باسيل أطلق مشروعي البيت اللبناني الروسي وترميم واجهة كنيسة مار جرجس في البترون :الحرب على داعش يجب ان تنطلق من الامم المتحدة

0

1410545906_bassil
الوكالة الوطنية:
أطلق وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، ولمناسبة مرور 70 عاما على العلاقات اللبنانية الروسية، مشروعي البيت اللبناني الروسي وترميم الواجهة البحرية لقاعة كنيسة مار جرجس، وذلك خلال احتفال اقيم في حرم ميناء مدينة البترون في حضور السفير الروسي في لبنان ألكسندر زاسبكين، راعي ابرشية البترون المارونية المطران منير خيرالله، المطران يوسسف ضرغام، رئيس جمعية الصداقة اللبنانية الروسية قنصل روسيا في لبنان جاك صراف، محافظ الشمال القاضي رمزي نهرا، مدير عام النفط أورور الفغالي، رئيس اتحاد بلديات منطقة البترون طنوس الفغالي، الارشمندريت جورج صافيتي ممثلا راعي ابرشية جبيل والبترون للروم الاورثوذكس المطران جورج خضر، الشيخ رضا أحمد، قائمقام البترون روجيه طوبيا، رئيس بلدية البترون مرسيلينو الحرك، رئيس رابطة مخاتير منطقة البترون حنا بركات، نائب امين عام اللقاء الاورثوذكسي حبيب فرح، رؤساء بلديات ومخاتير، ممثلي أحزاب وتيارات سياسية، رؤساء جمعيات واندية وروابط، وعدد من خريجي معاهد وجامعات روسيا، وحشد من أبناء منطقة البترون ومدعوين.

بداية كانت محطة أمام البيت اللبناني الروسي حيث رفع العلمان اللبناني والروسي، ثم جولة داخله ، فزيارة لكنيسة مار جرجس ثم بدأ الاحتفال بالنشيدين اللبناني والروسي.

باسيل
بعد تقديم المحامي سايد فياض للحفل ، قدمت لوحة رقص روسية ألقى بعدها الوزير باسيل كلمة قال فيها: “نلتقي اليوم في مكان ومناسبة وتوقيت يحملون الكثير من المعاني ويعطون الكثيرمن المدلولات. فالمكان هو البترون، وهي الأحب إلى قلبي طبعا، ولكنها القريبة أيضا بأناسها الطيبين إلى قلب كل من يزورها، غير أن الأهم هو أنها تكتنز الكثير الكثير من الإرث والتاريخ والحضارة. ففيها مار اسطفان والجامع، وفيها مار جرجس الارثودكسي الذي نطلق اليوم ترميم واجهته البحرية بدعم من مالٍ روسي أرثوذكسي.
وفيها حي القلعة الذي استملكته الدولة منذ حوالي ال15 عاما وتركته للاهمال كالعادة فأصدرنا فيه مرسوما وأعطيناه إلى بلدية البترون بليرة سنوية رمزية لترميمه واستثماره. وجئنا في وزارة الخارجية لنحوله إلى بيت للمغترب اللبناني ونؤمن تمويل ترميمه تباعا، فأطلقنا فيه البيت اللبناني الأسترالي، وبدأنا تأمين تمويل البيت اللبناني – البرازيلي، واليوم نطلق فيه البيت اللبناني – الروسي بتمويل روسي مشكور، وغدا نذهب إلى كاليفورنيا لنؤمن التمويل للبيت اللبناني – الأميركي. فنشير بذلك، إلى قدرة البترون على إحتمال وإستيعاب روسيا وأميركا معا، كما قدرة لبنان على إحتمال هذا الكم من التنوع فيه وقدرته على نشر تنوعه في كل زاوية في العالم”.

