المكاري في ندوة عن تغطية الاعلام للانتخابات البلدية: لا حل إلا بإنتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة وتطبيق الطائف

0

نظمت مؤسسة “مهارات” بالتعاون مع الإتحاد الأوروبي ندوة عن “تغطية وسائل الإعلام لعملية الانتخابات البلدية وسط أزمة نظام ومؤسسات معطلة: اي دور واية مسؤولية”، برعاية وحضور وزير الاعلام في حكومة تصريف الاعمال زياد المكاري، في فندق راديسون بلو – فردان، كما حضرها المسؤولة التنفيذية لـ”مهارات” رولا مخايل والاعلامي وليد عبود واعضاء مؤسسة مهارات وعدد من ممثلي الصحافة والجمعيات الاعلامية والقانونية والمجتمعية والفكرية.

عقيقي

قدم الندوة عضو مؤسسة مهارات حبيب عقيقي الذي قال: “وسائل الاعلام لها دور محوري وأساسي في أي استحقاق ديموقراطي وأهمه الانتخابات. فمسؤولية الصحافي والصحافية في الانتخابات البلدية تكمن بالممارسة الديموقراطية في الشأن الانتخابي لدورهما المهني والقانوني في هذا الاستحقاق”.

اضاف: “ان تقرير “مسؤولية وسائل الاعلام في الانتخابات البلدية” الذي أعدته مؤسسة “مهارات”، بالشراكة مع المفكرة القانونية ومركز أبحاث الإعلام والصحافة الأوروبي (MJRC) و بدعم من الاتحاد الأوروبي، ارتكز على تقديم المبادئ المهنية والقانونية في التغطية الانتخابية ودراسات حول التغطيات الإعلامية في الانتخابات السابقة، مع عرض لنتائج الاستبيان الذي نعمل مع مجموعة من الصحافيين للاستفادة من تجربتهم في الانتخابات السابقة عام ٢٠١٦ والتي شهدت ثغرات كثيرة في تغطيات وسائل الاعلام بهدف الاطلاع على حاجاتهم ولتأدية أفضل دور في التغطيات الانتخابية المقبلة”.

مخايل

وقالت مخايل: ” كان من المفروض ان تسبق هذه الندوة التي نعقدها اليوم التحضير للانتخابات البلدية، ولكننا قبل ساعتين من الجلسة التشريعية التي ستقرر مصير الانتخابات وارجائها لمدة اربعة اشهر او سنة، ونحن في انتظار قرار المجلس النيابي. أردنا ان نبقي على هذا النشاط لنقول انه من المفروض ان تكون تواريخ الانتخابات محترمة. ونشدد على دور الاعلام الكبير في هذا الاطار نظرا لحساسية التغطية الاعلامية في وقت الانتخابات، فالجو يكون مشحونا ويكون هناك شائعات وسقف مرتفع من الخطاب، ويصبح دور الاعلام مهما في التحقق من الانتخابات ومكافحة الشائعات وفي اعلام المواطنين بما يجري”.

اضافت: “اليوم هو مناسبة لان نطلق دراسة اعدتها “مهارات” عن المبادىء التي ممكن ان ترعى التغطية الاعلامية، والدروس المستقاة من المراقبة السابقة للتغطية الاعلامية والانتخابات في السنوات الاخيرة، والحصيلة ان صعوبات كثيرة تعترض الصحافيين، وهم مودودون معنا اليوم ويستحدثون عن تجربتهم بالتغطية في الانتخابات.

وتابعت: “اردناها مناسبة لنقول ان “مهارات” عملت جديا على قانون الاعلام والاصلاحات الاساسية، والتي تطال الاعلام والاعلان الانتخابي في قانون الانتخابات. والاكيد ان دورنا محوري ولكن تواجهنا صعوبات كثيرة وسنستغل وجود معالي وزير الاعلام معنا اليوم، ونتمنى ان تكون هناك متابعة لتوصيات هذه الندوة التي سنضعها في عهدة الوزير لنرى كيفية استرداد النقاش حول الاصلاحات الاساسية، الى حين نجهز للانتخابات ونصل الى مجالس بلدية تقوم بدورها الإنمائي”.

 

وزير الاعلام

وقال الوزير المكاري: “اود القول انني ومنذ استلامي مهامي في وزارة الاعلام قمت بقدر استطاعتي بالتعاون مع المجتمع المدني في كل لبنان. نحن على انفتاح تام مع كل هذه الجمعيات ونعتبر ان هذا النظام لا يمكن ان يكمل كما هو الان، والبرهان عدم تمكننا من بناء دولة او بلد او ادارة”.

وتابع: ” نحن نجتمع اليوم للنظر في الانتخابات البلدية، وهي ستؤجل بعد وقت في المجلس النيابي. حاولنا ان نغير موضوعنا اليوم ولكن لم نستطع خصوصا انه لا يمكن بناء دولة اذا ما كان هناك استمرارية للمؤسسات. وهذا الامر كلنا نلحظه في انتخابات رئاسة الجمهورية والتي هي اخطر من ان نؤجل الانتخابات البلدية او حتى الانتخابات النيابية. للاسف ان نظامنا يشمل عدة وسائل تسهل تعطيل العمل الديموقراطي وتسهل تعطيل انتقال السلطة واستمرارية الادارة واستمرارية المرفق العام، وهذا امر غير مقبول. واذا احتسبنا السنوات التي وقعنا فيها في الفراغ منذ 15 او 20 عاما تكون هي نصف السنوات التي مررنا بها”.

