اللبوة: إنتاجية بشق النفس

0

صحيفة الأخبار ـ
رامح حمية:

«لن ننشر غسيلنا، نقوم بما نقدر عليه وبعلم ومعرفة أهلنا وناسنا». عبارة يكرّرها رئيس بلدية اللبوة علي مصطفى رباح عند كل إشارة إلى «محدودية» المشاريع الإنمائية والخدماتية، التي أنجزتها البلدية على مر السنوات الثلاث الماضية. فبلدية اللبوة، وعلى الرغم من موازنتها التي لا تتعدى 280 مليون ليرة، تمكنت من إنجاز عدد «لا بأس به» من المشاريع الحيوية والخدماتية، مقارنة ببلديات أخرى «تحظى بموازنات أكبر وبدعم مادي ومعنوي» بحسب رباح.
بئر مياه ارتوازية بقدرة ضخ تزيد على 80 متر مكعب في الساعة مع شبكة جديدة للبلدة، وإنجاز مبنى مركز صحي ضخم، ومكب نفايات، إضافةً إلى تجميل أحياء البلدة بجدران دعم، وتحويل موقع مكب نفايات في البلدة إلى حديقة عامة ومتنزه، والشروع في أعمال تشييد مبنى قصر بلدي. هذه هي المشاريع التي أنجزتها بلدية اللبوة حتى اليوم، وإن «بشق النفس»، كما يقول رباح. الأخير يعترف بأن هذه المشاريع «غير كافية ولا تلبي حاجات البلدة الخدماتية». فهي تحتاج إلى الكثير من المشاريع، وفي مقدمتها تأهيل شبكة طرقاتها الرئيسية والفرعية وتعبيدها، فيما يمثّل غياب شبكة صرف صحي ومحطة تكرير للمياه المبتذلة، «مشكلة بيئية وصحية».
اللبوة من البلدات البقاعية التي تنعم بثروة مائية كبيرة، لكن الإفادة منها «تبدّدت مع شبكة توزيع مهترئة وقديمة، وتلوّث لحق بهذه الثروة بنسب عالية نتيجة غياب الصرف الصحي واعتماد سائر الوحدات السكنية لأكثر من 20 ألف نسمة (40 عائلة، و8 آلاف ناخب)، على الجور الصحية»، لكن مشروع البئر «لم يكن بالسهولة إنجازه» كما يؤكد رباح، إذ لفت إلى أن الدراسات أثبتت وجود مجرى مائي ضخم على مسافة 2 كلم في أعالي البلدة، الأمر الذي أثار إشكاليات عقارية مع بلدة عرسال، «ما لبثت البلدية أن عالجتها»، ليتم الحفر على عمق 650 متراً، مع تشييد خزانات ضخمة تساعد في القدرة على الضخ للبلدة. لكن رباح أكد أن التعامل مع الوزارات يسير وفق مبدأ «مطرحك يا واقف»، في إشارة إلى أن طلب محطة كهربائية بالقرب من البئر «لا يزال موضع مماطلة منذ أكثر من خمسة أشهر». بلدية اللبوة «تؤمن بالدولة والمؤسسات» بحسب رئيس بلديتها، لكنه يستهجن «استماع بعض الوزراء إلى طلبات عرقلة من بعضهم الآخر»، كما في طلب المحطة الكهربائية لدى وزارة الطاقة والمياه، وفي وزارة الأشغال العامة، إذ يكشف أن البلدية طلبت من وزير الأشغال العامة غازي العريضي، أثناء زيارته إلى بلدة رأس بعلبك بعد الانتخابات البلدية عام 2010، تعبيد طرقات البلدة، فأكد لهم حرفياً أن «المنطقة عندي وبدي ساعدكم فيها». سارعوا يومها إلى إنجاز ملف متكامل عن الطرقات التي تحتاج للتعبيد (حوالى 12 طريقاً بمسافة 15 كلم)، وقدّموه إلى الوزير الذي أوعز إلى أحد مستشاريه التعاون معهم من أجل التنفيذ، «لكن مرّ شهر على الأمر، ومن ثم سنة لتليها سنة أخرى، وما عادوا يردّون علينا ولا يواجهوننا».
بلدية اللبوة وضمن إمكاناتها المتواضعة عمدت إلى شراء كميات محدودة من الزفت، وعبّدت الطرقات «ذات الأولوية»، فيما بقيت غالبيتها من رئيسية وفرعية بحاجة «أقلها إلى ترقيع».
لكن رباح في مقابل ذلك، يشكر وزير الصحة العامة علي حسن خليل «الوحيد الذي وقف إلى جانبنا ولم يستمع إلى المعرقلين، لقد ساعدنا في مشروع المركز الصحي الذي موّله مجلس الإنماء والإعمار، خصوصاً أنه يرفع عن أهلنا أعباءً طبية وصحية كثيرة».
من جهة ثانية، لا تخفي بلدية اللبوة استياءها من نشوء اتحاد بلديات البقاع الشمالي، والذي انتخب مؤخراً، وضمّ في غالبيته «بلديات صغيرة غير قادرة على الإنتاجية حتى في بلداتها، فكيف على مستوى اتحاد بلديات؟». سؤال توجه به رباح إلى «كل من يعنيه الأمر فعلياً بإنماء المنطقة ورفع الحرمان والإهمال المزمن عنها!».
وأمام كل هذا يشدّد رباح على أن كل ذلك لن يدفعه إلى «اليأس»، بل سيطالب بحق بلدته أمام الوزارات والجهات المانحة، طالما أن أبناء بلدته يدركون وضعنا الصعب ويقفون إلى جانبنا».

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.