جسر جلّ الديب… خطر السقوط الدائم!

0

صحيفة الجمهورية ـ
جويس الحويس:

ليس خافيا أنّ جسر جلّ الديب الحديدي على الأوتوستراد الساحلي، يشهد تصدُّعات تهدِّدُ السلامة العامة، علما أن مجلس الإنماء والإعمار كان وضع مشروع جسر مع محوّلاته، وأمّن التمويل اللازم لإنشائه من البنك الدولي.

موقع الجسر

يقع جسر جل الديب الحديدي على المسلك الشرقي من الأوتوستراد، الذي يتألف من خمسة مسارب للسير في اتجاه جونيه بعرض يبلغ نحو 18 مترا، وبسرعة حدّها الأقصى 80 كيلومترا في الساعة، ما يمثّل قدرة استيعابية في حدود 8 آلاف سيارة في الساعة. بينما يؤمّن الجسر الحديدي، البالغ عرضه 8,8 أمتار، مسربين للسير في اتجاه جونيه في السرعة عينها، بقدرة استيعاب 4 آلاف سيارة في الساعة، ذلك وفق المعايير الدولية.

وبسبب ضيقه وقدرته الاستيعابية المحدودة، تتدنّى السرعة إلى ما دون 15 كيلومترا في الساعة، الأمر الذي يتيح للسير العابر اجتيازه في ثلاثة صفوف متراصّة وبسرعة متدنية جدا، ما يؤدّي إلى ازدحام السير.

بين البلدية والمجلس

قصة جسر جلّ الديب وإعادة ترميمه أو بناء بديل منه ليست جديدة، بل تعود إلى العام 1998، إذ رفضت البلدية آنذاك مشروع مخطط النقل الحضري لبيروت الكبرى، وأرسلت كتابا إلى مجلس الإنماء والإعمار في تاريخ 15/12/1998 يبيّن رفضها مشروع المخطط “رفضا باتا”، واقترح مشروعين: إما استحداث نفق أو بناء جسر من الباطون مكان الجسر الحالي، ليتمّ درسهما من أجل إمكان تطبيق أحدهما، وبالتالي عرض المشروع الجديد على المجتمع الأهلي ومناقشته لإبداء رأيه فيه.

ثم اتّخذ المجلس البلدي في العام 2002 قرارا يقضي بتأكيد رفض المجلس البلدي مشروع إنشاء جسرين يقطعان فوق أوتوستراد جل الديب الساحلي الحالي.

وفي العام 2009، عاد رئيس البلدية وأرسل كتابا إلى مجلس الإنماء والإعمار، تضمّن إعادة النظر في إنشاء جسر في منطقة جل الديب العقارية، وجسر مكمّل في منطقة أنطلياس العقارية، وإشارة إلى رفض أهالي البلدة وسكّانها هذا المشروع، ومناشدتهم العمل على تعديل المخطط الحالي.

وفي ضوء ما تقدّم، اجتمع مجلس البلدية في 5/2/2010 واتخذ قرارا برفض المشروع المذكور، ودعا مجلس الإنماء والإعمار إلى إعادة النظر وأخذ مطالب البلدية وأهالي المنطقة في الاعتبار، واستنباط الحلول التي تؤمّن المصلحة العامة ولا تضرّ بالمنطقة.

البلدية توضح

عن أسباب رفض البلدية المشروع، يقول رئيس بلدية جل الديب-بقنايا إدوار زرد أبو جودة لـ”الجمهورية”، إنّ المجلس البلدي أثنى دائما على مجلس الإنماء والإعمار لإيجاد الحل المناسب، والاعتراض جاء في البداية على التصميم الذي كان موضوعا سابقا، والذي يتسبب بزحمة سير داخل ساحة جل الديب، “وبالتالي ننقل المشكلة من الأوتوستراد إلى الساحة”.

ولفت أبو جودة إلى أنّ سلسلة من الاجتماعات عقدت أخيرا بين البلدية ومجلس الإنماء والإعمار، وتمّ التوصل إلى حل في شأن المرحلة الأولى من العمل، من جونيه في اتجاه بيروت، إذ يجري تأهيل الطريق من أنطلياس حتى جلّ الديب لغاية طريق كنيسة مار عبدا. أما المرحلة الثانية فهي إنشاء جسر على طريق مار عبدا، مشيرا إلى أنّ البلدية فرضت على المتعهد البقاء ضمن حدود الأوتوستراد، مشترطة عليه عدم إغلاق واجهة الكنيسة.

وكشف عن وجود شرطين في هذا الإطار، أولا تحسين السير، وثانيا الحفاظ على وجود المعبد. “عمليا، المرحلة الأولى نحن متفقون عليها، أمّا المرحلة الثانية، فقد كلف المجلس مكتبا استشاريا، وبعد الانتهاء من الدراسات، سنعقد اجتماعا للاتفاق على الحل المناسب”، شاكرا للمجلس تجاوبه وعمله الحثيث على حلّ المشكلة التي كانت تشكوها البلدية، منذ ما يقارب الـ12 عاما.

تراكم السير

من جهة أخرى، لفت مصدر مسؤول في مجلس الإنماء والإعمار إلى أنّ بالنسبة إلى جسر جل الديب، فإنّ المجلس حاليا بصدد توقيع عقد تنفيذ الأشغال مع المتعهد، ومن المتوقع البدء بالتنفيذ خلال صيف 2011، علما أنّ المجلس كان كلّف مكتبا هندسيا متخصصا إعداد الخرائط التفصيلية للتعديلات الني طلبتها بلدية جل الديب. ونذكّر هنا بأنّ الحمولة المسموح بها (20 طناً) على هذا الجسر الحديدي محدّدة بإشارات خاصة قبل الجسر المذكور، وعلى سائقي الشاحنات التزامها.

المشروع الجديد سيبدأ على أربع مراحل لتفادي أزمات السير على الأوتوستراد، وستستغرق فترة إنشائه نحو سنة ونصف سنة.

وتتقاطع تحت الجسر ثلاثة اتجاهات، ما يؤدّي إلى تراكم مزعج للسيارات، الأمر الذي يؤدّي إلى عرقلة السير العابر نحو بيروت. ومردّ هذا التراكم ضعف القدرة الاستيعابية للتقاطع أمام أعداد السيارات التي تريد اجتيازه، إذ تبلغ القدرة الاستيعابية للمسرب الواحد على التقاطع نحو 350 سيارة في الساعة، بينما يبلغ الطلب حوالى 600 سيارة في الساعة للمسرب الواحد، ذلك وفق إحصاءات العام 2005.

إضافة إلى أن المخارج المفترض أن تكون على يمين الأوتوستراد، حسب المعايير الدولية، تقع شمالا، ما يضيّق المرور أكثر.

في الخلاصة، يتبيّن أنّ ضيق الجسر الحديدي الحالي، والتقاطع الموجود تحته، أصبحا يشكلان عنق زجاجة على الأوتوستراد في الاتجاهين، مما يستدعي:

1 – إنشاء خطوط نقل عام للركاب وفق المعايير العالمية.

2 – تنفيذ الأوتوستراد الدائري لمدينة بيروت: خلدة – الحازمية – الضبيه.

الجسر المصدّع والضيق والقديم العهد، والذي يؤدي إلى تراكم السير عليه بسبب قدرته الاستيعابية المحدودة، يبقى على حاله، من دون تحرّك أي من المعنيين لحلّ الأزمة قبل وقوع الكارثة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.