افتتاح الحديقة العامة في جبيل برعاية سليمان

0

دشن رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، ممثلا بوزير البيئة ناظم الخوري، الحديقة العامة في جبيل Wagon park، لمناسبة حصولها على ميدالية البرونزية في المسابقة الدولية لافضل حديقة خضراء برعاية رئيس البلدية زيادالحواط، وحضر الاحتفال المدبر البطريركي على ابرشية جبيل المونسنيور جو معوض ممثلا البطريرك الماورني مار بشاره بطرس الراعي. وحضر الاحتفال وزيرالبيئة السابق محمد رحال ممثلا الرئيس سعد الحريري، العقيد فؤاد الخوري ممثلا وزير الداخلية والبلديات مروان شربل، حاكم مصرف لبنان الدكتور رياض سلامه، مستشار رئاسة الجمهورية لشؤون الفرنكوفونية الدكتور خليل كرم، قائمقام جبيل نجوى سويدان فرح، مديرة الوكالة الوطنية للاعلام لور سليمان صعب، رئيس اتحاد بلديات جبيل فادي مارتينوس وحشد من الشخصيات القضائية والعسكرية والدينية والاعلامية وسفراء.

الحواط

بعد النشيد الوطني افتتح الاحتفال رئيس بلدية جبيل زياد الحواط مرحبا بالحضور مؤكدا ان “بيبلوس تحاكي التاريخ وتواكب الحاضر وتتطلع نحو المستقبل عبر السعي الدائم للدور الريادي لتبقى على خارطة الابداع والحضور”.

وطالب الحواط ب”رفع الحرمان عن جبيل”، رافضا “التطاول باي شكل من الاشكال على المرجعيات الحرة لان صوت جبيل هو صوت الحق الذي لا يعلى عليها. وركز على التعايش الجبيلي المتنوع وتفضيل المصلحة العامة والافكار الخلاقة . كما عرض للمشاريع البلدية المستقبلية من المجمع البلدي، الى القرية الرياضية، والاسواق التاريخية والمسح الجيوغرافي.

رحال

ثم تحدث الوزير السابق رحال عن التخطيط الذي قدمته وزارة البيئة في عهده لانشاء مجموعة حدائق في كل لبنان وبينها حديقة اخرى في قرطبا في جرود قضاء جبيل.
واعتبر رحال ان “عمل وزارة البيئة يحتاج الى تضافر جهود الوزارات والمؤسسات الرسمية والخاصة لزيادة المساحات الخضراء” .

سلامة

بدوره تحدث سلامة عن اهمية البيئة والاستثمار في القطاع البيئي مما يساهم في خلق قطاع اقتصادي يزيد عن 400 مليون دولار في السنة الاولى، واعلن سلامة عن “اخذ البنك المركزي مبادرة تأمين دعم عبر قروض ميسرة من خلال المصارف ، لمشاريع لها علاقة بالبيئة من تجميل منازل وشوارع الى تنقية المياه والمحافظة على الطاقة”.

الخوري

وفي الختام تحدث الوزير ناظم الخوري عن اهمية الغطاء الاخضر في لبنان واثنى على دور رئيس الجمهورية الذي تمكن بحكمته واعتداله وسعيه الدائم مع رئيس مجلس النواب والوزراء الى الحفاظ على الوحدة الوطنية وبناء اواصر المحبة بين اللبنانيين وقيادة السفينة وايصالها الى الشاطئ الامين”.

وقال:” شرفني فخامة الرئيس إذ كلفني بتمثيله في هذا اللقاء المميز، الا وهو افتتاح وتدشين الحديقة العامة في جبيل الحبيبة، هذا الحدث الذي يعتبر بادرة حضارية رائدة، تكرس دور جبيل الحضاري الريادي في العالمين القديم والحديث، وقد حملني فخامة الرئيس، أن أنقل الى كل فرد منكم أحر التحيات واصدق التمنيات بغد أفضل، آملا أن يكون هذا الافتتاح فاتحة خير تليها خطوات ايجابية اخرى على صعيد الوطن كله.

اضاف:” كلكم تعلمون أن الشجرة ولبنان توأمان، صنوان لا يفترقان، فقد تلازما منذ الازل ولا يزلان، فقد انصهرا وتماهى الواحد منهما بالأخر حتى صار الاثنان واحدا،
ففي “ملحمة غلغامش” وفي اقدم الكتب الا وهي “التوراة” أي “la bible”، وهذه التسمية مأخوذة من Byblos””أي جبيل حيث اكتشفت وانطلقت الحروف الهجائية التي أنارت العالم، ورد اسم لبنان مرارا عديدة واقترن هذا الاسم بذكر غابات الارز المقدسة. لقد تلازم والتحم اسم لبنان بالشجرة والغابات لدرجة انه اتخذ من الارزة شعارا ورمزا وعلما مميزا، إذ ان “لبنان وكندا” هما من الدول القليلة التي اتخذت من الشجرة رمزا وعلما لها، ونعم الخيار، لأن الشجرة خير كلها وهي تجسد الامل والسلام. ولعل أهم مزايا الشجرة هي امتصاصها غاز ثاني اوكسيد الكربون، أحد أبرز الغازات الدفيئة وهي تساهم بالتالي في تخفيف حدة الاحتباس الحراري، وإنتاجها الاوكسيجين، العنصر الاساسي للصحة والسلامة العامة.ويقول الخبراء أن الشجرة متوسطة الحجم والعمر تنتج ما يكفي حاجة أربعة أشخاص من الأوكسجين، المادة الضرورية للحياة ولبيئة سليمة معافاة”.

