ميقاتي: مرأب طرابلس ليس أولوية وعلى سلام أن يستمع الى أهالي المدينة

0

1425472157_

جدد الرئيس نجيب ميقاتي “دعم أي مشروع إنمائي يفيد طرابلس”، لكنه اعتبر “أن طرح مشاريع لا تقدم فرص عمل ومشككوك في جدواها، أمر لا يتجاوز كونه مشروعا دون فائدة”.

وتناول في مؤتمر صحافي في مكتبه في طرابلس مشاريع المدينة، وقال: “أود ان اتقدم بالشكر من المجتمع المدني الطرابلسي الذي عبر عن ديناميكية وطنية وطرابلسية غير مستغربة على اهل مدينة إستهدفت بأمنها وإقتصادها وإنمائها، ومع ذلك لا تزال متمسكتة بتعدديتها ووحدتها وعزتها على رغم كل الويلات التي قاستها. الكل بات يعلم أن ما جرى من أحداث اليمة اودت بحياة مئات الضحايا مخلفة الآف الجرحى والأرامل والثكالى والأيتام، إنما كانت حربا على المدينة وأهلها لأغراض سياسية لم تعد تخفى على أحد. وتم تعطيل مشاريع طرابلس من خلال تلك الجولات التي اراد مفتعلوها ضرب أية إمكانية لاستنهاض المدينة ونهضتها،تحت شعار إسقاط الحكومة من طرابلس”.

وأضاف: “من منطلق قولي سابقا لنتصارع من أجل طرابلس لا في طرابلس عبرت وأعبر عن دعمي لأي مشروع إنمائي يفيد المدينة، ووجدت اليوم في هذا التحرك المدني السلمي خطوة إيجابية من أجل دفع الحكومة الى تحقيق المزيد من هذه المشاريع، الا ان مشروع بناء مرأب لا يقدم ولا يؤخر في معالجة المشاكل الكبرى والحقيقية، بل سيتحول، كما تحولت غالبية المشاريع الى خراب وبؤر تشوه تاريخ المدينة وحاضرها ومستقبلها. لو كانن إقامة المرأب جزءا من مشروع إعمار وسط المدينة (منطقة التل) لما ترددنا لحظة واحدة في تأييده وتأمين كل الوسائل لانجاحه وتمويله، لكن أن تطرح علينا مشاريع لا تقدم فرص عمل ومشككوك بجدواها فهذا أمر لا يتجاوز كونه مشروعا دون فائدة. وعلى الرغم من ذلك نقول إن اي خطة يقتنع أهل المدينة بجدواها الاقتصادية والاجتماعية هي خطة مرحب بها، ونحن حاضرون لاعادة النظر في موقفنا إذا اقتنعنا واقتنع أهل المدينة بذلك”.

وتابع: “للمدينة تجارب مرة مع مشاريع انشئت بمبالغ خيالية وتعطلت أو ضربت قلب المدينة القديمة، فمشروع الإرث الثقافي (سقف نهر ابو علي) تحول من حدائق غناء الى بسطات لتجارة الأحذية القديمة، والملعب الأولمبي الذي عوض ان يستكمل باقامة مدينة رياضية لأبناء طرابلس والشمال إستعمل مرة واحدة، ثم توقفت أعمال الصيانة فيه وإنهارت أجزاء منه وبات اليوم ثكنة عسكرية بسبب عدم إستعماله للغايات المرسومة له. أما الجامعة اللبنانية التي أمنت حكومتي التمويل اللازم لها، والتي من المفترض إنهاء العمل فيها كأولوية الأولويات، فقد تأخر العمل فيها، وها هي السنوات تمضي دون إتمامها. وقصر العدل الذي وضعنا له حجر الأساس عام 2001 لم ينته العمل به بعد. فبالله عليكم من يضع اولويات لمرآب من خارج خطة تطوير وسط مدينة قبل المشاريع التي أسلفت”.