وأضاف: “هنا في البترون خير مكان نقيم فيه بيت المغترب اللبناني .ففيها البحر الذي حملنا إلى العالم كله وحمل العالم كله إلينا، فحمينا انفسنا منه بسور فينيقي إلا أنه أخذ الكثير من ابنائنا وآخرهم البير وفهمنا لاحقا أن البحر وسيدته هو من حمى تراث بلدتنا فطورنا فيها ميناء الصيادين وأنشأنا ميناء للسياحة وأقمنا معهدا للتدريب البحري ويبقى على أهلها وبحاريها أن يهتموا به ويصونوه، ويبقى علينا أن نهتم بترميم هذه الواجهة البحرية، بمساعدة سكانها، وها نحن قد بدأنا الورشة اليوم بأول مبنى على خط هذه الواجهة على أن نستكملها لاحقا بمساعدة كل الكريمين من أهل البترون القادرين. وفي البترون السوق القديم، الذي هو أكبر سوق رملي على الشاطئ اللبناني، لا بل على المتوسط، والذي بقي إلى حد اليوم فريسة الإهمال من أهله والذي نتعهد اليكم اليوم ببدء العمل على ترميمه وتطويره واستثماره وتحويله إلى مشروع حي يحيي البترون معه وينقلها إلى المصاف الذي تستحقه، كل هذا بشراكة اصحاب المحال أولا، وأهل البترون ثانيا وكل محبيها القادرين ثالثا. وفي البترون ساقية مار بطرس التي يطالبنا المرحوم مارون بإنهاء مشروعها، وفيها نادي البترون الذي يطالبنا أولاده باستكمال انشائه، وفيها الشارع العام الذي تقوم البلدية بدراسة تجميله ويتوجب علينا تأمين تمويله. من البترون تنطلق طريقا القديسين وتنورين الذين شارفا على الإنتهاء والذين سيوفدان إليها أهل القضاء حيث يتوجب علينا حسن استقبالهم بجعل البترون المدينة. مدينة الحياة، في الليل والنهار وفي كل الأزمنة”.

وقال: “هذا في المكان، أما المناسبة فهي العلاقات اللبنانية – الروسية ،وخير مكان للاحتفال بها هو هنا حيث ان اكثر من 200 من شبابنا قد درسوا في روسيا وهم معنا اليوم عبر الجمعية اللبنانية – الروسية و100 طالب لبناني لا يزال يتوافدون سنويا الى روسيا للتحصيل العلمي، وحيث أن هذه العلاقات قد بدأت في عهد القيصر ايفان الرابع حين بوشر بتقديم مساعدات لكنيسة انطاكيا الأرثوذكسية وتخصيص مبالغ مالية من الخزنية لمسيحيي الشرق، وفي عام 1773 تم انزال قوات بحرية روسية في السان جورج لمساندة انتفاضة الأهالي ضد الباشا، وفي عام 1939 تم افتتاح اول قنصلية روسية في بيروت حتى اقيمت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في آب 1944 اي منذ 70 عاما. ان الاتحاد السوفياتي كان من الأوائل التي اعترفت باستقلال لبنان، عام 1943، وقد استخدم عام 1946، ولأول مرة في تاريخ الأمم المتحدة، حق النقض (الفيتو) دفاعا عن استقلال لبنان ولمنع تواجد قوات اجنبية على ارضه”.

