تجديد التعاون بين جامعة الروح القدس وبلدية زوق مكايل: تحالف استراتيجي يغطي ميادين الثقافة والتنمية

0

zoukmkael-university

جددت جامعة الروح القدس – الكسليك ممثلة برئيسها الأب هادي محفوظ، اتفاقية التعاون مع بلدية زوق مكايل ممثلة برئيسها رئيس اتحاد بلديات كسروان الفتوح المحامي نهاد نوفل، في احتفال حضره النائب البطريركي العام على أبرشية صربا المارونية المطران بولس روحانا وأعضاء مجلس الجامعة والمجلس البلدي وشخصيات إعلامية.

ويشكل هذا التعاون مقاربة رائدة في ما يتعلق بالشراكة بين القطاعين العام والخاص والمسؤولية المؤسساتية في لبنان والمنطقة، وتقوم الشراكة على تبادل المعرفة والخبرات والموارد المتاحة وإيجاد حوافز (مسابقات أو مكافآت) لتكون المحرك الصحيح لبعض المشاريع، على سبيل المثال: العلامات التجارية للمؤسسة، تصميم وتجديد إحدى الأحياء، وتطوير أو إنشاء موقع إلكتروني وابتكار برامج معلوماتية، إلخ.، مثل هذه المبادرات هي المفتاح لتعزيز الإبداع والحلول المبتكرة. أما مجالات التعاون فتشمل التعاون الثقافي، حيث يلعب الطرفان دورا تاريخيا في تعزيز الثقافة على المستويين المحلي والوطني من خلال المؤسسات والإدارات التابعة لهما. ويمكن أن يتم التعاون على مستوى: تنظيم النشاطات الثقافية بهدف تعزيز الثقافة وتشجيع المواهب الشابة، مشاركة الخبراء والكليات في وضع خطة عمل تثقيفية تستهدف ليس فقط مدينة زوق مكايل ولكن منطقة كسروان ككل، إنتاج نسخ رقمية من الوثائق القديمة والمحفوظات المتوفرة لدى بلدية زوق مكايل ومنح نسخ رقمية منها لمكتبة جامعة الروح القدس، دعم عملية خلق هويات مميزة للمؤسسات الثقافية المختلفة في زوق مكايل (لا سيما بيت الشباب والثقافة، إلخ…) من خلال المسابقات، مواصلة التعاون الذي بدأ عام 2010 مع كلية الفنون لإنتاج الأعمال الفنية الجديدة عبر استخدام تقنية النول، تهدف هذه المشاريع الرائدة إلى استحداث وظائف للمصممين والحرفيين، على أن تساعد الجامعة في الحفاظ على التراث الثقافي، والتعاون مع كلية إدارة الأعمال لوضع دراسة لتسويق وتصريف الإنتاج، وتقديم الدعم في مجال تكنولوجيا المعلومات للمؤسسات الثقافية المذكورة بما في ذلك تصميم البرمجيات ومواقع الانترنت”.

وتنص الاتفاقية على “التعاون من أجل التنمية المستدامة، تعتبر بلدية زوق مكايل قدوة للبلديات الأخرى في لبنان، وتلعب دورا قياديا في الاستثمار في البنى التحتية المستدامة. أما جامعة الروح القدس فهي أول مؤسسة خاصة للتعليم العالي في جبل لبنان وهي رائدة في تكييف حرمها الجامعي مع المعايير البيئية، والاستثمار في الحصول على أحدث التكنولوجيا والتعاون مع أرقى البلدان وأفعلها في العالم وفي هذا المضمار. يقوم هذا التعاون على أسس تأمين القوة البشرية والخبرة من جانب إحدى المؤسستين وتوفير حقل البحث والتطوير في مجال الإدارة العامة من قبل المؤسسة الأخرى”.

نوفل
واشار نهاد نوفل الى ان “بحث البلدية الدائم عن كل جديد مفيد لأهلها وسكانها، وناجع للوطن ككل. وها هي اليوم تواصل ارتقاء ريادتها ونجاحها في مضمار جديد. إن التنمية البلدية لا يمكن أن تقوم بعمل مفرد من دون شركاء، فكيف إذا كان هذا الشريك من حجم جامعة الروح القدس، وهي التي تتواصل منارة أكاديمية في منطقة كسروان، وتشع على لبنان، كل لبنان”.

