افتتاح حديقة مثقفي وأدباء المتن الشمالي

0

افتتحت مساء امس “حديقة مثقفي وادباء المتن الشمالي” في ضهر الصوان – النعص، التي انشئت على ارض تابعة لبلدية ضهر الصوان وبمساهمة من” اللقاء المتني للانماء”، في احتفال أقيم برعاية وزير الثقافة غابي ليون وفي حضور ممثل الرئيس امين الجميل الياس مخيبر، وزير السياحة فادي عبود، ممثل النائب العماد ميشال عون فؤاد الصياح، أعضاء اللقاء المتني: النائب نبيل نقولا، وليد ابو سليمان وجان ابو جودة، ممثل مدير المخابرات في الجيش اللبناني الرائد جورج ابو شعيا، الرئيس السابق للقضاء الاعلى القاضي غالب غانم، رئيس البلدية نصري ميلان ورؤساء بلديات ومخاتير وفاعليات المنطقة وأهالي وعائلات ومثقفين وأدباء المتن الشمالي وحشد من الاهالي.

افتتاحا النشيد الوطني فترحيب من سناء شرباتي، ثم القى عريف الحفل جورج الحاج كلمة اعتبر فيها “ان الحركة النقابية في لبنان في تقهقر”، مناشدا وزارة الثقافة ان “يكون لها دور فاعل في تقدير فكر الفنان وثقافته وعطائه”، مشيرا الى “ان المتن الشمالي أنبت مالا يقل عن 200 من المثقفين والشعراء والادباء وكبار الصحافيين الذين أعطوا القلم والورق والفكر وكان لهم دور في النهضة التربوية وفي الحركة الثقافية في لبنان وفي العالم العربي”.

ميلان

وأكد رئيس بلدية ضهر الصوان “ان البلدية تدعم الاحزاب والتيارات السياسية التي تعمل لمصلحة انماء البلدة والمنطقة”، مطالبا “بتطبيق اللامركزية الادارية وداعيا الوزارات المعنية الى تسهيل الاتصال مع المجالس البلدية وزيادة مخصصات المجالس البلدية وتمكينها من التحكم بموازناتها السنوية ونقل مخصصات النواب الى المجالس المحلية.

واعتبر “ان هذا المشروع هو انطلاقة لتأسيس جيل جديد من الفنانين والادباء”، معلنا “ان هذه الحديقة ستجهز للرسم والكتابة والمطالعة وعرض انتاج الفنانين”.

عبود

وألقى الوزير عبود كلمة رأى فيها “ان تكريم المبدع في بلدنا ليس على المستوى المطلوب على الصعيدين الرسمي والشعبي”، مشيرا الى “ان وزارة السياحة تسعى بالتعاون مع وزارة الثقافة لانشاء مكان يضم جميع الفنانين والمبدعين”، كاشفا “ان الوزارة تعمل ايضا لانشاء مركز للمؤتمرات والمعارض في ضبيه”، آملا “ان يقر هذاالمشروع لما فيه خير المتن ولبنان الذي ما يزال مركزا مهما للمؤتمرات في المنطقة”.

وتحدث عبود عن الموسم السياحي في لبنان، مشيرا الى “ان السياحة هذا العام شهدت انحفاضا ملحوظا بسبب الاحداث في سوريا التي حدت من توافد السياح برا الى لبنان، ولا يمكن تعويض هذا النقص عبر حركة المطار”، مشددا على “اهمية الصناعة السياحية المستدامة”.

وتطرق عبود الى موضوع خطة الكهرباء المطروحة في مجلس الوزراء، مؤكدا ان القول ان وزير الطاقة سيضع يده على مبلغ مليار و200 مليون دولار لا علاقة له بالواقع ولا الحقيقة بل هو صورة كاذبة لها علاقة بالسياسة. وأشار الى ان هذه الخطة وضعت منذ اكثر من عشر سنوات وتم التدقيق بها تقنيا وماليا من قبل كهرباء فرنسا والبنك الدولي الذي نصح بتمويل خطة الطوارىء السريعة من الخزينة اللبنانية”.

اضاف: “نحن اليوم نطالب بفتح اعتماد لهذه الخطة على ان يتم صرف المال حسب قواعد الحسابات العامة في لبنان، واذا وصلنا الى حالة غير تكافؤ مع الحكومة وكان هناك محاولة تفشيل لتكتل الاصلاح والتغيير خصوصا في موضوع الكهرباء فسيكون لنا موقف، وربما اذا عدنا الى المعارضة يكون افضل لنا كما قال الجنرال عون “ثياب الموالاة ضيقة علينا”.

وأكد عبود “ان الخطة مدروسة وناجحة عن سابق تصور وتصميم وهناك محاولة لوضع اليد على الكهرباء من خلال الخصخصة التي جرت في الاتصالات والميكانيك وليبان بوست والنفايات وغيرها. وما “أحلى” احتكارات الدولة امام احتكارات القطاع الخاص”.

وتابع:” نحن مستمرون في هذا الموضوع حتى النهاية ولن “نتزحزح”، على ايمان ونظافة كف وشفافية واضحة، ولكل انسان تاريخه في هذا البلد، وسنستمر في القتال حتى النهاية لنؤمن الكهرباء للبنانيين من خلال خطة الطوارىء وهي 700 ميغاواط خلال سنة ونصف الى سنتين لنصل عام 2015 الى كهرباء 24 على 24، فالخطة واضحة وهي ليست من اختراع الوزير جبران باسيل بل وضعت بالتنسيق مع الجميع ولكن هذا الموضوع تدخل فيه السياسة وتقاسم الحصص لذلك البعض منزعج منه”.

