انطلاق حراك الانتخابات البلدية سياسياً وعائلياً في عكار

0

صحيفة السفير اللبنانية ـ
نجلة حمود:
انطلقت التحضيرات والاستعدادات للانتخابات البلدية المقبلة، وذلك مع إعلان وزير الداخلية والبلديات مروان شربل إجراء الانتخابات البلدية الفرعية في 6 من أيار المقبل في 19 بلدة عكارية، من ضمنها أربع بلديات منحلة، هي، جبرائيل، والقنطرة، وتكريت، والبيرة. و16 بلدة مستحدثة، منها 6 في منطقة وادي خالد، التي تضم 24 قرية وبلدة، وهي، وادي خالد، وبني صخر، وجرمنايا ـ الرامة، والعماير – رجم عيسى، والفرض، كروم عرب، لتضاف إلى الدغلة، والمجدل، والشقدوف، والقرنة، وضهر القنبر، وغزيلة، وبرباره، وعدبل، ومنجز.
وبالرغم من بعض التحفظات على قرار شربل، الذي «جاء مخالفا للنص القانوني»، وفق عدد من محامي المنطقة، الذين كانت لديهم نية جدية للتقدم بطعن باسم المتضررين من القرار، وتحديدا لجهة توجيه الدعوة للانتخابات خلال شهرين وليس قبل شهرين، «جاء قرار شربل مجحفا بالنسبة للعديد من القرى العكارية التي استثنيت من الانتخابات كبلدات العوادة، والهيشة، ورماح، وخط البترول، التي تحاول منذ سنوات استحداث بلديات فيها». وتؤكد فاعليات تلك القرى أن «ملفاتها جاهزة منذ ثلاث سنوات في الوزارة، ولا ندري لماذا تم استثناؤنا من الانتخابات»، كما تفاجأت بلدة عين يعقوب والقليعات بعدم الدعوى لانتخاب هيئة اختيارية فيها.
ومن الواضح أن الانتخابات التي يجري التحضير لها سريعا، بهدف كسب الوقت، ستشهد معارك حامية على خلفيات سياسية بغطاء عائلي، حيث بدأت الاتصالات واللقاءات على أعلى المستويات، ويمكن القول إن ما تشهده المنطقة من حراك سياسي وعائلي إن دل على شيء إنما يدل على حجم المعركة والمأزق الذي تواجهه القوى السياسية النافذة، وتحديدا بالنسبة لـ«تيار المستقبل». وذلك بهدف الإمساك بمفاصل العملية الانتخابية التي تأتي قبل عام واحد من الانتخابات النيابية، لذلك يرى فيها البعض معركة إثبات وجود، بينما يتوجه البعض الآخر إلى عدم تبني فريق معين ضد فريق آخر بهدف تجنب التجربة الانتخابية السابقة التي أكدت أن حسابات الانتخابات البلدية التي يبقى للعائلات الكلمة الفصل فيها مختلفة عن الانتخابات النيابية.
وتشهد بلدة البيرة حراكا لافتا بين مكوناتها الاجتماعية ومرجعياتها العائلية بهدف التحضير للانتخابات المرتقبة، ويبدو وجود توجهين داخل عائلة مرعب، حيث تسعى «الجامعة المرعبية» الى إيجاد صيغة توافقية تجنب البلدة التي يبلغ عدد ناخبيها 4700، انقسامات حادة بينما يعتبر الطرف الآخر أن المعركة المقبلة ستكون معركة إثبات وجود بالنسبة لعائلة مرعب. وبالرغم من أن الأطراف المعنية لم تحسم خياراتها بعد بالترشح للمرحلة المقبلة، إلا أنها لا تخفي بداية العمل وإعادة التواصل مع وجهاء العائلات، والأطراف السياسية المعنية بهدف تركيب لوائح تضم أعضاء منسجمين في ما بينهم وذلك تفاديا لعودة الأمور إلى ما كانت عليه سابقا.
أما في بلدية تكريت (4400 ناخب)، فتتجه الأمور إلى تشكيل لوائح على خلفيات سياسية بين فريقي 8 و14 آذار. والواقع نفسه يترجم في بلدية جبرايل (1300 ناخب، التي شهدت في السابق خلافات بين أعضائها على خلفية توجهاتهم السياسية، ما أدى إلى حلّ المجلس البلدي، كما أطاحت الخلافات الشخصية في المجلس البلدي لبلدية القنطرة التي تضم (900 ناخب). أما البلديات المستحدثة وتحديدا في وادي خالد فإن الكلمة الفصل ستكون للسلطة العشائرية، ومن المرجح أن يتم التوافق واقتسام المقاعد مناصفة بين العشيرتين الرئيستين في المنطقة (العتيق والغنّام).
أصدر شربل ثلاثة قرارات إضافية تتعلق بالانتخابات، حيث قضى القرار الرقم 536 بحل مجلس بلدية حجولا – قضاء جبيل، بعدما فقد أكثر من نصف أعضائه وتكليف القائمقام القيام بأعماله حتى انتخاب مجلس بلدي جديد. كما أنشأ شربل بموجب القرار الرقم 543 لجنة في غرفة العمليات المركزية في وزارة الداخلية والبلديات، برئاسة المدير العام للشؤون السياسية بالتكليف وأمين سر مجلس الأمن المركزي العميد الياس الخوري، لتلقي الشكاوى المتعلقة بالانتخابات، تكون مهمتها التنسيق بين مختلف غرف العمليات العائدة للجيش وقوى الأمن الداخلي والامن العام وأمن الدولة. ويبدأ العــمل في اللجنة في 4 أيار المقبل، وينتــهي في السابع منه، ويرتبط الخــط الهاتــفي الرقم 344592/01، بلجنة الشكاوى لتلقي المراجعات والشكاوى.
كما عدّل شربل بقرار دعوة الهيئات الانتخابية لانتخاب مجالس بلدية جديدة لبعض البلدات وتحديد مراكز الاقتراع فيها، لتضاف إلى عداد البلديات حجولا قضاء جبيل (لانتخاب 9 أعضاء)، والهيشة قضاء عكار لانتخاب عدد مماثل. كما تضم الشواغير قضاء الهرمل إلى بلدية الشواغير الفوقا والشواغير التحتا، ليصبح عدد الأعضاء الذين يؤلفون المجلس البلدي 15 عضوا (3 أعضاء من الشواغير الفوقا و12 عضوا من الشواغير التحتا). وتحذف من عداد البلديات بلدة بريح قضاء الشوف، بناء على طلب وزير المهجرين علاء الدين ترّو.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.