الخطأ القاتل… على جسر نهر الموت!

0

صحيفة الجمهورية ـ
جويس الحويس:

بين مؤيّد ومعارض، تستمر الأعمال على محوّل نهر الموت، التي كان من المقرر أن تنتهي مع نهاية نيسان الماضي. محوّل استقطب مجموعة من الانتقادات والشكاوى حيال المسرب الذي يتجه نحو سنّ الفيل.

مسرب تفرض المعايير العالمية وجوده على أقصى اليمين بدل تربعه وسط الأوتوستراد، بما يؤدّي إلى زحمة سير خانقة تصل في بعض الأحيان حتى منطقة الضبيه. زحمة تتبدّد معالمها مع تخطّي هذا المسرب.

“شي ما بينطاق”، عبارة سمعناها على لسان أكثر من مواطن يسلك هذه الطريق، إذ يؤكد أغلبيتهم أنهم يحسبون ألف حساب قبل التوجه عبر هذا الأوتوستراد “بس ما في مهرب منّو”. مهرب يكاد يكون مستحيلا إيجاده مع بدء انتهاء الأعمال، فأي تعديل يتطلّب إعادة الأعمال من نقطة الصفر.

“الجمهورية” جالت على المسؤولين عن الملف، مستطلعة آراءهم، سعيا إلى طرح أي حلّ يمكن التوصل إليه، تسهيلا ليوميات المواطن.

مجلس الإنماء والإعمار

حسب مصدر مسؤول في مجلس الإنماء والإعمار، تم تصميم محوّل نهر الموت وبناؤه على أسس هندسية عالمية تحكم تصاميم المحوّلات والاتوسترادات، بحيث ارتكز التصميم على أربعة عناصر أساسية تتعلق بمشروع محوّل نهر الموت. إذ يتألف المسلك الغربي من الأوتوستراد (أي باتجاه بيروت) في موقع المحوّل من خمسة مسارب للسير، ثلاثة مسارب منها تقع إلى يسار هذا المسلك للسير المتجه نحو برج حمود- بيروت، ومسربان يقعان إلى يمين المسلك نفسه مخصّصان للسير المتجه نحو الجديدة- سن الفيل.

كذلك صمّم المحوّل ليتماشى مستقبلا مع تخطيط المسلك الغربي (أي اتجاه بيروت) من الأوتوستراد الممتد من منطقة الضبيه حتى نهر الموت، الذي يضيف على الجهة اليمنى من الأوتوستراد مسربا خامسا إلى المسارب الأربعة الحالية الموجودة في هذا الاتجاه، بحيث تلتقي مسارب الأوتوستراد الخمسة في المستقبل مع المسارب الخمسة التي جرى إنشاؤها ضمن مشروع محوّل نهر الموت.

ويشرح المصدر أنّه تمّ إنشاء طريق جانبي مواز ومنفصل عن الاوتوستراد بغية تأمين حركة الوصول إلى العقارات والمباني المتاخمة له، ليعود هذا الطريق ويرتبط بالأوتوستراد مجدّدا بعد نقطة التقاء منحدر الجسر بمستوى الأوتوستراد. إنّ وجود الطريق الجانبي الواقع غرب الأوتوستراد المؤدي إلى برج حمود والجسر المؤدي إلى سن الفيل هو ضروري لتأمين حركة الدخول والخروج من العقارات المتاخمة له، والتي لا يمكن الوصول إليها عبر طرق أخرى، كما لا يمكن الوصول إليها من الأوتوستراد أو الجسر مباشرة. يعتمد هذا المبدأ في تصميم الطرق بجانب الجسور بناء على أسس هندسية عالمية، وجرى اعتمادها في لبنان في مشاريع مماثلة، ونذكر على سبيل المثال لا الحصر جسر الدورة، وجسر أنطلياس وجسر النقاش. وشدّد المصدر على ضرورة تركيز مخارج الأوتوستراد على الجهة اليمنى منه بغية الحفاظ على المسارب الواقعة إلى اليسار للسير السريع.

