أزمـة نفـايـات متجـددة فـي النبطيـة.. وأهـالـي ميفـدون يحـذرون مـن التصعيـد

0

صحيفة السفير ـ
عدنان طباجة:

ما إن فرجت أزمة النفايات في منطقة النبطية من خلال البدء باستعمال الشركة المتعهدة جمع ونقل نفايات اتحاد بلديات الشقيف المكبّ المستحدث في خراج بلدة زوطر الغربية الواقع على حدود بلدة ميفدون العقارية أواخر الأسبوع الفائت، حتى ثارت ثائرة العديد من أهالي ميفدون الذين اندفع العشرات منهم إلى مكان المكبّ وأشعلوا النيران فيه، مانعين الشاحنات المحملة بالنفايات من الوصول إليه، وأعادوها من حيث أتت. ونفذوا اعتصاماً في محيطه رفضاً لوجوده في المنطقة، وبذلك فشلت كل المحاولات السياسية والبلدية المعنية التي استمرت أسابيع طويلة في تشريع وجود المكب، لتعود مشكلة النفايات في المنطقة لتراوح مكانها، بانتظار الحلّ الجذري المتمثل بإنشاء معمل لفرز النفايات فيها، وذلك ما يعمل «اتحاد بلديات الشقيف» والمسؤولون المعنيون على تحقيقه بالرغم من الصعوبات والعقبات التي تواجهه، والتي لا تقل عن مثيلتها التي تعترض استحداث المكبّ المركزي للاتحاد، تخوفاً من آثارهما الصحية والبيئية السلبية على أهالي المناطق المجاورة لهما.
وبينما يجهد عدد من بلديات المنطقة، بالتعاون مع الشركة المتعهدة جمع ونقل نفايات «اتحاد بلديات الشقيف» للتخلص من نفاياتها في مكبات مؤقتة، استحدثتها في محيطها، تبدو الأزمة واضحة في شوارع وأحياء مدينة النبطية التي تكدست النفايات فيها وانتشرت روائحها في الأجواء، نظراً لعدم وجود مكبّ فيها، جراء ضيق مساحتها العقارية المكتظة بالأحياء والمباني السكنية. ويوضح رئيس بلدية النبطية الدكتور أحمد كحيل أنه تخفيفاً للمشكلة في المدينة، «باشرت البلدية اعتباراً من بعد ظهر أمس بنقل النفايات المجمعة في الشوارع والأحياء إلى مكبّ مؤقت في محاذاة جادة الرئيس نبيه برّي بين النبطية وكفررمان، بالرغم من قربه من الأحياء السكنية. وقد اضطرت للجوء إلى ذلك، على أن تعمل جرافة تابعة للبلدية على طمر هذه النفايات في المنطقة مؤقتا ريثما يتم إيجاد المكب المركزي لنفايات اتحاد بلديات الشقيف، من قبل الشركة المتعهدة جمع ونقل نفايات الاتحاد»، آملاً «أن تتمكن من ذلك في أسرع وقت تلافياً لتفاقم هذه المشكلة في المقبل من الأيام»، مطالباً بـ»عدم اعتماد الحلول الترقيعية التي أوصلتنا إلى ما نحن فيه الآن».
وجدد أهالي ميفدون اعتصامهم في باحة حسينية البلدة أمس احتجاجاً على وجود المكبّ في محيط بلدتهم وسط الهتافات المطالبة بإقفاله ومنها: «الشعب يريد إغلاق المكب». واعتبر إمام ميفدون الشيخ حسان ارطيل باسم المعتصمين «أن إقامة مكب اتحاد بلديات الشقيف على حدود ميفدون هو تهديد لأمنهم الصحي والبيئي ومياههم الجوفية»، داعياً «البلديات المعنية لتحمل مسؤولية نفاياتها»، لافتاً إلى أن «ضرر المكب هو أشد وأقسى خطراً من البناء العشوائي على المشاعات والأملاك العامة»، محذراً من «عدم سكوت الأهالي على هذه الجنحة الموصوفة». وأكد أنهم «سيمنعون كل شاحنة تنقل النفايات إلى المكب بكل الوسائل المتاحة». وكان أهالي ميفدون قد رفعوا كتاباً لمحافظ النبطية القاضي محمود المولى طالبوا فيه اتحاد بلديات الشقيف بـ «إصدار قرارٍ بإلغاء المكب». كما طالبوا رؤساء البلديات المعنية والجهات الرسمية والسياسية، بـ»التجاوب والتحرك لوقف التهديد اليومي لصحتهم وبيئتهم»، داعين البلديات المعنية إلى «تحمل مسؤولية نفاياتها كي لا ينتقل الضرر إلى مكان آخر وكي لا تستبدل المشكلة بمشكلة مماثلة». كما دعوا للتحرك المستمر من أجل إلغاء المكب بكل الوسائل السلمية، وإيصال أصواتهم إلى الرأي العام لأن صحتهم وصحة أطفالهم خط أحمر، ولن يسمحوا لأحد بالتهاون بها.
ويعترض مختار ميفدون علي صفا على وجود مكب نفايات اتحاد بلديات الشقيف على حدود بلدة ميفدون لقربه من المنازل السكنية ومبنى المدرسة الرسمية، والبئر الارتوازية، «التي لا تبعد أكثر من مئة متر عنه، ولتأثيره سلباً على المياه الجوفية في المنطقة، لا سيما أن الوادي القريب منه هو مصدر لنبع القصيبة، الذي يشرب منه الأهالي»، مطالبا «المسؤولين السياسيين وبلدية ميفدون، بعدم إفساح المجال لتحويل المنطقة إلى مكبّ كبير للنفايات التي سترمى فيه من مناطق جزين والنبطية وبنت جبيل»، محذراً من لجوء الأهالي إلى الإجراءات السلبية إذا لم يُعالج الأمر بسرعة. ويرى عضو المجلس البلدي علي ناصر الدين أنه «من شأن المكب المذكور تلويث المنطقة بالروائح الكريهة ودخان الحرائق المنبعثة منه، ما سينعكس سلباً على صحة المواطنين وسلامتهم وبيئتهم وهـــوائهم وترابهم، وسيحول المنطقة إلى مرتع للكلاب والقـــطط الشاردة والحيوانات البرية والحشرات المختلفة، لا ســـيما في ظـــل عدم التزام الشركة المتعهدة نقل النفايات بكل المعايير والقوانين الصحية والبيـــئية من طـــمر ومراقبة وعدم إشعال الحرائق كما يحدث اليوم». وحـــذر «من دخول شاحــنات النفايات إليه مجدداً، ورمــي النفايات فيه تحت طائلة المسؤولية».

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.