وقال: “نحن نقول إن خطة متكاملة، معروفة بدايتها من نهايتها، هي مقبولة وفق أولويات تأتي بالتراتبية من خلال مشروع النهوض الاقتصادي. ورفض مشروع بعينه لا يجب ان يعني بأي حال من الأحوال منع المبلغ المخصص له من أن يصرف على مشاريع أخرى تحتل الأولوية، من بينها مثلا مشروع زيادة تغذية طرابلس بالتيار الكهربائي. وفي هذا السياق أوجه نداء الى دولة رئيس الحكومة الاستاذ تمام سلام أن يأخذ هذا الموضوع برعايته ويستمع الى كل أهالي المدينة من أجل وضع أولويات لهذه المشاريع. واناشد بلدية طرابلس، وهي المولجة الأولى بالأعمار الداخلي لكي تنظر بالمشاريع الموجودة لديها. وقد عقدت عدة اجتماعات مع رئيس البلدية ولديه لائحة بالمشاريع المطلوبة للمدينة من اجل تنميتها.

نحن اشد الناس إيجابية، ولا نقبل بأن نمارس التجاذب السياسي لارباك او ايقاف اي مشروع فيه خير عام للمدينة. فاذا قام من يعتبر نفسه خصما لي باقامة مشروع تنموي أصفق له، واقف الى جانبه واتعاون معه لانجاح هذا المشروع، ولكن ان يتمركز الخير، كل الخير، خارج مدينتي وتترك لها جوائز ترضية ، فهذا امر لا يرضاه اهل طرابلس، ولا نرضاه نحن. في خلال اجتماعي بالأمس مع هيئات المجتمع المدني تمنيت ابقاء التجاذب السياسي خارج مشاريع طرابلس. انا احد ابناء طرابلس واشعر ان هذا المشروع كأنه يقدم رشوة للمدينة من دون اية فائدة”.

وأكد “أنني أقف داعما لكل توجهات أبناء مدينتي ولتوجهات المجتمع المدني وأقول لا لمرآب ساحة التل بمفرده، بل نحن مع مشروع متكامل يساهم في إنهاض منطقة التل اقتصاديا وتجاريا وسياحيا ويشكل عامل استقطاب وجذب لكل أبناء المناطق اللبنانية والسياح مما يخلق فرص عمل لابناء المدينة وعندها يكون المرأب ذا جدوى تعود بالنفع على المدينة ككل. ويجب تكليف لجنة من الخبراء تشارك فيها نقابة المهندسين لتقرير ما اذا كانت هذه المشاريع في موقعها الصحيح. طرابلس تستحق الكثير.طرابلس عاصمة لبنان الثانية. طرابلس كانت وستبقى بأهلها ومجتمعها وعيشها الواحد وتاريخها. ومستقبلها باذن الله”.

أسئلة وأجوبة
وقال ردا على سؤال: “هناك مبالغ ستهدر في هذه المدينة في غير مكانها الصحيح لأن مشروع المرأب لا يشكل أولوية. قبل ليلة من اجتماع البلدية التقيت اعضاء من المجلس البلدي واتفقنا على إشتراط ان يكون هناك مشروع متكامل للمنطقة المحيطة بالمكان المقترح للمرأب. وفي القرار الذي صدر لم يشر الى هذا الموضوع بوضوح بل وردت فقرة تتمنى على مجلس الانماء والاعمار وضع خطة متكاملة. التمني لا يفيد ويجب ان يكون تلزيم انشاء المرأب متلازما مع المشاريع الأخرى”.

أضاف: “لنأخذ مثلا تجربة محطة شارل حلو في بيروت والمشيدة فوق الأرض، ومع ذلك فهي لا تؤدي غرضها الحقيقي. ايضا البعض ينسى أن هناك مرأبا اساسيا مكتمل المواصفات شيد ايام الرئيس رفيق الحريري في منطقة بئر حسن من أجل الانطلاق الى الجنوب ولا يزال حتى الآن مقفلا. ادارة المرأب في ذاتها ليست مسألة سهلة، لأن اي انقطاع للتيار الكهربائي مثلا سيتسبب باختناقات ومشكلات”.