وأشاد بالأب محفوظ، واصفا إياه “بالرئيس المتنور، الطموح، المقدام، المجدد، المثابر في حفر جبل المسؤولية الضخمة بإبرة الإيمان العميق”، مؤكدا أن الجامعة “شهدت في عهده وثبة أكاديمية وتنظيمية وعمرانية جبارة”، موضحا ان “هذا التحالف الاستراتيجي أنموذج يحتذى، فالبروتوكول المتجدد درس بتأن مسؤول، وصيغ بدقة بإشراف الأب الرئيس الذي أعطاه من وقته الثمين ورعايته العلمية الثاقبة. إنه البروتوكول – الأنموذج لأن التعاون فيه يغطي كل ميادين الثقافة والتنمية المستدامة، فيه يتداخل نشاط بلدية زوق مكايل الثقافي مع مختلف كليات الجامعة خصوصا أن زوق مكايل – كما جامعة الكسليك – باتت تملك بنى ثقافية مهمة تسمح لهذا الشق من البروتوكول بالتألق الأكيد”.

محفوظ
من جهته، عاد الأب هادي محفوظ بالتاريخ إلى عدة عقود من السنين، “حين بدأ كل لبناني يأخذ طريق الساحل، يبتسم حين يصل إلى زوق مكايل، ليس فقط طاعة لما أعلنته بلدية الزوق، بل أيضا فرحا بروح خلاقة وبإبداع يجسد الروح اللبنانية الفرحة والخلاقة والمبدعة، روح الفكاهة وحسن التعامل والضيافة، ابتسم، أنت في الزوق، ذاك هو الإعلان”.

أضاف: “اليوم، عند رؤية ما تحقق في زوق مكايل، ترتسم أيضا على الوجه ابتسامة، مؤكدة الفرح عند اللقاء الأول بزوق مكايل وعند الابتسامة الأولى، ومتيقنة فرح سر الإنسان والطبيعة. وبين الابتسامتين، ابتسامات كثيرة، وتاريخ يرمي ذاته تحت أنظارنا وتأملنا”، داعيا الى “عدم الاستسلام إلى ثقافة الانهزامية والى حضارة “المعليش”. صحيح أن الإنسان لا يتحكم بالدنيا وبمجرياتها بشكل مطلق، فتجري الأمور بشكل لا يفهمه عقل إنسان، فهو ليس سيد التاريخ، بل الله سيده. ولكن الحق أيضا هو أن الإنسان مدعو، وفق رغبة الله خالقه، إلى العمل في الأرض، من أجل نموها. كل إنسان مدعو إلى المساهمة في إنجاح حياته وحياة الآخرين. لهذا، على كل منا ملء مكانه في المجتمع، والتفتيش عن خيره وخير الآخرين أو خير المجتمع. الأنا التي تريد أن تنمو على حساب النحن، تسقط. والنحن الذي يريد أن ينمو سحقا للأنا، يسقط أيضا. وحدها المحبة والخير والطيبة عنوان النجاح في الحياة الشخصية وفي العمل الاجتماعي”.

وتابع: “في زوق مكايل، عمل وفق منطق الخير العام، على كثير من الصعد: التراثي، والثقافي، والفكري، والحضاري، والبيئي، والتربوي، والانساني. ووراء هذا النمط على الأخص رجل، اسمه نهاد نوفل، فتح أبواب زوق مكايل مع فريق عمله، مشرعة على الحضارة اللبنانية والعالمية، فعقد الاتفاقات الكثيرة التي درت الخير الكثير على هذه المدينة. فانسكبت فيها آيات من الجمال الذي يصقل الشخص البشري ويجعله محققا انسانيته بشكل أكمل. وعكست وجه لبنان الحضاري الى العالم كله”.

ورأى ان “هذه المبادئ التي تكلمت عنها هي محرك العمل في الجامعة، التي لا تأبه للمصاعب بل تحملها معها في مسيرتها الى الأمام، في خدمة نمو الانسان. هذه الجامعة هي إبنة الرهبانية اللبنانية المارونية التي حاكى تاريخها مئات السنين، والتي اتسمت باسم لبنان. لذا تتفاعل الجامعة مع مجتمعها القريب والبعيد وتعقد الاتفاقيات من أجل خير العمل الجامعي فيها ومن أجل نمو المجتمعات والانسان. وتسعد اليوم أن تجدد اتفاقية التعاون في ميادين عديدة قدر المستطاع، مع بلدية رائدة كبلدية زوق مكايل”.

وبعد تبادل الهدايا التذكارية، توجه الحضور إلى عشاء أقامته البلدية للمناسبة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.