بيروت ومحيطها مفتوحان للأنفاق والجسور حتى العام 2013

0

صحيفة السفير ـ
زينب ياغي:
منذ التسعينيات حتى اليوم، وشوارع بيروت الكبرى، تشهد حفريات «مستدامة» في الطرق، ضمن مشاريع تأهيل البنى التحتية، من طرق وشبكات تمديد مجار صحية وكهرباء وهاتف.
وقد تم حفر عدد كبير من الطرق وأعيد تعبيدها أكثر من مرة، حتى صح وصف أحد السائقين لمشاريع التأهيل المستمرة بالقول: «لدينا في لبنان وزارة مستترة للحفريات، لا عمل لها سوى حفر الطرق».
وإذا صحت تقديرات مجلس الإنماء والإعمار، فإن مشروع النقل الحضري لبيروت والضواحي أصبح في مراحله الأخيرة، إذ انتهى العمل في نفق البربير، وما زال مشروع نفق الطيونة في طور التأهيل، بينما بدأ العمل في مشروعي نفق بشارة الخوري، وجسر المشرفية.
وتؤدي عمليات الحفر على طول الطريق الذي يصل بشارة الخوري بالطيونة، وصولا إلى المشرفية، وهي الطريق الرئيسية التي تربط الضاحية الجنوبية ببيروت، إلى زحمة سير خانقة، وانتشار للغبار في فصل الصيف الحار، يضاف إليها ورش بناء مجموعة من المباني على جانبي الطريق.
وكان يفترض انتهاء العمل بنفق الطيونة بشكل كامل قبل البدء بحفر نفق بشارة الخوري، للتخفيف من الازدحام والغبار، لكن عدم الالتزام بالأوقات المحددة لكل مشروع يؤدي إلى تداخل العمل في كل منها والتسبب بالفوضى على الطرق.
وقد تم تمديد وقت العمل بمشروع النقل الحضري من ست سنوات إلى تسع سنوات، لأسباب متعددة، بينها الأزمات السياسية والأمنية، وبينها طريقة عمل المقاولين التي تؤدي إلى البطء في الأعمال، وبينها اكتشاف كميات من المياه المتجمعة داخل الأنفاق أكبر مما هو متوقع لدى دراسة المشاريع.
وكان العمل بالمشروع قد بدأ في العام 2004، ومن المتوقع الانتهاء منه في العام 2013.
وبالإضافة إلى البربير والطيونة وبشارة الخوري، تشمل الأنفاق والجسور التي تم بناؤها مناطق الدورة وجل الديب وإنطلياس والمكلس والحايك وكنيسة مار مخايل وجسر المطار وغاليري سمعان وفرن الشباك والمتحف – العدلية.
كما شملت تثبيت مئتين واثنتين وعشرين إشارة ضوئية في بيروت والضواحي، لكن العمل لم يشملها كلها بعد.
ومن المتوقع بعد الانتهاء من كل تلك المشاريع، حفر العديد من جوانب الطرق مرة جديدة من أجل مد شبكات المياه، بدلا من الشبكة الحالية المهترئة، التي تصل المياه عبرها موحلة إلى الخزانات.
أما عندما ينتهي مشروع النقل الحضري، فلن يعود هناك متسع في بيروت لبناء المزيد من الأنفاق والجسور، الأمر الذي يرتب على الحكومة تنفيذ خطة عصرية للنقل العام.
بالإضافة إلى ذلك، تسبب تكريس المساحات العامة في العاصمة للطرق وللمباني ذات الشقق الواسعة، ولمواقف السيارات، بغياب المساحات الخضراء التي تفتقدها بيروت بشدة. ويسري الأمر نفسه على الضواحي حيث تجري عمليات البناء بوتيرة سريعة.
ويحدد تقرير مجلس الإنماء والإعمار المشاريع الجاري العمل على إنجازها حاليا كالتالي: في الطيونة، إنشاء الممر السفلي عند محور طريق صيدا القديمة – شارع عمر بيهم، وتأهيل الطرق الجانبية، وتحويل كامل شبكات البنى التحتية من مجاري مياه الشتاء وقساطل مياه الشفة وشبكات الكهرباء بتوتر منخفض ومتوسط وخطوط الهاتف.