سئل: دولتك توجه نداء الى الرئيس تمام سلام وهو غير معني بالموضوع حتى، لأن القرار عند الرئيس سعد الحريري.
أجاب: “دولة الرئيس تمام سلام هو رئيس الحكومة وله الدور الراجح، والحكومة هي التي تقرر، وانا لا اقبل ان يقال أن لا كلمة لرئيس الحكومة في الموضوع. مع احترامي للرئيس سعد الحريري، الا أن الرئيس سلام لديه شخصيته ووجوده. كفى نيلا من مركز رئيس الحكومة والقول ان ليس له كلمة. الرئيس سلام هو رئيس الحكومة وهو الذي يملك الكلمة الفصل”.

وعن أسباب التأخر في صرف مبلغ المئة مليون الذي أقر لطرابلس أجاب: “نحن أقررنا مبلغ مئة مليون دولار لطرابلس، ويحكى الآن أن المبلغ أصبح 65 مليون دولار. فكيف تحول المشروع الى “دايت” وفق ما لفت اليه النائب السابق مصباح الأحدب بالأمس؟ عندما اقررنا في الحكومة التي رأستها مبلغ مئة مليون للمدينة بطلب منا، نحن وزراء طرابلس، طلب وزراء آخرون مبالغ لمناطق اخرى وتم الاتفاق على اقرار مبلغ مئة مليون دولار لطرابلس بمرسوم مستقل، ومبلغ 300 مليون دولار لمناطق اخرى بمرسوم ثان، الا ان وزارة المال رأت ان المالية العامة لا تتحمل صرف هذا المبلغ الكبير. ليس الموضوع استهدافا لطرابلس، وقد صرف من اصل المبلغ المقرر لطرابلس مبلغ تسعة مليارات و260 مليون ليرة لغايات التزفيت”.

وردا على سؤال قال: “في خلال اجتماعنا كوزراء طرابلس قدم الينا مجلس الانماء والاعمار لائحة بالمشاريع المقترحة من بينها موضوع المرأب، لكننا أجبنا بأن هذا المشروع لا نراه أولوية، والاساس في رأينا هو انشاء الطريق الدائري، وانهاء الاوتوستراد الغربي وبناء مجمعات تربوية وتنمية حارة التنك في منطقة المينا واقامة مشروع تنموي لمنطقة التبانة مقسم على 12 منطقة. ونتمنى ان يستكمل درس هذه المشاريع وتنفيذها”.

وهل ما يحصل هو عودة الى وصاية معينة على طرابلس أجاب: “من يعرف طرابلس وتاريخها يعلم انها لا تخضع لوصاية أحد، وهذا الكلام غير موجه لشخص محدد، واتمنى عدم تحوير الموضوع عن طابعه الانمائي الى صراعات جانبية. الكل “بيمونوا” اذا كانوا حقا يريدون مصلحة طرابلس، سواء كانوا من طرابلس او خارجها. كلنا معنيون ولا يجوز ان يعتبر أحد انه وحده من يقرر وأن لا أحد يقف بوجهه. هناك مجتمع مدني يتحرك ويتفاعل، وهو يمثل الرأي الأخر، فليتم التحاور معه بطريقة هادئة، وليبت الموضوع فنيا”.

وردا على سؤال عن خطة التحرك في حال لم يتجاوب رئيس الحكومة وبلدية طرابلس مع الاقتراحات قال: “نحن نبدي وجهة نظرنا ومتأكدون من حكمة رئيس الحكومة في معالجة الموضوع، وسنظل نتابع النقاش في الموضوع لتحقيق التنمية في عاصمة الشمال، آخذين في الاعتبار هواجس المجتمع المدني”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.