ميريام سكاف في ذكرى أربعين زوجها

0

1448817941_40

 

أقامت عائلة رئيس “الكتلة الشعبية” الوزير والنائب السابق الياس سكاف، قداسا وجنازا في ذكرى مرور 40 يوما على وفاته، في كنيسة مقام سيدة زحلة والبقاع، ترأسه الأب طلال تعلب يعاونه آباء وكهنة المقام، وحضره، إلى جانب أرملة الراحل ميريام سكاف ونجليها جوزف وجبران وعائلة سكاف، المطران سمير مظلوم ممثلا البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، وفد مثل شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز نعيم حسن، ممثل رئيس مجلس النواب نبيه بري النائب علي بزي، ممثل رئيس الحكومة تمام سلام الوزير ميشال فرعون، الوزير الان حكيم ممثلا الرئيس أمين الجميل ورئيس “حزب الكتائب” النائب سامي الجميل، الرئيس حسين الحسيني، ممثل الرئيس سعد الحريري النائب عاصم عراجي، النائب السابق لرئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي، ممثل النائب العماد ميشال عون الوزير السابق نقولا الصحناوي، ممثل رئيس “تيار المردة” النائب سليمان فرنجية وزير الثقافة ريمون عريجي، ممثل رئيس “الحزب التقدمي الإشتراكي” النائب وليد جنبلاط النائب غازي العريضي، وزير الاتصالات بطرس حرب، ممثل وزير العدل أشرف ريفي الرئيس الأول لمحكمة جنايات البقاع القاضي أسامة لحام، السفير البابوي غابرييل كاتشيا، النواب: روبير غانم، أميل رحمة، شانت جنجنيان، جوزف صعب المعلوف، دوري شمعون، النائب علي المقداد ممثلا الأمين العام ل”حزب الله” السيد حسن نصرالله والنائب طوني أبو خاطر ممثلا رئيس “حزب القوات اللبنانية” سمير جعجع، الوزراء السابقون: علي العبدالله، عادل قرطاس، جورج سكاف، سليمان طرابلسي، الياس حنا، موريس الصحناوي، محمود ابو حمدان وكابي ليون، النواب السابقون: جبران طوق، خليل الهراوي، محسن دلول، فيصل الداود، سليم عون، كميل المعلوف، حسن يعقوب، يوسف المعلوف، أنطوان حداد، ناصر نصر الله وسعود روفايل.

كما حضر: ممثل قائد الجيش العماد جان قهوجي العميد طلال رحال، المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، المدير العام لأمن الدولة اللواء جورج قرعة، ممثل المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص العميد نعيم الشماس، ممثل مدير المخابرات العميد إدمون فاضل العميد جان غنطوس، العميد جوزف تومية، النائب العام الاستئنافي في البقاع القاضي فريد الكلاس، المدعي العام العسكري القاضي سامي صادر، المطارنة ميشال الأبرص، بولس سفر، نيفن صيقلي وجورج اسكندر، المونسنيور جورج معوشي ممثلا المطران جوزف معوض، الأرشمندريت تيودور غندور ممثلا المطران أنطوان يونان الصوري، رئيس الرهبنة الباسيلية الشويرية الأرشمندريت إيلي معلوف، ممثل الرئيس العام للرهبنة اللبنانية المارونية الأباتي طنوس نعمة، رئيس بلدية زحلة المعلقة جوزف دياب المعلوف، رئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة في زحلة إدمون جريصاتي، الأمين العام للمجلس الأعلى لطائفة الروم الملكيين الكاثوليك العميد شارل عطا، بالإضافة إلى مدراء عامين، وممثلي ومنسقي أحزاب، وفود حزبية وشخصيات وفاعليات وحشود كبيرة من أهالي زحلة والبقاع الذين غصت بهم قاعات كنيستي مقام سيدة وزحلة والبقاع والباحات الخارجية.