وقد مول الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي نسبة تسعين في المئة من هذا المشروع، بكلفة خمسة عشر مليون وخمسمئة ألف دولار، ويتوقع الانتهاء منه خلال الصيف الجاري.
في بشارة الخوري، شق ممر سفلي عند التقاطع في اتجاهين، ويبلغ طوله أربعمئة مترا، وتشمل الأعمال تأهيل الطرق الجانبية والطرق الداخلية والأرصفة وإنشاء شبكة إنارة وتحويل كامل شبكات الكهرباء من خطوط توتر عال ومتوسط ومنخفض وتنفيذ البنى التحتية من مجاري المياه وقساطل مياه الشفة وخطوط الهاتف ووضع إشارات كهربائية وتشجير مساحات محددة.
ويمول المشروع صندوق أبو ظبي للتنمية بكلفة سبعة ملايين وستمئة ألف دولار، ويتوقع الانتهاء منه في ربيع العام 2012.
وهناك أيضا مشروع تقاطع طريق الشام مع جادة سامي الصلح، ويشمل إنشاء ممر سفلي لتأمين حركة المرور باتجاه العدلية والمتحف بطول مئة وخمسين مترا، ويتصل بمسارب بطول خمسمئة متر، بالإضافة إلى إنشاء جدران دعم من الخرسانة المسلحة وعبارات لتصريف مياه المطار. ويمول المشروع الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي بكلفة خمسة ملايين وثلاثمئة وتسعة آلاف دولار، وقد حددت فترة التنفيذ بخمسمئة يوم، ومن المتوقع الانتهاء منه أواخر العام 2012.
كما توجد مشاريع تأهيل في عدد من شوارع بيروت، هي شوارع حميد فرنجية وأرض جلول وعبد الله اليافي وعمر بيهم ومحمد الحوت وحبيب باشا السعد، ومنطقة المصيطبة، وتشمل أعمال تصريف مياه الأمطار والصرف الصحي والإنارة والتبليط والتزفيت، وهي ممولة بشكل مشترك بين مشروع الصندوق العربي وبلدية بيروت، وتبلغ كلفتها ثمانية عشر مليون دولار.
وخارج بيروت، يجري حاليا تنفيذ مشروع توسيع وتأهيل طريق الحازمية – صوفر، ويقوم المجلس بتنفيذ القسم الأول الممتد من بولفار كميل شمعون حتى مستديرة الصياد، بطول ألف وأربعمئة متر، مع الجسور والأنفاق المكملة له، وهي أربعة جسور يتراوح طولها بين مئة وأربعين ومئتين وأربعة وعشرين مترا، وثلاثة أنفاق بطول ثلاثمئة وخمسين مترا، وثلاثة جسور مشاة. كما يتضمن تحوير جميع الخدمات المتواجدة ضمن طريق الشام، وتشمل خطوط التوتر العالي بقوة ستة وستين كيلوفولت، وشبكات تصريف مياه المطار والمجاري وشبكات تغذية الهاتف ومياه الشفة، وتحوير خطوط التوتر العالي بقوة مئة وخمسين كيلوفولت المتواجدة ضمن طريق بعبدا – الحدث، وقسم من النفق الذي يمر في عرض طريق بعبدا – الحدث، والخدمات المتبقية ضمن الطرق المذكورة أعلاه. وقد مول المشروع الصندوق الكويتي للإنماء الاقتصادي، بكلفة اثنين وأربعين مليون وخمسمئة ألف دولار، ومن المتوقع الانتهاء منه نهاية العام الجاري.
أما كلفة النقل الحضري فقد بلغت مئة وخمسة وثلاثين مليون دولار.
إلا أنه لا توجد أي جهة احتسبت كلفة ما تتسبب به الفوضى في العمل، والتأخر في التسليم، والشروع في أكثر من مشروع في آن، من إهدار لوقت وأعصاب وصحة وسلامة المواطنين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.