وتابع:”هذا في ما مضى، أما في ما حضر فإن شراكات عديدة تجمع بين بلدينا .فأهل روسيا لا يزالوا شرقيين لم تجف عندهم العاطفة ولا انتفت عندهم المبادئ ولا يقتادوا بالمصالح فقط دون أي تأثر بالعلاقات البشرية وصديقهم صديق وكلمتهم كلمة. لا يتخلون لا عنه ولا عنها. والتحديات المشتركة بين لبنان وروسيا في المستقبل هي عديدة أيضا من السياسي الدبلوماسي والإقتصادي المالي إلى الإجتماعي المجتمعي بمعناه طبيعة المجتمع وأسسه وتكوينه وهو مجتمع فيه التنوع بالدين والإنتماء والكيانية والعرقية والريف والفقر وغيره …. وعلى رأس هذه والتحديات يأتي البعد الإنساني أي الإنسان بحد ذاته ومعيشته وحقوقه وحياته وووجده وهذا ما أتى بنا إلى التوقيت. وهذا هو الأهم، توقيت طرح موضوع الإنسان الموجود في الشرق والغرب، في المسيحية والإسلام واليهودية والبوذية والإلحاد في مواجهة اللانسان الذي هو داعش. المعركة اليوم هي بين الانسانية والبربرية، بين الحدود في المنطق والجغرافيا واللاحدود في الجنون والأوطان، بين القيم الاخلاقية والايمانية الانسانية واللاقيم واللاخلاق واللاايمان، لا ايمان بالله ولا بخلقه.المعركة لم تعد على حرية المعتقد وعل حرية التفكير والتعبير ولا على حقوق الانسان والحق بالمعرفة والحق بالوجود والحق بالحياة الكريمة وما شاكل، المعركة اصبحت على الحق بالحياة … مجرد الحياة.
وروسيا هي نصيرتنا بهذه المعركة، وقد قلنا ان الحرب على داعش يجب ان تنطلق من الأمم المتحدة تماما كما حصل بالقرار الأخير 2710، وقلنا البارحة انه لا يجوز ابعاد اي دولة راغبة بمحاربة داعش لأن الأمر يترك لداعش مجالا ومكانا للبقاء والتغلغل والتمدد لاحقا، واليوم نقول انه لا يجوز عدم تخطي اي خلاف سياسي، محلي اقليمي او دولي ، من اجل ازالة داعش. روسيا هي نصيرة الأقليات في المنطقة، ليس في مواجهة اكثرية في المنطقة لأنه لا اكثريات في المنطقة والعالم الا بمقدار اعتمادها للحق الانساني. وقد قلنا البارحة ان تصدير الأقليات الى الغرب هو مؤذ تماما كما استيراد المقاتلين الأجانب الى الشرق، ونقول اليوم اننا نحن الأقليات، نحن الأكثرية في الشرق والغرب، واننا كنز هذا الشرق بتنوعه، وأن الغرب لن يحل مشكلة تناقصه باستيراد اعدادنا واستيلادنا وان الغرب سيكون جاف قاحل بفكره وقلبه اذا ما ترك لداعش ما تركه للقاعدة من قبلها من فسحة هواء بدل خنقها، وان كرة تدحرج التقسيم ستصل اليه في بريطانا واسكتلندا، اسبانيا وكاتلونيا، فرنسا وكورسيكا وعد الى مما لا نهاية. روسيا هي نصيرة المقاومين في العالم، ونحن المقاومة في هذا الشرق. نحن قاومنا الاحتلال من اي جهة اتى، ونحن قاومنا الإبعاد والنفي والسجن، ونحن قاومنا الإحباط والاقصاء واللامناصفة، ونحن قاومنا الفساد والإقطاع والميليشيات في الحرب وفي السلم، في الشارع وفي الدولة، في السلوك وفي الذهنية. نحن قاومنا وسنقاوم داعش واخواتها، في الميدان وفي السياسة، مع الجيش ومن ضمن الدولة. إن من سهل بالنار للمحتل الدخول طورا ومن صلى له للدخول طورا، ومن قبل بإتفاق الإذعان، ومن اسقط القانون الأورثوذكسي ومن يقبل بأي رئيس للجمهورية ومن اعتبر ان داعش هو غير موجود، وان معلولا لم تحدث والموصل لم تهجر هو تهرب من مسئولياته في المقاومة طويلا. اما الآن فإنه آن الأوان، باعترافه اخيرا بوجود السرطان، بأن يعود الى المقاومة في كل معانيها وان يتخلى عن سياسة المناكدة والتمريك، فلنضع خلافاتنا السياسية جانبا ونقاوم معا وجميعا هذا الخطر التكفيري الداعشي الوجودي، فنستحق ان نكون ابناء المقاومة ونستحق ان نكون اوفياء لشهدائها ولا نستحي من انفسنا اذا سألونا ماذا انتم فاعلون بتضحياتنا ودمائنا وتراثنا وتاريخنا. تعالوا جميعا لنقف اشداء اقوياء معاندين مؤمنين، كمن سبقنا وترك لنا هذا التراث”.