 

اضاف: ” ان رأيي الخاص وليس كوزير في الحكومة اللبنانية، لدي خوف من ان تحصل الانتخابات البلدية، واود ان يناقش هذا الموضوع. فالبلد يمر في مرحلة صعبة جدا، وأسال من الذي سيترشح للانتخابات؟ وهل نحن نستطيع ان نشكل مجالس بلدية جيدة من اشخاص طموحين وصادقين ومستعدين يضعون امكانياتهم الشخصية في خدمة الشأن العام وفي خدمة المواطنين. واؤكد في هذا الشأن انه لا يمكننا ان نرى هكذا اشخاص قادرين على استلام البلديات ويمكنهم ان يضحوا، لان كل فرد لا يمكنه ان يدير بيته في هذه الظروف، فكيف الحال في الشأن العام لا سيما وان هناك مشاكل كبرى مثل الجباية وغيرها مثل تشكيل اللوائح وغيرها الكثير”.

وقال: “لو يتأجل الموضوع لمدة سنة ونتمكن من انتخاب مجالس بلدية مناسبة لكان أفضل بكثير. طبعا هناك قوى تعارض اجراء هذه الانتخابات وتقابلها قوى تود اجراءها، هذا صحيح ولكن عمليا كنا سنصل الى مكان غير سليم لمستقبل البلديات في لبنان”.

وتابع: ” ان دور الاعلام لا ينحصر فقط بيوم الانتخابات بل ايضا قبل الانتخابات، من خلال التشجيع على المشاركة وتثقيف الناس على الاطلاع على قانون الانتخاب وشرح اهمية المجالس البلدية، والتوجيه الى اهمية مشاركة المرأة في الانتخابات البلدية اقتراعا وترشيحا، اضافة الى القاء الضوء على حق المواطن في الانتخاب والاختيار وكيفية الانتخاب بطريقة صحيحة من خلال وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة وكذلك وسائل التواصل الاجتماعي التي تسهم بشكل فعال في التأثير في المجتمع”.

اضاف: “من جهتنا كمؤسسات رسمية، نود ان نغطي الانتخابات بشكل متجرد من خلال نقل الصورة الموجودة لنعطي الناس خيار الاختيار وألا يكون هناك توجيه، لان الاصول هي في ان يختار الناس وفق آرائهم وليس بناء على توجيهات سياسية كما يحدث، لان الصراع السياسي في لبنان اصبح حادا والخطاب يذهب في اتجاه تقسيمي ومذهبي وطائفي، وهذا أمر مؤسف ومخيف. بصراحة، لا اجد حلا لهذا الموضوع الا بانتخاب رئيس الجمهورية وتشكيل حكومة جديدة وقيام مؤتمر تأسيسي وكذلك تطبيق اتفاق الطائف لكي تنتظم الامور من جديد”.

 

وقال: ” في موضوع الانتخابات، اكرر القول بوجود حق الوصول الى المعلومات وكيفية تنظيم علاقة الاعلام مع المرشحين، واود القول انه في فترة الانتخابات النيابية ونحن كتلفزيون لبنان لم نتمكن من استضافة اي مرشح لانه توجد آلية معقدة، اذ على المرشح ان يقدم طلبا الى هيئة الاشراف على الانتخابات ويدرس بعدها هذا الطلب، ولكن الاجراءات صعبة وتأخذ وقتا طويلا. لذا، فان على المحطات التلفزيونية الاخرى ان تقوم بعملها وتقوم بالرقابة الذاتية. كل وسائل الإعلام في لبنان وقعت على ميثاق شرف ولكن لا توجد آلية لتنفيذ هذا الموضوع. والاهم في الامر هو نقل المعلومات الصحيحة ونشر النتائج وشخصيا مع ان تقوم وسائل الإعلام بالاضاءة على الممارسات غير الديموقراطية من عنف او دفع رشاوى او تهديدات وغيرها. كذلك، فإني اشجع الصحافة الاستقصائية التي تضيء على مسائل شائكة، واحزن لان القضاء لا يتحرك في الوقت المناسب، الامر الذي يساهم بعدم بناء ادارة جدية ومسؤولة”.

 

وختم الوزير المكاري مشددا على “الدور الرقابي لوسائل الإعلام بعد الانتخابات ومتابعة البرامج التي أعدت سابقا ومراقبة عمل البلديات في هذا الشأن، وهذا امر اساسي لا سيما وان ست سنوات ستمر وهي مسؤولة عن حياتنا اليومية وحياة قرانا ومدننا بكل تفاصيلها. نحن في وزارة الاعلام نعمل كفريق ومستعدون لكل الاراء والاقتراحات والافكار البناءة التي تصب في مصلحة البلد”.

ثم ادار الاعلامي عبود الندوة متناولا “دور وسائل الإعلام في عملية الانتخابات البلدية في ظل عقبات ومشاكل كثيرة بسبب الوضع المتأزم والكارثي الذي يمر به لبنان وكيفية تفادي عدد كبير من العقبات القانونية والعملانية، وايضا لجهة انشاء قانون اعلامي عصري وجديد”.

وقدم المشاركون ملاحظات وتوصيات بخصوص قانون الإعلام ودراسته التشريعية والقانونية “بما يتناسب مع التطور الكبير الحاصل بهذا الشأن ومنها المواقع الإلكترونية والمواقع الاعلامية المنتشرة بشكل كبير ووسائل التواصل الاجتماعي كافة”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.