس بلديتها.

كما مثل فنيانوس، رئيس تيار “المردة” الوزير السابق سليمان فرنجية، في الحفل الذي نظمته بلديات: الزرازير، عيناتا، نبحا المحفارة والقدام، تكريما لهما، ورعاه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ممثلا بالمطران حنا رحمة، في حديقة كنيسة مار شربل في بلدة البليقة، في حضور النائب حبشي، النائبين السابقين ربيعة كيروز ونادر سكر، ممثل المحافظ بشير خضر المهندس جهاد حيدر، رؤساء بلديات ومخاتير وهيئات أهلية واجتماعية.

الخوري

بدأ الحفل بالنشيد الوطني، فكلمة لعريفة الحفل جنان الخوري، أعربت فيها عن أملها أن “تبقى منطقتنا سعيدة بسلامها وهنائها وبحضور أكبر للدولة ومؤسساتها فيها، ونرجو أن يتوسع إلى تواجد تنموي وإداري ورعائي، حتى يزول القلق على الغد في قرانا، وتخرج من التهميش والحرمان إلى التنمية الشاملة والمستدامة، وإلى بنى تحتية فاعلة وخدمات اجتماعية سليمة”.

وقالت: “جميعنا في هذه المنطقة نتمسك كثيرا بتاريخنا وأصالتنا ومستقبلنا على ما بناه الجدود، وواجبنا أن نحافظ على وجودنا”.

طعان حبشي

وألقى كلمة البلديات الأربع المنظمة للحفل، رئيس بلدية الزرازير طعان حبشي، فرحب: بالوزير فنيانوس “الذي أولى المناطق المحرومة في الأطراف اهتماما خاصا، وهو أول من فتح القفل الصدئ من جراء واقع الإهمال والتهميش المزمن، الذي تعانيه تلك البقعة الرائعة من لبنان، ممثلا لمعالي الوزير سليمان فرنجية، الذي تعجز الكلمات عن إظهار ما نكنه له من شعور التقدير والاحترام. الشكر والامتنان لما قدمه لنا من مساعدة ودعم في سبيل تنفيذ هذا المشروع السياحي الحيوي للمنطقة وسكانها”.

وقال: “على مسار الطريق المنفذ وفي إحدى تلك التلال الشامخة، تحصن البطل يوسف بك كرم، بكر المقاومة، يقاوم على تخوم جبل لبنان، الذي كان النواة والأساس لقيام الوطن اللبناني العزيز، الذي نعيش تحت سمائه وننعم به بكل طوائفنا ومذاهبنا، كان السلف يقاوم دفاعا عن الحرية والوجود، وها هو الخلف الوزير فرنجية يعزز ويرسخ هذا الوجود فعليا، بالمساهمة في إنماء هذا المجتمع وتحسين أوضاعه”.

رحمة

وتحدث المطران رحمة فقال: “لقد كلفني صاحب الغبطة والنيافة الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، الكائن الطوبى بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق، فشرفني أن أمثله في حضور هذا الاحتفال، فاسمحوا لي أن أنقل إليكم أولا بركته الأبوية. وثانيا فرحه ورضاه وارتياحه لهذه المبادرة الجميلة، التي تمن علينا بها الدولة من خلال اهتمام ومحبة معالي وزير الأشغال يوسف فنيانوس، الذي تكن له أصدق مشاعر المحبة والامتنان.
أما إلى معالي الوزير السابق سليمان بك فرنجية، فأحمل تحية مليئة بالود والحفاوة، كيف لا والجميع يعلم أن رجالات الدولة الكبار، باتوا قلائل، وأسمكم يا بيك على قائمة هؤلاء القلائل”.

أضاف: “في كل مرة نشعر فيها بالأسى والحرمان والإهمال في منطقتنا البقاعية اليتيمة، سرعان ما تفتقدنا العناية الإلهية ببصيص من الأمل والارتياح، بمبادرة أشبه بالندى الربيعي على زهور عطشانة، يكاد يتلفها حر البسيطة، وآخر تلك المبادرات هو مشروع تأهيل وتعبيد الطريق السياحية، التي تربط مزرعة عين النعناع – مزرعة البركة – عيون أرغش بطريق عام عيناتا الأرز، هذه الطريق التي شقت منذ أكثر من سبعين سنة. لذلك نلتقي اليوم لنقول: تباركت تلك اليد التي خططت لتنفيذ هذا المشروع المهم، الذي سيكون على ما أظن بداية لمشاريع سياحية مهمة في هذه البقعة من أرضنا الحلوة والمباركة”.

