باولي جال في طرابلس: نأمل ان يكون للبنان رئيس ضمن المهل الدستورية ومن دون أي تدخل خارجي

0

1399912721_

زار السفير الفرنسي في لبنان باتريس باولي طرابلس يرافقه السكرتير الأول في السفارة كليمنس مايول، رئيس المركز الثقافي الفرنسي اتيان لويس ووفدا من السفارة والوكالة الفرنسية للتنمية للاطلاع على “حسن سير العمل في المشاريع الممولة من جهات فرنسية متعددة ومن ضمنها الدورات التدريبية التي يقيمها المعهد الأوروبي والوكالة الفرنسية للتنمية بالتعاون مع بلدية طرابلس تحت عنوان”التدريب التقني والاندماج الاجتماعي والمهني للشباب اللبناني والنازحين السوريين والفلسطينيين في لبنان الشمالي” وذلك في مركز التدريب المهني التابع للبلدية.

بداية الجولة كانت في بلدية طرابلس حيث استقبله رئيسها نادر الغزال والاعضاء، قائد سرية درك طرابلس العميد بسام الأيوبي، وبعد اجتماع استمر لأكثر من نصف ساعة قدم الغزال وثيقة استراتيجية “الفيحاء 2020 رين” كما قدم عضو المجلس البلدي عزت دبوسي تراثية من صنع طرابلس.

ثم ألقى الغزال كلمة رحب فيها بالسفير باولي وقال: شرفنا سعادة السفير بزيارته الى طرابلس، وهذه هي الزيارة الثانية له بعد تسلمه مهامه الرسمية، الواقع بأن التعاون القائم بين المدن الفرنسية والمؤسسات المانحة مع طرابلس تعاون كبير، والسفير الفرنسي يؤكد حرص الدولة الفرنسية على متابعة هذه المشاريع ونحن نفخر بهذه العلاقة ونؤكد حرص مدينة طرابلس على استمرار العلاقات التنموية والثقافية بين البلدين. نحن سعيدون بوجوده من أجل تعزيز هذه العلاقات المهمة بالنسبة لطرابلس”.

وقدم الغزال لمحة عن المشاريع القائمة بين بلدية طرابلس واتحاد البلديات من جهة وبين بلديات وجهات فرنسية مانحة.

باولي
من جهته قال باولي: “هذه الزيارة الثانية لي الى مدينة طرابلس، بعد الظروف الصعبة التي مرت بها، وفرنسا لم تترك طرابلس أبدا، وخير دليل المركز الثقافي الفرنسي وسط المدينة والذي يديره اتيان لويس، وبقينا أيضا عبر بعض مشاريع التعاون اللامركزي بين المناطق والمدن الفرنسية ومدينة طرابلس، وعبر بعض المشاريع التراثية المتعلقة بالرموز المهمة للمدينة عبر اعادة بناء وتحسين وضعها كالقلعة والتي سأزورها اليوم، اضافة الى سعينا الدؤوب في سبيل احياء الوضع الاقتصادي للمدينة، وسيستمر هذا المشروع”.

اضاف: “أكدنا التزامنا كفرنسيين عبر الوكالة الفرنسية للتنمية بالتعاون مع كافة السلطات اللبنانية لاعادة احياء بعض المشاريع التي كانت مجمدة بسبب القرار السياسي في الحكومة وجمود عمل المجلس، اليوم بات للبنان حكومة وهذا أمر جيد، ويمكن لها أخذ القرارات لانعاش العمل في المجلس، حيث تم التصويت على عدد من المشاريع التي تهم مدينة طرابلس، وقد أكد لنا الرئيس نبيه بري ذلك، ونحن بدورنا ندعم الخطة الأمنية في طرابلس، لذا نحن اليوم نزورها وبلديتها، ونحن مسرورون جدا لمتابعة المشاريع الممولة من فرنسا والمركز الثقافي الفرنسي، وهذا تأكيد على ثقة فرنسا بهذه الحكومة”.

وردا على سؤال حول انتخاب رئيس الجمهورية قال: “نحن ندعو كل المسؤولين السياسيين والأحزاب الى القيام بدورهم من خلال المشاركة في جلسات التصويت لانتخاب رئيس للجمهورية، ونأمل ان يكون للبنان رئيس ضمن اطار الدستور والمهل الدستورية، ونحن لا نتدخل في الشؤون اللبنانية الداخلية، لكننا مع المؤسسات والحكومة الحالية حصلت على الثقة لانعاش الحياة في البلد عبر الخطة الأمنية وانتخاب الرئيس”.