واردف:” يسعدني أن أكون بينكم اليوم مشاركا افتتاح حديقة جبيل العامة الخضراء، نظرا لأهمية هذا الحدث على كافة الصعد وبخاصة على الصعيدين البيئي والاجتماعي.
وتحضرني هنا بعض الوقائع التاريخية في هذا المجال، وهي إن الحدائق العامة ليست وقفا على عالمنا الحديث بل عرفها الاقدمون وقدروا أهميتها. وكانت أغلى هدية يقدمها حاكم لشخص عزيز أو جماعة خاصة هي حديقة أو غابة مميزة.ولعل أهم الحدائق كانت “حدائق بابل المعلقة” التي أهداها الملك نبوخذنصر الى زوجته الملكة سميراميس، دليل محبة واكرام لها وذلك عام 615 قبل المسيح. كما وان البطاركة الاولين سعوا الى حماية غابات الارز في لبنان بإنزال عقوبة الحرم على من يتجاسر ويقطع أشجار الارز.كذلك فان الامير فخر الدين الثاني قام بغرس حرج صنوبر بيروت وقدمه هدية الى اهلها”.

اضاف:” كما وان الامراء العثمانيين انشاؤوا حديقة عامة هي حديقة الصنائع وأهدوها الى العاصمة اللبنانية. وفي أيامنا هذه نلاحظ سعي كافة الدول الى زيادة الرقعة الخضراء عند تخطيط مدنها، من خلال التشجير على جوانب الطرق وإنشاء الحدائق والمنتزهات العامة”.

ولفت الى ان “الحدائق العامة تعتبر الرئة التي تتنفس من خلالها المدينة، حيث الهواء انقى مما هو عليه في الاحياء المكتظة بالسكان او المناطق الصناعية الخانقة.
كما أن الحدائق العامة تتيح لهواة الرياضة ممارسة بعض التمارين الرياضية، وتجذب اليها الاطفال والاحداث حيث يلعبون فيها بأمان واطمئنان وتنقذهم بالتالي من تسلط وسيطرة الكمبيوتر والأنترنيت عليهم. وتساهم الحدائق العامة بتوطيد الروابط الاجتماعية بين الناس كبارا وصغارا وبخاصة بين الكهول والشيوخ الذين يؤمونها للاستمتاع بحرارة الشمس وإراحة الاعصاب، ولقاء الاصدقاء وتجاذب اطراف الحديث معهم”.

اضاف:” لذا عمدت وزارة البيئة الى التعاون مع بعض البلديات، ونذكر منها على سبيل المثال، في قضاء جبيل، كل من بلدية: قرطبا، ميفوق، القطارة، فتري، وبلدية جاج، وقام الوزير السابق محمد رحال بتوقيع عقود معها، سعيا منه لتوسيع الرقعة الخضراء عبر إنشاء حدائق عامة وغرسها بالأشجار والنباتات التزينية التي تتلاءم مع طبيعة ومناخ كل بلدة. كما ان الوزارة قامت ومن خلال الخطة الوطنية للتحريج، بتحريج 15 هكتارا من الاراضي المشاعية ضمن نطاق بلدية اهمج، كما انها قامت ايضا بتحريج 3 هكتار في منطقة اللقلوق العقارية. ونأمل في حال توفر التمويل اللازم، القيام بحملات تحريج لمساحات أوسع وذلك لمعالجة وإصلاح الخلل اللاحق بالتوازن البيئي والتنمية البيئية المستدامة، لأن الوضع امسى مقلقا وبات يهدد الصحة والسلامة العامة. ولكن عملية التنمية هذه لا يمكن ان تتم وتنجح ما لم يتوفر لها الجو المناسب والمناخ الملائم من الامن والهدوء والاستقرار”.

وتابع:” كلي ثقة وايمان بأن الرئيس العماد ميشال سليمان سيتمكن، بحكمته واعتداله وسعية الدؤوب وتنسيقه الدائم مع رئيسي المجلس النيابي ومجلس الوزراء وكبار المسؤولين، من ترسيخ اسس الوحدة الوطنية وتمتين أواصر الاخوة والمحبة بين جميع اللبنانيين، وقيادة السفينة وإيصالها الى شاطئ الامان. ولا افشي سرا اذا قلت أن منطقة جبيل نفضت عنها غبار الاهمال والحرمان والتهميش الذي عانت منه منذ أمد بعيد، وعادت عجلة البناء والاصلاح والتحسين والانماء الى الدوران على مختلف الصعد السياحية والبيئية والاجتماعية والثقافية، كل ذلك بفضل اهتمام وتوجيهات رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وغيرته على المصلحة العامة وعلى إزالة الحرمان والاجحاف اللاحقين بهذه المنطقة، وسعيا منه الى تطبيق مبدأ الانماء المتوازن في المناطق اللبنانية كافة وتنفيذا لمبدأ اللامركزية الادارية لما فيه خير المواطنين جميعا”.

وختم :انهي كلمتي هذه بالتعبير عن الشكر والتقدير والاحترام لرئيس بلدية جبيل الصديق زياد حواط والى اعضاء المجلس البلدي الكرام، على الجهود التي بذلوها من اجل تحقيق هذا المشروع الرائع الذي يقدمونه هدية الى اهالي حبيل الاحباء الذين يستحقون المزيد من التقديمات والعطاءات والمشاريع الانمائية، والذي يدل ويثبت ان جبيل كانت وتبقى مدينة خضراء للحرف والكتاب والاشعاع والرقي في العالم أجمع. وأرجو وأتمنى أن تقلدكم وتحذو حذوكم البلدات والمدن الاخرى في كل لبنان”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.