شورى الدولة يحل بلدية البيرة

0

صحيفة السفير ـ
نجلة حمود:
تجاوزت بلدة البيرة المرحلة الأولى من أزمتها أمس، كما يشتهي الأعضاء المعارضون فيها. وذلك بعد صدور قرار «مجلس شورى الدولة» بإبطال العملية الانتخابية، بعد مرور ثلاثة أشهر على الانتخابات الفرعية، ليقفل بذلك باب الاجتهاد حيال القضية، التي انفجرت في البلدة منذ أشهر. وأدت الى شرخ عائلي كبير، جراء الاصطفافات القوية بين لائحتي «ربيع البيرة» برئاسة الرئيس السابق محمد وهبي و«لائحة المستقبل ودعم الثورة السورية» التي لم يتم تحديد رئيس لها.
وكانت الخلافات في البلدة قد تطورت أكثر من مرة إلى إشكالات أمنية متفرقة. كما أدت إلى شرخ كبير داخل «تيار المستقبل»، الذي عمد إلى دعم فريق ضد آخر، بالرغم من أن غالبية الناخبين مؤيدون له. وبالرغم من فوز «لائحة المستقبل ودعم الثورة السورية» بـ11 عضواً، مقابل ثلاثة أعضاء لـ«لائحة ربيع البيرة»، إلا أن اللائحة الأولى لم تتمكن من تعيين رئيس توافقي للمجلس بعد أربع دعوات متكررة من قبل قائمقامية عكار. وذلك بسبب كثرة الطامحين للرئاسة والحسابات الشخصية الضيقة للأعضاء، الأمر الذي انعكس سلبا على الجو العام في البلدة، الذي انقلب من مؤيد لانتخاب رئيس إلى مطالب بحل المجلس في أسرع وقت. ويمكن القول إن التاريخ يعيد نفسه في البلدة التي على ما يبدو أن أي استحقاق انتخابي لا يمكنه أن يمر مرور الكرام. وذلك بسب الخلاف المستشري بين عائلات البلدة المنقسمة على أساس طبقي، والتي عملت التوجهات السياسية المختلفة الى تغذيتها، حيث نجح محمد وهبي في العام 1998. وهو من عائلات الفلاحين، من حلّ المجلس البلدي الذي كان يرأسه شخص من عائلة مرعب، وإعادة الانتخاب ليفوز بكامل الأعضاء ويستلم الرئاسة حتى العام 2004، حيث عاد وترأس المجلس بكامل أعضاء اللائحة حتى العام 2010 عندما فاز الدكتور إبراهيم مرعب برئاسة المجلس. إلا أنه لم يتمكن من إدارة شؤون البلدة بسبب الخلافات بين الأعضاء. وهو ما أدى في نهاية المطاف إلى حلّ المجلس البلدي أيضا بقرار من «مجلس شورى الدولة» بحجة الإثراء غير المشروع.
وقد تكرر الأمر نفسه في الانتخابات الفرعية الأخيرة حيث أعطت المخالفات الكبيرة التي جرت خلال العملية الانتخابية، لجهة عدم احتساب الصندوق الثامن بعدما جرى تحطيمه وتمزيق محتوياته، واحتساب الأصوات الـ24 الذين رجحوا فوز اللائحة المنافسة بالرغم من تنظيبم رؤساء الأقلام محاضر ضبط بهذه الأصوات. فضلاً عن العريضة التي رُفعت إلى قائمقامية عكار بالتكليف رلى البايع، وإلى وزير الداخلية والبلديات مروان شربل، للمطالبة بعدم الدعوة مجدداً إلى انتخاب رئيس لمجلس بلدية البيرة المنتخب حديثا، وبالتالي حلّ المجلس.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.