12 لائحة تتنافس في ست بلديات في قضاء بعلبك

0

صحيفة السفير اللبنانية ـ
عبد الرحيم شلحة:
بذلها القيمون على أوضاع البلديات الست التي ستجري فيها الانتخابات الفرعية إلى فوز أي جهة بـ”التزكية” في أي من بلديات قضاء بعلبك. بل اتخذت المعارك في بعضها طابع التحدي، إن لجهة الخلافات السياسية أو العائلية أو بين أبناء “الجب” الواحد ضمن العائلة الواحدة.
ويوم الأحد الواقع في السادس من أيار المقبل، يتوجه 12الف و850 ناخباً، وفق لوائح الشطب، في كل من بلدات “حوش النبي، ومقراق، ونبحا الدمدوم، ونبحا المحفارة، ونبحا القدام والفاكهة – الجديدة” إلى صناديق الاقتراع لانتخاب 69 عضواً بينهم أربع نساء مرشحات، من أصل 164 مرشحا، كما سجل لدى إقفال باب الترشيح مساء الاربعاء المنصرم.
وتختلف قضية كل بلدية عن الأخرى، ولكن يجمعها، وكما حصل أثناء الانتخابات الماضية، عدم التوافق على إدارة الصراع بالطريقة الديموقراطية، حيث وصلت التحديات الى استخدام الأسلحة القانونية وغيرها، بدءا من مجلس شورى الدولة الى عدم التوافق على انتخاب رئيس وبالتالي حل المجلس، إلى الاتهامات بالفردية وما الى ذلك. لكن النتيجة هي حرمان اهالي البلديات من بضعة مشاريع تنموية كان يمكن أن تقدمها المجالس البلدية، أو تلاحقها عبر الادارات المختصة .
وتنأى قيادتا حركة “أمل” و”حزب الله” بنفسيهما عن الدخول مباشرة في تحديد طبيعة التحالفات العائلية، لتتركا للمناصرين في كل بلدة، اتخاذ الخيار المناسب، خصوصا ان الخلافات ذات طابع عائلي.
بلدية حوش النبي
تعتبر بلدية “حوش النبي” البلدية الوحيدة في لبنان التي لم تجر فيها انتخابات بلدية في الدورة السابقة بسبب انسحاب كل المرشحين قبل إجراء الانتخابات، رغم أنها بلدية حديثة، ورغم محاولات التوافق التي بذلت من أجل تأمين مجلس بلدي لها. لكن، ومع إقفال باب الترشح، تقدم 14 مرشحا لملء تسعة مقاعد. واليوم، تبذل الجهود لسحب خمسة مرشحين توصلاً إلى تزكية، إلاّ أنّ الخلافات التي تعود إلى انتخابات الهيئة الاختيارية السابقة، وطابع التحدي الذي اتخذته، تجعل من “التزكية” أمراً صعبا. ويلفت في “حوش النبي”، ترشح أحد أبناء عرب ابو عيد المجنسين الذي يبلغ تعدادهم ستين ناخبا من أصل 725. واذا ما استمر عناد بعض المرشحين، فإن معركة انتخابية ستجري بين المرشحين الاربعة عشر.
نبحا القدام والدمدوم
تكتسب معركة “نبحا – القدام” طعما مختلفا حيث يتمظهر الصراع بين مؤيدي القوات اللبنانية وممثلي العائلات. وتتشكل نبحا – القدام من مجموعة عائلات مارونية قوامها ألف ومئة ناخب من آل جعجع وحدشيتي وبرقاشي وغيرها من العائلات بالإضافة إلى مئتي ناخب شيعي من عائلة الاشهب. وترشح في البلدة 23 شخصاً لملء 12 مقعداًَ، بينما لم يترشح شيعي واحد للمجلس البلدي. وعليه، انحصر المرشحون ضمن العائلات المارونية وتوزعوا 11 مرشحا من عائلة جعجع، ومثلهم (أي 11 مرشحا) لعائلة الحدشيتي، ومرشح واحد من آل برقاشي. وترشحت السيدتان وردة يوسف جعجع وايليانا حنا ابو طايع حدشيتي لعضوية البلدية أيضا.
وأنهت “لائحة العائلات والمستقلين” في نبحا – القدام ترتيباتها برئاسة ريمون جعجع، بينما لا تزال “لائحة القوات” تبحث عمن يترأسها، حسب المتابعين لملف الانتخابات. وتشير المعلومات إلى أن اتصالات تجري مع الناخبين الشيعة من عائلة الاشهب لإشراك أكبر عدد من ناخبيهم في الاقتراع، نسبة إلى ثقل الصوت الشيعي في ترجيح كفة فريق على الآخر.