ابو جودة

ثم القى ابو جودة كلمة اللقاء المتني، مؤكدا “ان شعار اللقاء المتني للانماء هو وضع مصلحة المتن والمتنيين فوق كل اعتبار، وان يكون الانماء شاملا يطال مختلف القناعات. وقال: “يوما بعد يوم نعمل بجهد ربما قدره الله لنا من امكانات لتنفيذ شعارنا مع التزامنا بألا نعلن عن اي انجاز الا بعد تنفيذه مع ايماننا الراسخ بالتنافس الايجابي لما فيه مصلحة المتن والمتنيين”.

اضاف:” صحيح لا يمكن لاحد ان يلغي احدا ولا يمكن لاحد ان يحل مكان احد”، مشددا على التعاون وليس على تشويه الحقائق وذر الرماد في العيون، فالتعاون هو اساس النجاح ونحن اسسنا اللقاء المتني للانماء لاننا نؤمن بانه الوسيلة التي يمكن ان تثمر وان تخدم الناس وتؤمن مصالحهم”.

نقولا

بدوره، شكر النائب نبيل نقولا رئيس واعضاء بلدية ضهر الصوان “الذين لولاهم لما سلط الضوء اليوم على هؤلاء المثقفين المنسيين لنتذكر شهداء الفكر والادب وليس فقط شهداء السلاح”، آملا “ان تصبح هذه الحديقة مركزا للقاءات الثقافية ليس لاهل المتن فقط بل لجميع اللبنانيين وغير اللبنانيين”، معتبرا “ان الثورات التي تحصل في الدول العربية هي خلاصة فكر ادبائنا ومثقفينا”، متمنيا “ان يكون هذا المكان نموذجا يحتذى به في كل المناطق اللبنانية”.

ليون

وفي الختام القى الوزير ليون كلمة قال فيها: “لا يسعني في خضم التغيرات التي تحصل في عالمنا العربي والعالم، سوى ان أشهد بأن الثقافة وقعت في أزمة مادية ناهزت مفهومها التعارفي والتلاقحي، فتحولت بحكم التطور التكنولوجي الى مادة استهلاكية كان الوقت فيها لصالح التسارع الذي اوقعنا في غياب حقيقي عن معنى الانسان وجوهره، فرحنا نهتم بالاشكال والتفاصيل اليومية من دون ان نجاري تراثنا بالتطور والتحديث”.

أضاف: “ان نفتتح مكتبة عامة فهذه جرأة في زمن الهبوط الثقافي، لكن ان نفتتح حديقة للادباء ولاكثر من مئتي اديب وفنان في قضاء المتن الشمالي تحديدا، فهذا يدل على جرأة بالغة في تحويل معنى الزمن من مادة للاستهلاك الى معنى للفرادة”.

وتابع: “ان لبنان الذي يحيا باخائه الوطني ويضمحل بعصبياته المذهبية والطائفية، لا يقوم الا بثقافة جادة تحول الامكنة الى ذاكرة تواصلية تليق بأن يكون في لبنان الذي هو طابعة المشرق العربي ومغربه ورافعته الروحية، يليق فيه ان يتحول كل بيت من بيوت ادبائه الكبار وفنانيه المبدعين وشعرائه العظماء الى متحف بذاته توضع فيه كل اعمالهم وانجازاتهم وذلك بمساعدة البلديات طبعا، وهذا يساعد في تحويل السياحة في لبنان الى ثقافة ايضا عبر دليل ثقافي سياحي يؤسس ليس لذاكرة مشهدية عند اللبنانيين فحسب، بل يساعد المغتربين والسياح في استثمار تاريخهم وتراثهم الفكري والادبي والفني ويرشدهم الى قراءة جديدة للادب والفكر والثقافة وذلك عبر تحويل فكرة لبنان المستهلك الى لبنان الرائد في ميادين الابداع والخلق”.

ورأى “ان مجتمعا جاهلا وأميا لهو مجتمع ضعيف واهن تتحكم به مصالح الدول الكبرى. ان مجتمعا عارفا ومثقفا لهو من القوة بمكان ان يعصى على الانكسار ولا يخشى الغزو الثقافي والتسرب الايديولوجي، فالمعرفة قوتنا وسلاحنا في وجه كل الاضاليل والتهم التي تساق على بلادنا من هنا وهناك، فبالمعرفة القادرة وحدها نثبت حقوقنا ونحرص على واجباتنا، او نتنكر لهما. بغير الكتاب والعلم والثقافة لا يمكن ان نمضي الى الغد”.

وأكد ان “الحضارة ببشرها لا بحجرها، واذا أعانتنا الدولة بموازنتها ومنظمة اليونسكو العالمية عبر زيادة موازنة وزارة الثقافة اللبنانية، فنحن نكون نحقق وعدا بان نبني مدماكا في صرح الثقافة، والرهان على مساعدتكم من البلديات والمؤسسات الثقافية الاهلية والمدنية. لنتمكن من اشغال العقل في المشروع الحداثي المؤسس لذاكرة الاجيال التي لم تولد بعد. فالتغيير الذي تحدثه الحرية حيث تتوالد العبقرية والابداع، يقوم بوعي ومسؤولية وصدق تجاه ما نريد وما نرغب”.

وختم: على ان يصبح في كل بلدة حديقة لادباء، اشكر سماعكم والى مواعيد قريبة في كل لبنان”.

وبعد ازاحة الستار عن الصخرة التي حفر عليها اسم 136 مثقفا واديبا من المتن الشمالي، اقيم عشاء في سرايا بحنس التاريخي والاثري والذي تنوي البلدية تأهيله ليكون مركزا ثقافيا وسياحيا للبنان.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.