ورشة عمل حول طرابلس مدينة صحية: حماية مجرى نهر أبو علي ومشروع نموذجي لادارة النفايات الصلبة

0

عقدت في بلدية طرابلس، وضمن مشروع “طرابلس مدينة صحية”، الذي تنفذه بلدية طرابلس بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، ورشة عمل شارك فيها الى جانب البلدية والمنظمة الدولية التي أوفدت خبيرها الاقليمي في ادارة النفايات المهندس راقي زغندي (من تونس): اتحاد بلديات الفيحاء، نقابة الاطباء، كلية الصحة في الجامعة اللبنانية، مؤسسة الصفدي، اللجنة اللبنانية للبيئة والتنمية المستدامة، مختبر مراقبة الاغذية في غرفة الصناعة والتجارة، وشركة ” لافاجيت “.

استهلت الورشة بترحيب من رئيس البلدية الدكتور نادر غزال، الذي اكد على “التزام البلدية بالسير قدما في تحقيق مشروع طرابلس مدينة صحية”، واضعا “كل امكانيات البلدية في سبيل انجاح المشروع الذي تنفرد طرابلس في تحقيقه في لبنان، ضمن اطار البرنامج الدولي لمنظمة الصحة العالمية: 1000 مدينة، الف حياة”، شاكرا “الدعم التقني التي تقدمه المنظمة الدولية لمدينة طرابلس”، ومرحبا بالخبير الدولي الدكتور زغندي.

ثم تكلم منسق مشروع “طرابلس مدينة صحية”، عضو مجلس بلدية طرابلس، د. جلال حلواني، الذي ذكر ان “اولويات المشروع هي اربع: منع التدخين في الاماكن العامة، سلامة الغذاء، ادارة النفايات والصحة المدرسية. وان ورشة العمل مخصصة لموضوع النفايات الصلبة التي ينظر اليها كل المواطنين من اهم المظاهر الحضارية للمدينة، وان الطلب الاساسي لسكان البلدية هي ان تكون مدينتهم نظيفة وهذا لا يمكن ان يتحقق الا بمشاركة المجتمع المحلي مع الادارة المحلية في موضوع التخلص من النفايات الصلبة”.

بعدها تحدثت مسؤولة برنامج الصحة البيئية وسلامة الأغذية والتغذية في مكتب منظمة الصحة العالمية في لبنان نهال الحمصي، فاكدت على “التزام المنظمة الدولية الوقوف الى جانب بلدية طرابلس ودعمها بكل الامكانيات المتاحة لتنفيذ هذا المشروع الحضاري الذي يعتبر تحديا للجميع، والذي سيضع مدينة طرابلس على الخريطة العالمية في المشاريع الصحية”.

وقدم خبير منظمة الصحة العالمية زغندي محاضرة حول إطار انشاء مبادرة مجتمعية مستدامة للنفايات الصلبة، عرض فيه لموضوع ادارة النفايات الصلبة وخطرها على الصحة العامة والمجتمع، وشرح اهم طرق التخلص الآمن، مركزا على دور المجتمع والتعاون مع البلدية في عملية الادارة السليمة، مؤكدا على “دور المرأة بشكل خاص في مسألة التوعية التي تبدأ من الصغر في المنزل وتستمر في المدرسة لتستكمل في العمل، وانه لا وجود لأي ادارة ناجحة للنفايات في ظل غياب المشاركة الفعالة من المجتمع، الذي هو مطالب بالتفاعل الايجابي مع خطة البلدية ولهذا لا بد من ان يعطى دور للمواطن في هذه الخطة لضمان نجاحها. من هنا فان كل مشاريع منظمة الصحة العالمية ترتكز على مبادرات مشاركة المجتمع”.

وبعد الظهر قام المشاركون بزيارة ميدانية في المدينة شملت الاسواق الداخلية، السويقة، الحديد والتبانة، وتم الوقوف على مشاكل النفايات في المدينة تمهيدا لوضع مشروع نموذجي يتم تنفيذه في احد احياء المدينة.

وفي اليوم الثاني قام المشاركون بالورشة في الصباح بزيارة ميدانية لمكب طرابلس واطلعوا على الوضع الحالي للتخلص من النفايات، وخصص بعد الظهر ويوم الاربعاء لوضع المشروع النموذجي التي سيشمل المنطقة الواقعة حول نهر ابو علي، ويهدف المشروع الى تحسين إدارة النفايات الصلبة وشروط النظافة العامة في المناطق الواقعة على طرفي النهر ومنع التخلص العشوائي في مجرى النهر.

وحول سبب اختيار هذه المنطقة يقول منسق مشروع طرابلس مدينة صحية، عضو مجلس بلدية طرابلس، جلال حلواني، ان “اسم نهر ابو علي مرتبط بطرابلس، وتحوي المنطقة تراثا تاريخيا يمتد لكافة العصور، وكانت قبل الطوفان تشكل القلب النابض للمدينة، فمن ناحية فان المنطقة تختزن تاريخ المدينة وحضارتها، ومن ناحية اخرى هناك مشروع الارث الثقافي الذي ينفذ حاليا والذي سيجعل من المنطقة بعد الانتهاء من تنفيذه المنطقة السياحية التي سيقصدها زوار المدينة، اضافة الى اننا قد اقترحنا مشروع البحيرة الطبيعية على مدخل المدينة في مجرى نهر ابو علي ومن المفترض البدء فيه العام القادم، من هنا لا يمكن ان يبقى الواقع البيئي على ما هو عليه في المرحلة القادمة لذلك لا بد من ان يكون مجرى النهر خاليا بالكامل من النفايات التي يتم التخلص منها عشوائيا فيه، وان تكون الشوارع على ضفتي النهر نظيفة بشكل دائم، وهذا لا يمكن ان يتم الا بتعاون جميع المواطنين الذين يعيشون ويعملون في محيط النهر”.

وعن كيفية العمل بالمشروع قال: “سيصار الى زرع اشجار على طول ضفتي النهر مع تركيب سياج شبكي في اماكن بيع الخضار لمنع الباعة من رمي المخلفات في النهر، كما سيتم وضع حاويات خاصة للخضار في اماكن بيع الخضار والفاكهة وسلل على طول الكورنيش، وانه سيصار الى اجراء حملة توعية شاملة لكل الفئات المعنية وخاصة ربات البيوت والباعة وتلاميذ المدارس، وسيكون هناك حملات تنظيف يشارك فيها كل فئات المجتمع، وسندعو المخاتير وائمة المساجد للانضمام الينا في هذا المشروع”.

أخيرا أشار حلواني الى النتائج المتوقعة من هذا المشروع قائلا: “سنشهد تدريجيا تغييرا في سلوك المجتمع تجاه التعامل الآمن مع النفايات المنزلية وان المواطنين سيدركون حجم المخاطر الصحية والبيئية المرتبطة بالتصريف العشوائي للنفايات الصلبة في مجرى نهر أبو علي، الذي سيصبح من اهم المحطات الرئيسية السياحية في المدينة واحد معالمها الاساسية. كما سيقوم المشروع بتعزيز التعاون بين المجتمع والسلطات المحلية وتفعيل دور المنظمات غير الحكومية والقطاع الخاص وتوحيد الجهود المشتركة لحماية الصحة والبيئة”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.