سحب النفايات المشتعلة تخنق القرى البقاعية

0

صحيفة الأخبار ـ
رامح حمية:
تشكو فاطمة القرصيفي، ابنة حوش الرافقة، من دخان مكب النفايات، «ما فينا نفتح شباك بهالشوب لنشم نسمة هوا نظيفة… والله فطسنا. لا بالليل ولا بالنهار فينا نقعد برّا». بهذه العبارة تختصر القرصيفي مشكلة أبناء بلدتها الذين يعانون من الروائح الكريهة التي تلف كالضباب منازل حوش الرافقة والقرى المجاورة لها. بلدتا حوش الرافقة وتمنين التحتا هما من البلدات التي لا تملك نطاقاً عقارياً جردياً تتمكن من خلاله من إبعاد مكب النفايات عن المنازل، ما يضطر الأهالي إلى جمع النفايات في عقارات صغيرة يعملون على إحراقها يومياً بغية تقليص كمياتها الكبيرة.
ويصف رئيس بلدية حوش الرافقة رياض يزبك مشكلة مكبات النفايات وإحراقها «بالورطة الحقيقية التي تواجه البلديات، بالنظر إلى الشكاوى والاعتراضات اليومية من الأهالي، والتي وصلت إلى حدّ الخصام والخلافات، بسبب إشعال المكب وموقعه بين المنازل». ويلفت يزبك إلى أنّ موازنة بلدية حوش الرافقة المتواضعة لا تستطيع أن تتحمل أعباء نقل النفايات على نحو شبه يومي إلى معمل الفرز والمعالجة في زحلة، في الوقت الذي فشلت فيه كل محاولات نقل المكب إلى عقار آخر، كما يقول، «فالكميات اليومية كبيرة، ولا يمكن أن تستوعبها عقارات صغيرة، فهي تحتاج إلى100 دونم في السنة الواحدة، وبالتالي فإنّ إحراق النفايات بات ضرورة قصوى لتقليص الكميات اليومية.
ولا تقتصر مشكلة دخان مكبات النفايات المشتعلة على البلدات السهلية فحسب، بل تطال أيضاً البلدات التي اقتطعت من خراجها الجردي مساحات بهدف تحويلها إلى مكبات، لتتحكم الكتل الهوائية من بعدها في نقل سحب الدخان، إما إلى منازل البلدة ذاتها، وإما إلى قرى مجاورة لها، لتفرض المشكلة معاناة حقيقية على الجميع.
وفي هذا المجال، لا يبدو أنّ الوضع يختلف في بلدتي شمسطار وطاريا. فالدخان المنبعث أصبح مصدر إزعاج كبير للأهالي، في ظل موجة الحر القوية هذا العام. ويشير رئيس بلدية طاريا مهدي حمية إلى أنّه «لا مفر حالياً من إحراق الكميات الكبيرة من النفايات التي ترمى في مكب البلدة، في ظل عدم إمكان نقل المكب إلى مكان آخر». ويوضح الرجل أن «ضرر النفايات التي لا تُحرق سيكون أكبر بكثير، بسبب ارتفاع درجات الحرارة والروائح التي ستنبعث منها، فضلاً عن انتشار كل أنواع الحشرات والجرذان».
ويطالب حمية الأهالي بالتحمّل والصبر لفترة محدودة لا تتجاوز سنة واحدة، واعداً إياهم بحل المشكلة بعد الانتهاء من أعمال معمل فرز النفايات ومعالجتها وتسبيخها لمنطقة بعلبك ـــــ الهرمل». وفي الانتظار، يؤكد الرجل سعيه إلى تقليص عدد الأيام التي يجري فيها إحراق نفايات المكب، إلى يوم واحد في الأسبوع.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.