وتابع: “تفخر بلدات المنطقة الممتدة من إهدن إلى بشري إلى دير الأحمر، أن تكون كيدي الرب ممدودة للحب والفداء ولخدمة الوطن”.

وإذ اعتبر أن “هذا اليوم يتماهى مع يوم يوسف بيك كرم ويوم طوني فرنجيه في عيناتا، وأيام حلوة من الود والنجاح والتواصل”، قال: “أشعر في هذا اليوم أيضا وكأننا في معركة وجودية، وهنا أيضا أراهن لا على قوة السلاح وعدد المسلحين، بل على اتحاد المؤمنين بقضيه لبنان ونجاح المعركة. أراهن على اتحاد أبناء الوطن الواحد والقضية الواحدة، وما أحوجنا اليوم لمزيد من الوحدة والاتحاد”.

وختم متمنيا “إتمام المصالحة بين القوات اللبنانية وتيار المردة”.

حبشي

من جهته، قال النائب حبشي: “الإنسان بأفعاله وليس بأقواله، وعندما نرى كيف كانت تنفذ الأعمال في وزارة الأشغال خلال المرحلة السابقة في كل المناطق، نعرف قيمة ما قام ويقوم به الوزير فنيانوس، وهذا ما يجعلنا نفتش عن وزراء أصحاب إصلاح وتغيير بالفعل وليس بالكلام، فنشكرك يا معالي الوزير، لأنك لم تفرق في المشاريع المنفذة لا على أساس مناطقي، ولا على أساس انتماء سياسي أو طائفي، وإنما كنت تعبد طرق الأطراف انطلاقا من واجبك اتجاه المواطنين”.

أضاف: “أهلنا، أهلنا الذين تشبثوا بأرضهم رغم الحرمان، لم يتنازلوا عن مبادئهم، بل بفضل تضامنهم، والتضامن والصراحة والوضوح هي الباب الحقيقي باتجاه بناء الوطن. وهذا التضامن عشناه في هذه المنطقة بعد سنوات من مصادرة إرادة الناس، وعدم السماح لهم باختيار ممثليهم، فكان القانون الانتخابي الأخير، الذي أتاح للمنطقة بكاملها التعبير عن رأيها، وأنا أقول نحن متضامنون فهذه وجهتنا وتوجهنا، ولكن تضمننا ليس على السلبية، بل على الإيجابية، نمد يدنا لكل إنسان في بلدنا، لأننا نريد أن نبني وطنا لا يستثنى فيه أحد، ولا يلغي فيه أحد أحدا”.

وتابع: “من الجبن أن نساير بعضنا وأن نكذب على بعضنا، فهذا لا يساعد على الاقتراب من بعضنا بعضا، وعلى المستوى السياسي، تعالوا لنتحدث ونتحاور مع بعضنا بعضا لتقريب وجهات النظر، فالتنوع ليس مسألة مخيفة، بشرط أن لا يتملك الإنسان الجشع بالسلطة وألا تتملكه إرادة التسلط، وهكذا يلتقي الإنسان مع أخيه الإنسان بالبناء الفعلي، وهذا ما نؤمن به ونقوم به”.

وأردف: “حتى في حال الخلاف السياسي، يمكننا أن نلتقي مع بعض ونقرب المسافات، وما يحصل بين تيار المردة والقوات اللبنانية، ليس وليد اللحظة، وإنما هو نتيجة لقاءات حثيثة ودائمة ودورية، والجريء الذي كان موجودا في اللحظة الصعبة، والناس التي تواجه بعضها في الأوقات الصعبة، لديها الجرأة لتقول هناك جرح يجب أن نختمه لمصلحة أهلنا، وهذه طيبة أهلنا التي نتمنى أن تتغلغل إلى قلوب كل الناس. فلا يوجد فائض قوة يوصل إلى حل، بل إن فائض القوة يقضي على أصحابه ويقتل إمكانية البناء الداخلي. لذا فإن الطيبة الإنسانية والإرادة الحرة وإرادة اللقاء مع الآخر نتمناها عند الجميع”.

