الحدث: اعتقدوا أنه توفي فرموه بين المدافن قبل أن تنقذه الشرطة البلدية

0

موقع التيار الوطني الحر ـ
ادمون ساسين:

عندما تتابع تعاطي بعض وسائل الاعلام مع قرار بلدية الحدت القاضي بمنع بيع الكحول في بعض المحال الصغيرة بعد الساعة العاشرة مساء ،تعتقد أن في زيارتك الى الحدت ستشاهد وترى صور قادة الثورة الايرانية الاسلامية ولافتات التكليف الشرعي من حزب الله بمنع بيع الكحول . هكذا حاول بعض وسائل الاعلام تصوير وتفسير القرار البلدي حتى أن احدى المحطات سألت رئيس البلدية جورج ادوار عون ان كان حزب الله وراء القرار وان كانت البلدية ستصدر قرارات أخرى تمنع تدريجيا منع بيع الكحول.
من أجل غايات سياسية وكسب بعض الاصوات وتنظيم حملة على بلدية “برتقالية” من خلال تصويرها خاضعة لحزب الله فسر وسائل الاعلام قرار البلدية مغلوطا وقدم صورة مشوهة الى الجمهور اللبناني.

لكن الزيارة الى الحدت والتحدث الى أهلها وسكانها والتجول في شوارعها والاستلهام من كهنتها تعطيك صورة قاطعة أن القرار البلدي بمنع بيع الكحول بعد الساعة العاشرة مساء جاء بناء لمناشدات الأمهات ومراجعات الاهالي للبلدية ورئيسها .

فالقرار البلدي لا يشمل المقاهي والمطاعم وأماكن السهر بل يطلب  من قبل بعض المحال الصغيرة المتخصصة ببيع الكحول عدم بيع المشروبات الروحية فقط بعد العاشرة مساء.

ارادت بلدية الحدت من هذا القرار منع تجمعات الشباب القاصرين بمعظمهم حول هذه المحال لاحتساء الكحول والسكر وازعاج المواطنين والاهالي والسكان وحتى المارين على الطرقات. فضلت البلدية مصلحة كل سكان الحدت على حوالى عشرة محال تبيع الكحول بعد العاشرة مساء وقررت مكافحة آفة السكر في الشوارع مع ما تحمل معها من آفات أخرى كالمخدرات وحبوب الهلوسة وأمور أخرى.

وفي هذا الاطار يروي أحد المتابعين لخلفيات القرار أن الأمور وصلت بفعل السكر في الشوارع والتجمع حول هذه المحال الى حد خطير جدا. ففي احدى الليالي كانت مجموعة من الشباب تحتسي الكحول في الشارع وقد وصلت في حال السكر الى مرحلة متقدمة جدا ما أدى الى فقدان أحد الشبان وعيه فظن رفاقه بفعل تأثير الكحول أنه توفي. فحملوه من دون وعي ورموه في مدافن الروم في الحدت. الا أن انقاذ هذا الشاب تم بعناية الهية اذ صودف مرور دورية للشرطة البلدية في الحدت قرب المدافن فلمحوا شابا ممددا فيها وما زال يتحرك فاسرعوا الى نقله الى المستشفى حيث بقي فيها خمسة عشر يوما لتلقي العلاج. هذه واحدة من الحوادث التي سببها التجمع حول بعض المحال الصغيرة لشرب الكحول والسكر.

كذلك يؤكد بعض أبناء الحدت أن التجول في الشارع أثناء وجود هؤلاء الشبان أمر متعذر بسبب الشتائم والمضايقات التي تصدر عنهم.

أحد كهنة البلدة رأى في القرار البلدي صوتا مكملا لرسالة مار بولس الذي كان يحارب الآفات في كنيسته ويحذر من خطرها على أبناء الرعية وعلى حرية الانسان وقيمته.

اذا يمكن لأي انسان أن يشرب الكحول في الحدت ساعة ما يشاء والقرار لا يهدف الا لمنع التجمع حول بعض المحال الموجودة بين المباني السكنية ومنع ازعاج المواطنين واقلاق راحتهم وهو ما طالب المواطنون باستمرار تطبيقه والتشدد بمحاضر الضبط في حق المخالفين والتي أصبحت ثلاثة حتى الآن وبلغت قيمة الضبط مليون ليرة على أن تتدرج في حال التكرار وصولا الى الاقفال.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.