بلديات بعلبك ـ الهرمل تستعين بالتمويل الخارجي لسد النقص الداخلي

0

صحيفة السفير ـ
عبد الرحيم شلحة:
تشبه المناطق التي تعاني من الحرمان المزمن الاسفنجة التي يمكنها استيعاب وامتصاص كل المشاريع التنموية التي تخصص لها، كونها تحتاج، وعلى الصعد كافة، الى «كل شيء»، ولا تكفي الامكانيات التي تصرف لها من موازنات الحكومات في سد جزء يسير من حاجتها واحتياجات أهلها.
ويعتقد أهالي المنطقة «أن الامر، ربما، يحتاج الى صناديق خاصة تستكمل عملية البناء الفعلية وترميم النقص وتحقيق التنمية الفعلية التي تساهم في سد النواقص والإهمال التاريخيين.
وطبعاً تقع مناطق محافظة بعلبك الهرمل في صلب مناطق «الإسفنج» العطشى، حيث يقترن اسمها بالحرمان الذي اضحى سمة من سماتها، وتحول الى «موال» يردده المسؤولون كافة وهم يرفعون الصوت مطالبين بالانماء، بغية تجهيل الفاعل.
وفي ظل الواقع الصعب، تجهد بلديات المناطق واتحاداتها للعمل على تخفيف ما امكن من النواقص في البنى التحتية، عبر تنفيذ بعض المشاريع العامة، وطبعاً ضمن الامكانيات المالية المتوفرة والمتاحة عبر الصندوق البلدي المستقل.
وعليه، وبناء على تجربة البلديات منذ إعادة انتخابها في التسعينيات، نجح البعض منها في مكان، وأخفق في مكان آخر. وعمدت بعض البلديات إلى دراسة النتائج، ووضع الملاحظات وقراءتها، وبالتالي تقييم الاعمال. وحاولت السلطات المحلية ان تستدرك الاخطاء عبر خطط جديدة للوصول الى افضل النتائج المرجوة.
وبناء للحاجة الى المزيد من التعاون بين البلديات المجاورة، اسست في محافظة بعلبك الهرمل ستة اتحادات للتنسيق في الاعمال المشتركة بين البلديات، وللاستفادة من اموال الصندوق البلدي المستقل الذي يعطي للاتحادات موازنة خاصة مضافا اليها مساهمة البلديات المنضوية تحت رايته بنسبة عشرة في المئة من مخصصاتها. كما ان العديد من البلديات لم تنضم الى الاتحادات لاسباب مناطقية من جهة، ولاسباب سياسية، او لجهل لأهمية دورالاتحادات من جهة اخرى.
وعليه تم تأسيس اتحاد بلديات بعلبك، ويضم بعلبك، ومقنة، ونحلة، وايعات، وحوش تل صفية، ودورس ويونين، واتحاد بلديات شرقي بعلبك، ويضم بلدات النبي شيت، وسرعين التحتا، وسرعين الفوقا، وجنتا، والخضر، والخريبة ومعربون، واتحاد بلديات غربي بعلبك، ويضم شمسطار، وتمنين التحتا، وتمنين الفوقا، وبدنايل، وقصرنبا، وطاريا، وحوش الرافقة، وحوش سنيد، وجبعا، وحدث بعلبك وحزين، واتحاد بلديات الشلال، ويضم بوداي – العلاق، والسعيدة، وفلاوى، واتحاد بلديات البقاع الشمالي، ويضم العين، والنبي عثمان، وجبولة، وحربتا، وحلبتا، والتوفيقية، وزبود، وقليلة الحرفوش، ونبحا الدمدوم والرام الجوبانية، واتحاد بلديات منطقة دير الاحمر، ويضم دير الاحمر، والزرازير، وبتدعي، وعيناتا، وبرقا وبشوات، وأخيراً اتحاد بلديات الهرمل، ويضم الهرمل، والشواغير، والكواخ، والقصر وفيسان.
وفي محاولة لالقاء الضوء على مشاريع الاتحادات البلدية وخططها للعام 2012 بغية تعريف المواطنين بما يخطط لمناطقهم من جهة، وللمساهمة في رصد ما ينفذ من مشاريع موعودة. ونبدأ من اتحاد بلديات بلدية بعلبك.
يبدأ رئيس اتحاد بلديات بعلبك بسام رعد في رسم مشهد إهمال المنطقة منذ عهد الاستقلال، مما فرض على الاتحاد ان يضع نصب عينيه وضع خطة استراتيجية ورؤية يمكن من خلالها تنمية المنطقة. وبالاستناد الى امكانية الاتحاد لا يمكن لموازنته وحدها ان تحقق ما تصبو اليه السلطات المحلية. وعليه، عمل الاتحاد، وفق رعد، على وضع استراتيجية تعاون مع العديد من الجهات المانحة والمنظمات الدولية بغية المساهمة في تنفيذ بعض ما ورد في خططه.