مركز التدريب المهني
ثم انتقل باولي والوفد المرافق والغزال الى مركز التدريب المهني حيث كان في استقبالهم مستشار التدريب ابراهيم ملاط وقدمت صفاء علم الدين منسقة المشروع شرحا مفصلا عن “كيفية التعاطي مع الطلاب والدورات التي يخضعون لها”، بعدها كانت جولة على الأجنحة المرتبطة بالمهن المتعددة للمركز، وأنهى السفير جولته الصباحية بزيارة المسجد المنصوري الكبير. ومن ثم أقيم حفل غداء تكريمي على شرفه والوفد المرافق.

قلعة طرابلس
واختتم باولي جولته في طرابلس بزيارة القلعة الأثرية، حيث كان في استقباله وزير الثقافة ريمون عريجي، رئيس اتحاد بلديات الفيحاء رئيس بلدية طرابلس الدكتور نادر الغزال، أمين المال في غرفة التجارة والصناعة والزراعة في الشمال توفيق دبوسي وأعضاء المجلس البلدي.

خلال الجولة في القلعة، قال عريجي: “أنا مسرور جدا بزيارتي لطرابلس، وبنجاح الخطة الأمنية بهمة الجيش اللبناني والقوى الأمنية، والتي لولاها لما قمنا بهذه الزيارة. وأشكر السفير باولي وفرنسا على الجهود الكبيرة لتأهيل القلعة والمناطق المحيطة بها، وهذا إثبات وفعل إيمان بالثقة بدور لبنان الحضاري”.

أضاف: “لقد اطلعنا مع السفير الفرنسي على المتحف الذي يتم التحضير له داخل القلعة، ويجمع تاريخ القلعة التي نأمل أن تفتح أبوابها قريبا أمام الزوار ليتمكنوا من فهم تاريخها وتطورها. ونأمل في القريب العاجل أيضا أن نفتتح المتحف داخل القلعة، والذي من شأنه اغنائها وإغناء القلاع والآثار الموجودة في عكار”.

وردا على سؤال عن إمكان تسلم وزارة الثقافة القلعة من الجيش اللبناني، قال: “هذا القرار حساس في هذا الوقت بالذات، كون الخطة الأمنية جديدة، ولم تستكمل بعد، وفي حينه سنبحث في الموضوع مع وزير الدفاع وقيادة الجيش والقوى الأمنية المختصة. وإن الأعمال التي تتم بالقلعة جيدة، والكل يقوم بواجباته على أكمل وجه”.

من جهته، قال باولي: “لا يمكنني أن أضيف كثيرا إلى ما قاله وزير الثقافة، فزيارتي لطرابلس تترجم ايماننا بمستقبل طرابلس، والتزامنا بعض المشاريع التراثية فيها والاقتصادية، والتي تمولها الوكالة الفرنسية للتنمية، ومنها مشروع تأهيل القلعة. لقد سبق والتقينا رئيس بلدية طرابلس، وقمنا بزيارة الجامعة اللبنانية – الفرنسية، ومركز التدريب المهني في ساحة النجمة. وحاليا، نحن في القلعة مع وزير الثقافة وفي تعاون وثيق سيستكمل مستقبلا بافتتاح رسمي للقلعة. ولقد قمت بزيارة مفتي طرابلس والشمال الدكتور مالك الشعار، وتباحثنا في كل الأمور المتعلقة بالبلدين. وأكدنا التزامنا كل قضايا المدينة وطرق الحفاظ على الأمن فيها، لا سيما أننا رحبنا بالخطة الأمنية”.

وعن انتخاب رئيس للجمهورية، قال: “نحن مع انعاش المؤسسات، ورحبنا بالحكومة الحالية وبالخطة الأمنية في طرابلس، ونأمل أن يختار اللبنانيون رئيسهم طبقا للدستور من دون أي تدخل خارجي”.

أما الغزال فقال: “بوجود معالي وزير الثقافة الذي عبر عن أهمية المدينة، نقول إن القلعة تحتفل بعودتها على المستوى الدولي، وما وجود السفير الفرنسي بيننا اليوم الا خير دليل على ذلك. إن القلعة تحتاج الى الكثير من المشاريع السياحية والثقافية، ونعلق الآمال في هذا المجال على معالي الوزير الذي أطلعنا على اهتمامهم بالقلعة، والتي ستحول المنطقة برمتها الى مدينة متطورة سياحيا”.

وأكد دبوسي أن “الحياة تعود الى طبيعتها في هذه المدينة”، لافتا إلى أن “الآثار والتراث قضية أساسية في حياة الشعوب، ومن شأنها أن تساهم في تطور الحياة الاقتصادية والتجارية”، وقال: “سبق وقلت إن المدينة ستشهد حركة استثمار ملفتة كونها مدينة واعدة ومنطقة ذات موقع جغرافي استراتيجي وستغدو المدينة الاقتصادية الأولى في لبنان، وما على اللبنانيين والعرب، إلا أن يسعوا لأخذ دورهم فيها من خلال الاستثمار”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.