وختم قائلا “فيما داعش تهدم الكنائس وتكسر الصلبان وتحطم الأيقونات، تعالوا وانضموا لنا في بناء كنائسنا واعادة ترميمها وترميم ذاكرتنا من النسيان وترميم ايماننا من الشك والخوف”.

زاكسبين
ثم ألقى السفير زاسبكين كلمة أثنى فيها على كلمة الوزير باسيل وأكد مشاركته آراءه حول طبيعة المحلة الحالية على الصعيدين العالمي والاقليمي. وقال: “عندما اصبحت كرامة الشعب مهددة وقفنا بحزم ضد هذا الهجوم علينا وضد التزوير للنهج السياسي الروسي. نعتبر أنفسنا في الصفوف الأولى للدول التي تحارب الارهاب. في منطقة الشرق الأوسط كنا أول من اشار على خطر هذه الظاهرة في حين كانت بعض الاطراف تمول الارهاب”. ودعا “الى التلاحم وتوحيد الصفوف للمجتمع الدولي من اجل مكافحة الارهاب بجهود مشتركة وتعاون بين الانظمة. نقدر عاليا المواقف التي تبذلها الديبلوماسية اللبنانية من خلال سياستها الخارجية في الاعتماد على الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن”. وقال: “لا يمكن عزل أي دولة تبذل جهودا فعالة في مجال مكافحة الارهاب.”
وأكد على “التقاليد الراسخة للعلاقات اللبنانية الراسخة والمودة والمحبة بين الشعبين اللبناني والروسي والتي تتجسد في مناسبة اليوم”.

وقال: “أن التعاون اللبناني الروسي في مدينة البترون هو أمر مشجع لي وبداية جيدة على تطوير العلاقات الودية بين البلدين”.

وشكر للوزير باسيل دعوته ورعايته لهذا الاحتفال ورئيس البلدية على انجاحه الفكرة وللسيد أمل أبو زيد واصدقائه لتأمينهم المبلغ لتجهيز البيت اللبناني الروسي الذي سيصبح مكانا للتلاقي ولحوار الحضارات.

الحرك
اما رئيس بلدية البترون مرسيلينو الحرك فاكد على أهمية “العلاقات اللبنانية الروسية التاريخية العميقة والسياسية والاقتصادية والدينية”. وقال: “نحن لا ننسى وقوف الروس الى جانبنا أيام اضطهاد المسيحي وعند كل محنة”. وتمنى أن “يحمل البيت اللبناني الروسي أهدافا اجتماعية ويكون محطة لحركة اقتصادية بين لبنان وروسيا فنعزز صمود شعبنا في ارضه وهذا هو هدفنا وهدفكم”. كما شدد على الارادة الصلبة “ببناء البيوت مهما اهتزت الدنيا من حولنا فنعيد المغترب الى بلده ونفتح قلوبنا ونقول للعالم أن هناك شعوبا ترفع سيف الظلم والارهاب ونحن نرفع سيف المحبة والحضارة والعلم والثقافة التي تقتل الظلم والارهاب”.

خريجو روسيا
وألقى الدكتور أديب موسى كلمة خريجي معاهد وجامعات روسيا فشكر باسم الشباب اللبناني من خريجي الجامعات الروسية للدولة الروسية “ما قدمته لنا ولما لها من فضل علينا في تلقين المعرفة العلمية وتأمين الاختصاصات على اختلافها مما اتاح لنا فرص العمل والابداع وخدمة الوطن والانسان فيه”. وثمن رسالة روسيا في خدمة الشعوب والعمل على تطورها ورقيها وخدمة العدل والحقيقة في العالم اجمع ولقد اثبتت الاحداث العالمية وخاصة عندنا في الشرق الاوسط، صوابية وصلابة موقفها”. وشكر للوزير سعيه لتوطيد العلاقات اللبنانية الروسية. كما شكر لبلدية البترون احتضانها للبيت اللبناني الروسي.

وفي الختام جرى تقديم دروع تذكارية. كما كانت عرض مصور عن معالم المنطقة القديمة في مدينة البترون. وتخلل الاحتفال معرض فني روسي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.