وبناء على ذلك، تم الانفتاح على سلة علاقات مع مكتب الامم المتحدة الانمائي (UNDP)، ومقاطعة «اكسترا مادورا» في الجنوب الاسباني، ومقاطعة «اورو» في الجنوب الفرنسي، ومكتب التعاون الايطالي في لبنان، بهدف وضع خطة استراتيجية لتحقيق خطوات ومشاريع تنموية على الصعد الاقتصادية والاجتماعية والسياحية لبلدات وقرى الاتحاد. وعمد الاتحاد إلى تشكيل شبكة للتنمية السياحية تشمل بلدات اتحادي بعلبك ودير الاحمر بالشراكة مع المجتمع الاهلي عبر 17 جمعية تعنى بالشأن السياحي والاجتماعي. كما تم تشكيل وكالة للتنمية الاقتصادية الاجتماعية لكل البقاع مع دول ايطاليا، وبلجيكا، وموناكو واسبانيا، أطلقت عليها تسمية «ليدا»، «LEDA « ، ويرأس مجلس ادارتها رئيس اتحاد بلديات بعلبك بسام رعد. وتهدف الوكالة الى الاستفادة من تطور وتجربة الدول الأوروبية في مجال التنمية للارتقاء بالبقاع وبلداته.
كما انتج النشاط، وبالاستناد الى هذه العلاقة، خطة تفصيلية للتنمية المستدامة لاتحاد بلديات بعلبك للعام 2012، وتقوم على تنفيذ عدد من المشاريع التي سيلتزم الاتحاد بتنفيذها. ويمكن الحديث عن بعض هذه المشاريع ومنها «إنشاء مبنى لمعهد العلوم التطبيقية والاقتصادية في بلدة دورس على العقار 162 بكلفة تصل الى 800 مليون ليرة، واستكمال بناء المعرض الدائم للمنتوجات المحلية بكلفة 600 مليون ليرة ، مع الاشارة الى ان القسم الاول تم انجازه بدعم وتمويل من برنامج الامم المتحدة الانمائي، واستكمال تجهيز المسبح في بلدة مقنة وفق المواصفات الحديثة بكلفة 150 مليون ليرة، وستصل كامل كلفته الى 350 مليون ليرة».
كما تشمل المشاريع «انجاز دراسة، وشق الطريق الدائري الذي يمر عبر عين بورضاي عمشكي المدينة الرياضية طريق نحلة، وصولا الى التل الابيض عند مدخل بعلبك الشمالي مع متفرعاته». ويبلغ طول الطريق 18 كيلومتراً، وتبلغ الكلفة الاولية للبدء بالمشروع مليار ليرة، وأيضاً انجاز الدراسة التنفيذية لمشروع المدينة الصناعية بكلفة 200 مليون ليرة، وتجميل وتأهيل مداخل بلديات الاتحاد والمستديرات بكلفة مليار ليرة، وتركيب اشارات توجيهية ولوحات للسير بكلفة تصل الى 280 مليون ليرة،
وتجهيز بوابة قوسية في منطقة دورس تشكل معلماً جمالياً لمدخل محافظة بعلبك الهرمل بكلفة 140 مليون ليرة، وإقامة معرض صور دائم عن ذاكرة بعلبك ومعالمها خلال مئتي عام، على أن يضم مئة صورة، ويتم افتتاحه خلال شهر شباط المقبل في «الاونيسكو» بكلفة 50 مليون ليرة. كما تضم المشاريع المساهمة في بناء مركز لبلدية ايعات بـ125 مليون ليرة، وانشاء ملعب كرة سلة في بلدة حوش تل صفية، واستكمال بناء القاعة العامة بـ110 مليون ليرة.
وتبلغ الموازنة المخصصة للمشاريع الانمائية للعام 2012 تبلغ حوالى اربعة مليارات ونصف مليار.
ويعمل الاتحاد ايضاً على مواصلة التحرك لدى الجهات المختصة لاكمال مدخل بعلبك الشرقي الجنوبي بطول كيلومترين ونصف كيلومتر، كونه يشكل الشريان الفعلي لمدينة بعلبك وللوافدين اليها، كما انه يخفف من حركة السير في الدخول والخروج من المدينة، ويسهل عملية التواصل مع البلدات المجاورة.
ويرى رعد ان العقبات الفعلية تتمثل بالروتين الاداري في انجاز المعاملات، مؤكداً أن هذا الأمر لا يحل الا عبر اقرار اللامركزية التنموية التي تسهل القيام بأعمال المشاريع.
وطالب رعد وزارات التنمية الادارية والبيئة والسياحة بإقامة ورش عمل مشتركة لتوعية المواطن بشأن اهمية المحافظة على المشاريع التنموية التي يتصورها بعض المواطنين معادية له خصوصا عندما تتعارض مع مصالحه فيقف ضدها.
وأكد رعد ان حاجة المنطقة الى مشاريع استراتيجية عدة، اهمها تشجير التلال الشرقية الممتدة من رياق حتى بلدة القاع، وتأهيل سكة الحديد من رياق حتى الحدود السورية شمالا، وإنشاء هيئة مختصة لحماية وصيانة الآثارات وتطويرالمنشآت السياحية في جميع المواقع الاثرية، على أن تتألف من بلدية بعلبك ووزارات الثقافة، والسياحة، والآثار، ومديرية التنظيم المدني ووزارة التنمية الادارية.
وعبر رعد عن استعداد مسؤولي الاتحاد الى المساءلة والتقييم لانجازات الاتحاد، مع امل ان تساعد الظروف في تنفيذ المشاريع المقترحة كافة.
وختم رعد مطالبا اهالي المنطقة بتقديم الاقتراحات العملية، والمشاركة في ابداء الرأي لحسن سير العمل، «لأن هذه المشاريع هي ملك لابناء المنطقة، وعليهم واجب المراقبة والمساعدة للوصول الى افضل النتائج».

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.