إنّ العمل في هذا المحوّل انتهى، أما بالنسبة إلى حل “العرقلة” الحاصلة حاليا، فهو يتلخّص بضرورة التزام السائقين المتجهين نحو سن الفيل المسربين الواقعين على يمين الأوتوستراد، من دون اللجوء إلى استعمال المسارب الواقعة إلى يسار الأوتوستراد، ومن ثم المناورة للاتجاه نحو الجسر المؤدي إلى سن الفيل، ضرورة قمع السيارات التي تدخل إلى الأوتوستراد من الطريق الفرعي الواقع قبل الجسر، إذ إن هذا الطريق هو ذو وجهة سير واحدة مخصصة للخروج من الأوتوستراد. ويلفت إلى أنّ المجلس بصدد الإعداد لتنفيذ المسرب الخامس على قسم من المسلك الغربي للأوتوستراد بطول نحو 200 متر قبل الجسر المؤدي إلى سن الفيل، بحيث يؤمن هذا المسرب الإضافي الارتباط بطريق الخدمة بانسيابية أفضل، ويحول دون إرباك السير المتّجه نحو الجديدة – سن الفيل، أو نحو طريق الخدمة.

جسر ذو منفعة

منسّق مشروع تطوير النقل الحضري لبيروت الكبرى العميد جوزيف الدويهي، قال لـ”الجمهورية” إنّ جسر نهر الموت سهّل السير على مداخل بيروت والمناطق المتاخمة لها، كذلك الطرق التي تسهل خروج السير من العاصمة في اتجاه الشمال والمناطق المتاخمة التي تحيط بنهر الموت، معتبرا أنّ المسارات الموجودة المتفرعة سهّلت السير في شكل كبير “ولو لم تكن موجودة لكانت المشكلة متفاقمة أكثر”.

وينتقد الدويهي من يعتبر أن موقع المسرب المؤدّي إلى سن الفيل خاطئ، قائلا إنه “ليس صحيحا مئة في المئة، فالناس نسوا وجود مدينة صناعية على يمين الأوتوستراد، وهذا المسرب لا يستطيع إقفال مدخل هذه المدينة، وهو يقع مباشرة قبل المجمع التجاري الموجود في المنطقة، والفكرة كانت إبقاء مدخل إلى هذه المنطقة”.

والحلّ، حسب الدويهي، يقع على عاتق المواطنين الذين يجب عليهم أنّ يسلكوا الاتجاه المنشود، “وليس كما يحصل اليوم يصل إلى عنق الزجاجة، ويتذكر أنّ يتجه إلى أقصى الشمال أو حتى إلى أقصى اليمين”.

وشدّد الدويهي على أنّ “من غير المسموح راهنا على المواطن أن يخطئ على هذا المسرب المفتوح منذ أكثر من سنة في الاتجاه الذي يريد أنّ يسلكه، وهذا التداخل على مسرب سن الفيل يؤدي إلى تراكم للسير، وهذا مثبت، إذ بعد محوّل نهر الموت يعود السير طبيعيا. هناك خطأ في استخدام الطريق، والمواطن لا يلتزم القانون”.

ويوضح أنّ وجود هذا الجسر ساهم في حلّ أزمة السير بغضّ النظر هل موقع الجسر المؤدي إلى سن الفيل سليم أو خاطئ، مؤكدا أنّه “كفاصل للمسارات على الأرض ضروري جدّا نظرا إلى أنّ الشخص يسلك المسرب الذي يوصله إلى المكان المنشود، من دون التداخل في ما بينها مع بقية الاتجاهات، فالسير يتتابع من غير أن يلتقي بعضه ببعض ويشكل أزمة”، مكرّرا مناشدة المواطنين ضرورة التزام القوانين.

وفي وقت يلقي المعنيون بالمسؤولية على المواطن، يدفع الأخير ثمن تقاعس بعضهم القيام بواجبه، ووحده يحمل وزر مشقة الطرق، فهل من حلّ قريب؟

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.