وفي مقابل دخول السياسة على نبحا – القدام، تبدو معركة نبحا -الدمدوم ذات طابع عائلي ضمن عائلة آل أمهز التي تشكل النسبة الأكبر من الناخبين. وبالعودة إلى الانتخابات السابقة، فقد تم الاتفاق على إبعاد المتنافسين أحمد أمهز وحسين أمهز لاعتبارهما سبب الخلاف والاتفاق على أية شخصية أخرى، إلا أن حجم الخلافات ضمن العائلات فرض ترشيح 24 مرشحا لملء 15 مقعداً، ما يصعِّب تأليف لائحتين. يترأس اللائحة المكتملة في نبحا – الدمدوم هشام خضر أمهز، وتضم 11 مرشحا من عائلة أمهز وثلاثة من عائلة وهبه، ومرشحا واحدا من آل عيتاوي. في المقابل، لا يزال المعترضون المرشحون على ترؤس خضر أمهز اللائحة يحاولون استكمال المعركة الانتخابية مراهنين على اختراق اللائحة، خصوصا أن نبيه صادق أمهز، شقيق زوجة خضر مستمر في ترشحه، وإذا فاز الاثنان فإن على أحدهما الاستقالة لتعود المسائل إلى التشابك بين بعضها البعض. ويتوقع أحد المتابعين للأجواء، أن يقترع أبناء عائلة أمهز لمرشحي عائلتهم، وبالتالي يمكن أن يفوز كل الاعضاء من عائلة واحدة، ما يحرم المجلس من التنوع العائلي. لكن مؤلفي اللائحة المكتملة مستمرون في جهودهم من أجل سحب المرشحين التسعة للوصول الى تزكية.
نبحا المحفارة
يبدو ان الخلاف في نبحا المحفارة عائلي مباشر بين عائلتي كيروز وحدشيتي من جهة، وسياسي غير معلن بين العائلات والقوات اللبنانية، من جهة ثانية. فانتخابات نبحا – المحفارة ستجري بعد الإتيان بالمرشحين والناخبين من بيروت، اذ لا يقطن في البلدة إلا عدد قليل قد لا يتجاوز “أصابع اليد”، كما يعبر عن ذلك أحد المرشحين. ولا يتجاوز عدد ناخبي البلدة الـ650 ناخبا نزح معظمهم بحثا عن مورد رزق وبعض أمان.
ولم تفض محاولات الوفاق إلى نتائج ملموسة، بل ذهبت الخلافات بين عائلتي كيروز وحدشيتي الى تشكيل لائحتين الأولى بقيادة صبحي حدشيتي وتضم ستة مرشحين من عائلته وثلاثة مرشحين من آل كيروز بينهم سيدتان.
ويترأس اللائحة الثانية، وسميت “الوفاق”، غسان كيروز وتضم خمسة مرشحين من آل كيروز وثلاثة مرشحين من عائلة حدشيتي ومرشحاً من عائلة ضناوي.
ويحاول مؤلفو اللائحتين أن يبعدوا الطابع السياسي عن لائحتيهم، بغية جذب المستقلين.
مقراق
تجري الانتخابات البلدية للمرة الأولى في بلدة مقراق. وبناء عليه، فتحت الشهية لسبر غور هذه التجرية من قبل أهالي البلدة التي تعد حوالي 600 ناخب. وترشح ثمانية عشر شخصاً لخوض الانتخابات على تسعة مراكز. تتوزع عائلات البلدة توزعا رئيسيا على عائلات قمهز (250 ناخبا)، وعلام (180) ، وبزال (80) وشريف (80)، وبعض العائلات الصغيرة.
وتتوافق العائلات على تخصيص موقع الرئاسة لعائلة قمهز، إلا ان الخلافات الجبية تمنع التوافق. وحين لم يوفق “حزب الله” في التوفيق بين الأطراف، ذهبت الانتخابات إلى لائحتين مكونتين من جميع العائلات، رغم وجود “حزبيين” إلا أنهما ممثلتان لعائلاتهم.
وأُعلن عن تشكيل اللائحة الاولى “الوفاق العائلي” برئاسة حسين علي قمهز، فيما لم يسم للائحة الثانية رئيس.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.