الرقيم البطريركي

بعد الإنجيل، ألقى تعلب كلمة عدد فيها مزايا الراحل، تلا بعدها الأب إيلي نصر الرقيم البطريركي للبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، وفيه: “تحيون اليوم ذكرى مرور اربعين يوما على وفاة فقيدكم الغالي، النائب والوزير السابق والزعيم الشعبي الياس بك سكاف، الذي عاد الى بيت الآب السماوي عن سبع وستين عاما، كانت زاخرة بالعطاء والمحبة وتحمل المسؤوليات الاجتماعية والوطنية الكبرى، ونحن من مقرنا المؤقت في المانيا حيث نقوم بزيارة راعاوية لابنائنا المنتشرين في هذه البلاد، نشاطركم الأسى على فقده والصلاة لراحة نفسه، سائلين الله ان يسكنه في قلوبكم تعزياته الابوية.

عاش المرحوم سكاف سني الطفولة والمراهقة في كنف والدته في نيوزيلندا، وعاد الى لبنان في سن السادسة عشرة من عمره، حيث تابع دراسته وتخرج من الجامعة الاميركية مهندسا زراعيا، وراح يسهر على استثمار املاك العائلة الشاسعة، مقيما فيها المشاريع العديدة التي تؤمن فرص العمل والعيش الكريم لمئات العائلات.

ودخل المعترك السياسي بخوضه اولى الانتخابات بعد نهاية الحرب المشؤومة، وحقق فيها فوزا كاسحا، وانضم الى الندوة البرلمانية ممثلا زحلة والقضاء، واعاد احياء الكتلة الشعبية التي اسسها والده الزعيم الراحل جوزف بك سكاف، وتكرر ذلك الفوز في الدورات الانتخابية اللاحقة، ومع كل فوز كانت تزداد محبة الناس له، كما كان في المجلس النيابي عضوا نشيطا وفاعلا من خلال اللجان البرلمانية التي ترأسها وكان عضوا فيها. وتسلم الفقيد عدة حقائب وزارية في حكومات مختلفة، ولا سيما منها وزارتي الزراعة والصناعة، فكان مثال المسؤول الشفاف الصادق والآدمي، وقد تصدى غير مرة للفساد المتفشي في معظم مكامن السلطة، ما اضطره الى تحويل اكثر من موظف فاسد الى القضاء وادخل بعضهم السجن. وقد شارك كممثل لطائفة الروم الكاثوليك والكتلة الشعبية، في مؤتمر الدوحة وفي معظم طاولات الحوار الوطني، وكان في كل مجالسه يتميز بدماثة الاخلاق وحلاوة المعشر والبساطة والصدق في سعيه الى نشر الالفة والمحبة، وقد نذر حياته لخدمة زحلة والبقاع، حاملا همومهما في قلبه ووجدانه، مركزا كل عمله السياسي على خدمة الناس ومحبتهم، للوصول معهم الى حياة افضل. لم يعرف السياسة يوما سعيا وراء مصالح خاصة او تنازلات لاجل الوصول الى مآرب شخصية، بل كان ثابتا في مواقفه، يعتبر كرامة زحلة وابنائها من كرامة الوطن وابنائه، وهي فوق كل اعتبار، وكان ذلك السياسي الذي وان اختلف معه كثيرون في الخيارات السياسية الا انهم يجمعون على احترام شخصه ومحبته الصادقة والاصيلة.

أجل، لقد كان سكاف زعيما بكل معنى الكلمة، وورث الزعامة ابا عن جد، وحافظ على الامانة، به كبرت الزعامة ومعه عرفت حقها، فدخل قلوب الناس بالمحبة والصدق والوفاء والتفاني في خدمتهم بسخاء القلب والكف والبساطة والوداعة التي تجلت في عطاءات هي ذروة في العطاء الانساني الاصيل.

وكان رحمه الله الى كل ذلك رجلا مؤمنا، ملتزما حياة الكنيسة وتعاليمها، مثابرا على ممارسة واجباته الدينية، حاملا هم الطائفة الكريمة، عاملا من اجل الحفاظ على حقوقها، وتقدمها على كل المستويات، وقد انتخب نائبا لرئيس المجلس الاعلى لطائفة الروم الكاثوليك عام 1999، وجدد انتخابه مرة ثانية وكم كان حرصه جليا على مصلحتها ووحدة ابنائها في انتخابات المجلس الاخيرة، حيث جمع اقطاب الطائفة في دارته، وعمل على لم الشمل وتوحيد الكلمة ليكونوا نموذجا لسائر العائلات اللبنانية، وكان يتردد على الصرح البطريركي في بكركي وكان لنا معه لقاءات وحوارات حول القضايا الوطنية وكنا نلمس ما لديه احيانا من مضايقات من قبل بعض المسؤولين في الدولة.

