رئيس الحكومة رعى ندوة عن واردات البلديات المالية

0

أكد رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي أن “أولوية العمل يجب أن تتركز على البحث عن كيفية عودة الشراكة الحقيقية بين الدولة ومواطنيها والتأسيس لرؤية وطنية جامعة للأمور المصيرية التي تواجهنا”. وشدد على أن “ظروف الحرب الاليمة وما تلاها أدت الى زيادة التباعد بين الدولة ومواطنيها، فلا الدولة، مؤسسات وإدارات وهيئات نجحت في رعاية المواطنين كما يجب بفعل الازمات المتراكمة والامكانات المحدودة، ولا المواطنون كانوا ينظرون إلى دولتهم على أنها حاجة ضرورية لوجودهم كأفراد ومجتمعات”.

وكان ميقاتي رعى ظهر الأربعاء في السراي الكبير، ندوة بشأن واردات البلديات المالية في سياق التحرك البلدي اللبناني ضمن مشروع دعم البلديات اللبنانية وبالتعاون مع لجنة رؤساء البلديات اللبنانية، مقاطعة برشلونة، مكتب منظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة في لبنان والاردن والمكتب التقني للبلديات اللبنانية.

شارك في الندوة وزير الداخلية والبلديات مروان شربل وعدد كبير من رؤساء البلديات ورؤساء الاتحادات البلدية من كل المناطق اللبنانية.

بداية القى ممثل “منظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة” ومدير المكتب التقني للبلديات اللبنانية الدكتور بشير عضيمي كلمة تحدث فيها عن المنظمة التي “تضم حوالي ثلاثة الآف مدينة من العالم وتعنى بشؤون التنمية المحلية والشراكة والوحدة بين المدن، كما تهتم بدعم برامج التعاون اللامركزي بين البلديات”.

الغزال
ثم تحدث رئيس بلدية طرابلس رئيس اتحاد بلديات الفيحاء ونائب رئيس لجنة رؤساء البلديات اللبنانية الدكتور نادر الغزال مؤكدا ان “البلديات والاتحادات البلدية اللبنانية تنشط منذ العام 1995 لبناء حوار دائم بواسطة لجنة رؤساء البلديات اللبنانية مع المؤسسات الحكومية من اجل المساهمة في إعلاء الدور البلدي وتحقيق التنمية المحلية بكامل وجوهها”.

شربل
بدوره، قال شربل: “نشكر دولة الرئيس ميقاتي على دعمه لنا، ومنذ تسلمت مهام وزارة الداخلية، كانت توجيهاته وكذلك توجيهات فخامة رئيس الجمهورية، بإعطاء الاولوية للأمن والبلديات اللذين يشكلان الشغل الشاغل لوزارة الداخلية. كما ان رؤساء البلديات يدركون المهام التي تضطلع بها وزارة الداخلية وتنجزها، ما يعود بالفائدة على قراهم ومدنهم، ونحن دائما على استعداد للتعاون معهم لما فيه خير هذه القرى والمدن. أمنيتي، قبل انتهاء مهامي كوزير الداخلية، أن تكون هناك بلدية في كل قرية وبلدة لبنانية، وفي هذا الإطار يهمني أن اقول ان هناك بلديات، سبق لها ان حلت لاسباب سياسية في الغالب، وأتمنى مع حلول الموعد المحدد للانتخابات البلدية المستحدثة بعد شهر ونصف شهر ان تكون الانتخابات المقبلة ديموقراطية كي لا يكون هناك اي بلدية منحلة”.

أضاف: “أما في ما يتعلق باللجنة المعينة، فقد عينت لمتابعة اعمال البلديات وتنفيذ التوصيات الصادرة عن القرارات التي تطلبها البلديات، ونحن دائما على إطلاع وتواصل مع اللجنة، خصوصا ان رئيسها الاستاذ ريمون مدلج من الاشخاص المعروفين والكفوئين ونستفيد من وجوده في الوزارة لتحسين اداء دور البلديات قدر المستطاع، وهو يتولى اعداد مشروع قانون اللامركزية الادارية. كما اشكر العميد سامي منقارة، وأستطيع القول اننا حين نرى مثل هذه الوجوه في هذه اللجنة نطمئن”.

ميقاتي
أما ميقاتي فقال: “أرحب بكم اليوم، أنتم الذين تشكلون النواة الاساسية للامركزية الادارية التي ينبغي تطويرها وتوسيعها بما يكفل عودة الشراكة الحقيقية بين الدولة ومواطنيها، بعدما ادت ظروف الحرب الاليمة وما تلاها الى زيادة التباعد بين الدولة ومواطنيها، فلا الدولة، مؤسسات وإدارات وهيئات نجحت في رعاية المواطنين كما يجب بفعل الازمات المتراكمة والامكانات المحدودة، ولا المواطنون كانوا ينظرون إلى دولتهم على أنها حاجة ضرورية لوجودهم كأفراد ومجتمعات”.

أضاف: “إن هذا الخلل المستمر بشكل أو بآخر، يحضنا على البحث عن معالجة معمقة له تكفل عودة الشراكة الحقيقية بين الدولة ومواطنيها وتؤسس لرؤية وطنية جامعة للأمور المصيرية التي تواجهنا. ومن هذا المنطلق تأتي الاجتماعات التي نعقدها معكم، انتم الذين تشكلون عامل التواصل الأول بين المواطن ومؤسسات الدولة، وترعون بصورة تفصيلية عملية دراسة المطالب الانمائية والخدماتية وتلبيتها”.

وتابع: “بعد اجتماعنا سويا في كانون الاول الفائت، اتفقنا على عقد هذا اللقاء لبحث الصعوبات المالية والتعقيد الاداري الذي تواجهونه ودراسة السبل الآيلة الى تحقيق مطالبكم، لا سيما ما يتعلق منها بالواردات المالية. اليوم نلتقي مجددا لمتابعة اموركم وشجونكم، وانني في هذا السياق اشير الى اننا سندعم خطوات معالي وزير الداخلية والبلديات الذي قام بتشكيل لجنة من الوزارة ومن رؤساء بعض البلديات لبحث المواضيع المتعلقة بالصندوق البلدي المستقل وقانون الرسوم البلدية وقضية الفوائد على اموال البلديات المودعة في مصرف لبنان وسواها من الامور والشجون التي تهم عملكم. بانتظار هذه التعديلات فإننا سنحرص على اجراء التوزيعات السنوية في اوقاتها المحددة في شهر ايلول من كل عام، وسنسعى لتوزيع الاموال العائدة للبلديات من الهاتف الخليوي في أسرع وقت ممكن ووفق الاصول المحددة في المرسوم 1917”.

وختم: “إننا نعلم علم اليقين ان اللامركزية الادارية تبدأ من هذه الامور الملموسة التي نتحدث عنها، واننا الى جانبكم دعما لعملكم المؤسساتي”.

بعد ذلك، تسلم ميقاتي مقترحات وتوصيات ومطالب البلديات والاتحادات في شأن الواردات المالية.

ثم جرى نقاش بين ميقاتي والحضور حول الصندوق البلدي المستقل، قانون الرسوم البلدية 60/88، منح البلديات فائدة على اموالها المودعة في مصرف لبنان، الغاء القرارات والتعاميم التي باتت تعرقل العمل البلدي الى جانب مواضيع اخرى.

وفي ختام الندوة قدم الدكتور بشير العضيمي، بإسم مكتب منظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة، ميدالية تقدير لميقاتي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.