وفي الشأن الحكومي قال: “للأسف كلما تم حل عقدة يطرحون عقدة جديدة، وكلما تم الاتفاق على شيء يتراجعون عنه، إننا بحاجة إلى حكومة ترعى أمور الناس، فالوضع الاقتصادي والاجتماعي والسيايي ليس سهلا ولا بسيطا في البلد، وهذا يتطلب أن نتخلى جميعا عن الأنانيات لمواجهة الأزمات التي يواجهها لبنان”.

وأكد أنه “بصدد تكوين ملفات علمية وشاملة لحاجات المنطقة، وفق سلم أولويات، لأن حاجات المنطقة كبيرة ومزمنة، ويحق التمييز بالقانون اتجاه منطقة بعلبك الهرمل، للتعويض عن حرمانها المزمن في كافة القطاعات والمجالات”.

وختم: “أنا نائب عن كل محافظة بعلبك الهرمل، عن إخواننا السنة والشيعة كما عن المسيحيين، ولست نائبا فقط عن دير الأحمر، وتهمني قضايا ومطالب كل بلدات المنطقة، وسوف أحمل تلك المطالب إلى الوزارات والإدارات العامة لمراجعة المسؤولين والمعنيين بشأنها، ولن أتوانى عن السعي لخدمة الناس”.

فنيانوس

بدوره، قال الوزير فنيانوس: “عند إطلالتي على هذه المنطقة، كان يجول في خاطري أنه بعد غياب 27 سنة لشخصية مسيحية تتولى شؤون وزارة الأشغال، لا بد من إعادة التوازن إلى مناطق لم يصل إليها الزفت من الوزارة منذ زمن بعيد، وبدأت بتلبية طلبات المراجعين سواء من سيدنا المطران حنا رحمة، أو من البلديات، وأعرف أن هذه المنطقة بحاجة لأكثر من ذلك، وعندما تمت مراجعة الوزير سليمان فرنجية بشأن طريق الزرازير من قبل وفد من المنطقة، وطلب مني تنفيذه، فوجئت بطول الطريق ولدى مراجعتي له، أجابني لقد أعطيت كلمة نفذ الطريق، هذا هو وفاء سليمان فرنجية والتزامه بما يتعهد به”.

أضاف: “المعركة على وزارة الأشغال قائمة وقاعدة، ومنذ اليوم الأول قلنا لن نحكي بالوزارة، واليوم من منطقة دير الأحمر أجدد القول لن نتكلم بموضوع الوزارة، ولكن منذ أسبوعين افتتحت طريق التوفيقية رأس بعلبك، وفي تقرير على المنار أحد المواطنين قال منذ 65 سنة، لم تمر على هذه الطريق جرافة لوزارة الأشغال، وعند افتتاحي جسر جب جنين قيل لي منذ 70 سنة نطالب به، واليوم تقولون إنكم تطالبون بالطريق، الذي افتتحناه منذ 80 سنة، فهل ننفذ زفتا انتخابيا؟ في الزرازير نقول للناس انتخبوا قناعاتكم وليس لدينا مرشح فيها، وفي جب جنين ليس لدينا مرشح، وأيضا بالتوفيقية ليس لدينا مرشح للانتخابات، فنحن نعبد الطرقات من منطلق الإنماء ولأن هذا البلد هو بلدنا جميعا، ومثل هذه المشاريع تجعل المواطن يتشبث بأرضه، فهذه المشاريع من حق الناس ليصمدوا في أرضهم أكثر وأكثر، ويمارسوا قناعاتهم وينتخبوا من يريدون، وهذا حقهم وليس منة من أحد”.

وأكد أن “المعركة كبيرة على وزارة الأشغال، وكل وزارة يستلم زمامها تيار المردة تصبح أساسية، ويتنافس عليها الجميع، ذلك بسبب تعاطينا بالوزارة، فنحن متواجدون لخدمة الناس وسنبقى كذلك”.

وشكر المنظمين والحضور على “هذا الحفل التكريمي المميز، والحفاوة التي شهدناها في بلدة عيناتا، وفي كل المحطات”.

وختاما تسلم فنيانوس لوحة زيتية مهداة إلى الوزير فرنجية، من أعمال الفنان غابي رحمة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.