وهذا الايمان الذي كان يعمر به قلبه، كان خير عون له على القيام بمسؤولياته الجسيمة، وعلى مجابهة المحن والصعاب التي اعترضت طريقه، وعلى تحمل اوجاع المرض الذي الم به في السنوات الاخيرة بصبر جميل وفرح روحي، مشركا آلامه بآلام السيد المسيح مقدما اياها لاجل عائلته الصغيرة شريكة حياته وابنيه وعائلته الكبيرة زحلة وجميع ابنائها الذين احبهم وخدمهم باخلاص طوال حياته.

وعلى هذا الامل، واعرابا لكم عن عواطفنا، نوفد اليكم سيادة اخينا المطران سمير مظلوم النائب البطريركي السامي الاحترام، كي يشارك باسمنا في حفلة الصلاة لراحة نفسه وينقل اليكم تعازينا الحارة”.

كاتشيا

وكانت كلمة للسفير البابوي استهلها بتوجيه الشكر الى ميريام سكاف على دعوتها له الى هذه المناسبة، وخصوصا أن معرفة شخصية كانت تربطه بالراحل و”بعض اللقاءات الخاصة”.

وذكر بالمثل الشعبي “لا يجب أن نقول عن شخص ما بأنه كبير، قبل أن يموت”، وقال: “بالفعل، لقد تأثرت جدا بالأعداد الغفيرة التي أرادت المشاركة بمأتمه، فقد كان هناك ممثلون عن مختلف أطياف لبنان الرسمية والروحية والمدنية والثقافية، وخصوصا أهل زحلة والجوار، وكل هذا الحشد يقول الكثير عن قيمة الراحل”.

وتوجه الى نجلي الياس سكاف، جوزف وجبران، بالقول: “كونا فخورين به، فهو محط تقدير الجميع. لديكما مثال تحتذيان به، وسيبقى النور الذي يضيء مستقبلكما”.

ولزوجة الراحل، قال: “حافظي على نهجه، في هذه المدينة وفي هذا البلد”، ول”عائلة سكاف الكبيرة”، قال: “نشكركم على إعطاء لبنان شخصية مشرفة مثله”.

ميريام سكاف

وبعد القداس الذي تلا خلاله نجلي الراحل، جوزف وجبران، النوايا، ألقت ميريام سكاف كلمة باللهجة العامية، توجهت فيها إلى روح الراحل بالقول: “كل شي هون رح يقلك إنو اشتقتلك وإنو جوزف وجبران عم بيفتشوا صبحية ع عطرك، وإنو ناسك يا ايلي عم بيقشعوا بعيونك، عم بيشوفوا الدني ريشة انت راسما قبل ما تفل. هودي الناس المحبين الطيبين ما بيلبقلن ينطفوا. ورح يطلعوا عالضو، عالريح، عالحرية، والزينة الي رافقتن ع أيامك رح تتعلا، وساحات ولادن رح يرتفع فيها فرح العيد، ميلادن مش رح يتأجل وشجرن كل ما يضوي كل ما روح إيلي رح يغمرها الرضا”.

أضافت: “قرارنا إنو نزين زحلة، وعلى شجرها نلمح طيف إيلي عم بيلوح بإيدو وفرحان انو مش بيتو بس المفتوح للناس، وشوارع مدينتو كمان مفتوحة الن، وليلها بيلمع متل نهار. بركي بهالخطوة منذلل الحزن ومنمسح عن وجوه أطفال نتفي من الأسى الي عم ينفرض عليهن. هيدا حلمو ورح منكفيه. عم نمشي ع دربو، عم منطلع بوصايا ما فيها الا الالتقاء على المحبة لمصلحة هالوطن. وإذا كان في فئات قليلة عم توقف بوج هالحلم، فمنوعدن إنو كمان رح نحتكم لناس زحلة الي بتعرف كتير وين وكيف تعبر عن رأيا وع توقيتا”.

