جسر أبو حلقة: غاب عنه المسؤولون.. فحضر الموت

0

صحيفة السفير ـ
فاديا دعبول:
تتكرر حوادث السير المميتة على «جسر أبو حلقة ـ راسمسقا»، الواقع على أوتوستراد بيروت ـ طرابلس بشكل شبه يومي، حتى تحول اسمه إلى «جسر الموت» بعدما سجل مؤخراً وفاة أكثر من سبعة أشخاص خلال 20 يوماً، إضافة إلى الأضرار في السيارات وحالات الإصابة التي استدعت دخول المستشفيات. ويعود السبب في ذلك إلى الفاصل العرضي، الذي يحتاج إلى تأهيل وصيانة، والحاجة الماسة إلى حواجز معدنية على جوانب الجسر من الجهتين الشرقية والغربية وكذلك في وسطه، وإنارته ليلاً، تأميناً لسلامة السير.
تجاه ذلك الواقع المؤلم، منذ أكثر من سنة، توجه رئيس مجلس بلدية راسمسقا جرجس خازن القاري بكتب متكررة، مرفقة بصور للجسر، إلى جانب وزارة الأشغال العامة والنقل يعود تاريخها إلى أيلول من السنة الماضية، راجياً خلالها إصلاح الفاصل. وفي كتب أخرى له للمصدر عينه أكد على ضرورة تكليف من يلزم للكشف على الفاصل العرضي المنفذ قديماً على الجسر ليصار إلى اصلاحه، لأن «الإبقاء عليه كما هو يعرض سلامة السير للخطر والحوادث الأليمة». وبتاريخ 30/ 6/2012 أرسل القاري كتابه الأخير إلى رئيس دائرة صيانة الطرق في وزارة الأشغال العامة والنقل المهندس أديب دحروج، يطلعه فيه على كتبه السابقة الموجهة للوزارة بهذا الصدد، للكشف واتخاذ الإجراءات المناسبة، بالتعاون مع البلدية. ذاك لأن الأعمال المطلوب تأمينها على الجسر بقيت من دون تنفيذ، لجهة تأمين حواجز ألومينيوم جانبية أو وسطية.
ويساهم كل ذلك في استمرار تعرض المواطنين بسياراتهم لحوادث سير مميتة، كان آخرها وقوع سيارة خصوصية من نوع «كيا بيكانتو» بيضاء اللون رقمها 492618/ب من سقوفية الجسر لأرض الوادي، حيث كانت الحصيلة مقتل ثلاثة أشخاص وجريح خطير نقل إلى «مستشفى النيني». كما سقطت سيارة من على الجسر قبل أيام، واقتصرت الأضرار على الماديات. لذلك يناشد رئيس بلدية راسمسقا القاري وزارة الأشغال، صاحبة الصفة والمسؤولية عن هذا الطريق الدولي، التحرك السريع، متاسفاً أن جميع كتبه إليها لم تجد نفعاً، مؤكداً أن كل ما يحصل عليه من قبلها وعود شفوية من دون أفعال». وعلى المستوى الشعبي، وهيئات المجتمع المدني قامت بعض الجمعيات بالوقوف صمتاً على أرواح الضحايا مسجلة اعتراضا على تلكؤ المعنيين في القيام بواجبهم عند الضرورة.
وهناك إحجام عن التصعيد في المواقف واللجوء إلى قطع الطرق، معتبرين، بناء على مصدر مطلع ومتابع، أن «الكلمة هي خير سلاح ولا بد لوزراة الأشغال من سماع الصوت ولو متأخرة ومتابعة الأمر والعمل على حله للحؤول دون وقوع المزيد من الضحايا».

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.