معمـل الصـرف الصحـي للنبطيـة: أنابيـب إسمنتيـة فـي البلـدات المتضـررة

0

صحيفة السفير ـ
عدنان طباجة:
أكثر من ست سنوات مضت على إنجاز وتجهيز «مشروع معمل الصرف الصحي لمدينة النبطية ومنطقتها» في وادي الكفور الذي أنشأه «مجلس الإنماء والإعمار» بتمويل أوروبي، وقامت بتنفيذه الشركة الفرنسية «OTVSA»، لكن تشغيل المشروع لم يبدأ حتى الآن، بالرغم من حاجة المنطقة الماسة له لأسباب عدة منها أن «مجلس الإنماء والإعمار» لم يسلمه إلى وزارة الطاقة والمياه، التي يجب أن تسلمه بدورها إلى اتحاد بلديات الشقيف، إضافة إلى عدم اكتمال تمديد شبكة الصرف الصحي إليه للبدء بتشغيله، لذلك ينتظر المسؤولون في الاتحاد ومعهم أهالي منطقة النبطية تشغيل المعمل في أسرع وقت، بغية الخلاص من الكارثة الصحية والبيئية الناتجة من مجرى الصرف الصحي لمنطقة النبطية الذي يجري بشكل مكشوف في الهواء الطلق منذ ربع قرن من الزمن في الوادي المذكور، مخلفاً الآثار البيئية السلبية على السكان والمزروعات في محيطه على حدٍ سواء.
تبلغ قدرة المعمل عشرة آلاف متر مكعب من المياه المبتذلة يومياً، ويإمكانه تغطية ما يربو على 80 ألف شخص، بحسب أحد المشرفين على المشروع المهندس عاطف طراف الذي أوضح أن الشركة الفرنسية «OTVSA» أنشأته بشكل لائق وممتاز، وقد عاينه خبراء فرنسيون من الشركة المنفذة واطلعوا على أقسامه وحالة بنائه وتجهيزاته، وأبدوا إعجابهم بالطريقة التي أنجز فيها، وأجروا اختباراً ناجحاً لعمله.
ويؤكد طراف أن تشغيل المعمل يحتاج إلى عدد قليل من العمال، لأنه سيعمل بطريقة آلية، على أن تعمل الشركة الفرنسية على تشغيله لمدة ثلاث سنوات بعد إنجازه، بناءً على العقد الموقع مع مجلس الإنماء والإعمار، وسيتخلل هذه الفترة تدريب العمال والموظفين الذين سيقومون بهذه المهمة بعد تسليمه من قبل الشركة المذكورة، وهذا الأمر لا يعيقه حتى الآن سوى ربطه بشبكة الصرف الصحي ومحطة الكهرباء فقط.
تجري عملية تشغيل معمل الصرف الصحي لمنطقة النبطية الواقع في وادي الكفور ـ الشرقية، مع «مجلس الإنماء والإعمار»، وفق النائب ياسين جابر، الذي تبين له أن سبب عدم تشغيله حتى الآن يعود إلى التأخر في إنجاز وصلة تابعة لشبكة الصرف داخل بلدة حبوش بطول 150م، بعد اعتراض بعض الأهالي لتصل إلى الخط الرئيسي الذي يصب في وادي الكفور، بهدف تأمين الكمية الكافية من المياه المبتذلة لهذه الغاية.
ويوضح جابر أن «مجلس الإنماء والإعمار» قام بتلزيم هذه الوصلة لشركة «جينيكو» قبل فترة وجيزة بعد صدور المرسوم الرقم 7926 المتعلق بهذا الأمر بتاريخ 30 آذار الفائت، على أن يجري تنفيذها خلال الأيام القليلة المقبلة، إضافة إلى أن «مؤسسة كهرباء النبطية» وعدت بتزويد المعمل بمحطة كهرباء خاصة به. وبعد إنجاز هذه الأشغال، لا داعي لاستمرار توقف المعمل عن العمل من قبل المعنيين، لافتاً إلى أن الشركة الفرنسية التي قامت ببناء المعمل تطالب أيضاً بإنجاز الأعمال التي تحول دون تشغيله حتى الآن ليتسنى لها تسليمه لمجلس الإنماء والإعمار، الذي بدوره سيسلمه للاتحاد.
ويطالب رئيس الاتحاد الدكتور محمد جميل جابر المسؤولين في مجلس الإنماء والإعمار ووزارة الطاقة والمياه بالعمل على وصل المعمل بشبكتي الصرف الصحي الرئيسيتين اللتين تجريان في نطاق الاتحاد، كي يبدأ تشغيه فوراً، تلافياً لاستمرار المشاكل الصحية والبيئية التي يخلفها الخطان المذكوران في نطاق القرى والبلدات الواقعة في محيطهما.
وبشر جابر أهالي القرى والبلدات المتضررة من شبكة الصرف الصحي لمنطقة النبطية التي تجري بطريقة مكشوفة في الهواء الطلق أكثر من عشرة كيلومترات، بأن الاتحاد سيبدأ تنفيذ مشروع لتغطية هذه الشبكة بواسطة أنابيب إسمنتية مغلقة في نطاقه الجغرافي خلال وقتٍ قريب جداً، ما سيخلصهم من المعاناة البيئية المتفاقمة التي يسببها لهم منذ عشرات السنين.
يذكر أن «اتحاد بلديات الشقيف» كان قد تحفظ في السابق على بناء معمل الصرف الصحي الحالي في مكانه في وادي الكفور ـ الشرقية قبل إنشائه، لأن المعنيين في «مجلس الإنماء والإعمار» لم يأخذوا بنصيحة الاتحاد بوجوب بنائه أسفل بلدة النميرية بدلاً من الوادي المذكور، كي تتسنى لمعظم قرى وبلدات الاتحاد الاستفادة منه، في حين أن موقعه الحالي لا يستفيد منه سوى خط كفرتبنيت ـ النبطية الفوقا ـ النبطية التحتا ـ زبدين ـ مرج حاروف ـ تول، وخط كفررمان ـ كفرجوز ـ حبوش ـ الكفور ـ شمال النبطية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.