وتابعت: “ما حدا رح يرسلمنا طريقنا. وبأول كلام سياسي بقولوا رح اضطر كرر جملة قالا إيلي سكاف: زحلة حيطا مش واطي. إنتبهوا ع السياج الي عم تقطعوه لانو في وراه شعب بيدافع عن أرضو وكرامتو وهويتو وموقعو بالوطن وما رح نسمح بمصادرة قرارو وعدم تمثيلو. محلو لازم يكون محجوز. مطرح ما بيكونوا رح منكون. وإذا كان هالشعب بالاربعين يوم احترم حزنو فهيدا ما بيعني انو ما عندو كلام يقولوا. ما عندو اكتر من عتب وغضب ع جهات اندست من خلف الحزن وراحت تخطط لحصر إرث سياسي. لأ. هالمهمة أتركوها لأهلها. فزحلة للكل بس مش لمنتحلي الصفات. مهما تخفوا بوساطة السما وإستثمروا بموت الكبار. اشترطوا، هددوا، إجتمعوا، قسموا ووزعوا المغانم السياسية بإيحاءات خارجية”.

وقالت: “أربعون نهارا من الظلم بحقنا. حتى وصل هالظلم لإيلي بغربتو ومطرح ما هوي غافي. وامتدت الايدين على قداس الأربعين مع تهديدات كانت ما عم توفر حتى الصلا والي عم يصلوا لروحو. بعد الاربعين كلام تاني. كلام بيشبه صلابة أهل هالمدينة وشموخها وعنفوانها. بعد الاربعين في إيدين ممدودة للكل بس كمان في إيدين ممنوع تمتد علينا وتخترق حزننا لتسرق قرارنا”.

وتوجهت إلى الحاضرين: “يا أهل زحلة الطيبين انتو أصحاب القرار. وهالبيت المفتوح بيستمد قوتو منكن ومن محبة بتكفينا كل الدهر. محبتكن هي كتلتنا. فمنحب نطمن الجميع إنو مخزونا ما بيخلص وقادر على جمع خيوطو على أطياف الوطن. فمعكن، نحنا شراكة عمر ووحدة حال، حلو ومر، دين ووفا، وهالمزايا كلا عندا فرصة لتكون ع وسع هالبلد المسروقة فرصتو بالحياة. مشاريعن قدرنا ورح نقدر نجمدها من أسفل ارضها لأعلى جبالها. بس هالقداس اليوم لروح إيلي سكاف أسمى من سيرة فئات ما بتعرف من الوطن الا شو رح يطلعلا منو. وبتشقفوا من قلب صخروا. فئات ما بتعطي بس فيها تترك وطن بلا مؤسسات وبلا رئيس. وصرنا نشتاق لخبر حلو يكسر هالحزن العام. ويمكن ما في أحلى من أنو أربعين ايلي يحمل معو تاريخ لحرية نطرناها كتير ويكون هالنهار آخر يوم من مأساة خطف العسكر، على أمل انو تكتمل المسيرة بإطلاق سراح بقية المخطوفين بهالجرد. ومن حكاية الاسر الطويلة منأكد انو الحرية بكل أشكالها هي خيارنا وفئة دمنا وما بيربطنا بأسرى القرار أي رابط. ما رح نتبع طرقاتن. النا دروبنا الي رسموها الاباء والاجداد الي راحوا”.

وختمت: “بأربعينك ايلي، انا وجوزف وجبران وكتلتلك وناسك منقلك أنك وصيتنا نكفي، وبعد الاربعين ما يستعجلوا، رح منخبرن كيف بنكفي”.

روجيه سكاف

كما كانت كلمة ألقاها بإسم “الكتلة الشعبية” الدكتور روجيه سكاف، وأعلن خلالها “القرار الذي إتخذه بالإجماع المكتب السياسي والهيئة التأسيسية لحزب الكتلة الشعبية، وهو تبني توصية المغفور له الياس سكاف، لتولي السيدة ميريام سكاف عقيلته، رئاسة حزب الكتلة الشعبية، متبعة النهج السياسي عينه، واضعة نصب أعينها هدفا واحدا: إبقاء أبواب البيت مفتوحة للجميع دون إستثناء في سبيل خدمة الشعب والإخلاص للوطن”.

وفي الختام تقبلت العائلة التعازي في صالون الكنيسة.

وأضاف “تعارض الصين بشدة جميع أشكال الارهاب وتكافح بقوة أية أعمال عنيفة او ارهابية تتحدى الحضارة البشرية. ومن اجل تحقيق ذلك، فن الصين على استعداد للتعاون والتنسيق مع المجتمع الدولي.”

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.