قبلان قبلان في مسيرة عاشورائية لحركة أمل في النبطية
نظمت حركة “أمل”، بعد ظهر اليوم، مسيرة عاشورائية حاشدة في مدينة النبطية، حملت عنوان “نفوس أبية”، تحدى المشاركون فيها الجو العاصف والماطر، فانطلقوا من أمام المدرسة الانجيلية، ثم جابوا شوارع المدينة وصولا إلى ساحة عاشوراء أمام النادي الحسيني.
تقدم المسيرة أشبال “كشافة الرسالة الاسلامية” وحملة الرايات والمجسمات والصور التي تجسد واقعة كربلاء، ثم فرق رمزية من الدفاع المدني والدليلات والتنظيم النسائي في “أمل” وذوو شهداء الحركة، بعدهم فرق رمزية من تشكيلات “افواج المقاومة اللبنانية- أمل”.
وواكبت المسيرة موسيقى “كشافة الرسالة الاسلامية” وصولا الى منصة الشرف، حيث ادت التحية لقيادة الحركة والشخصيات والفاعليات السياسية والروحية والنيابية والبلدية والاختيارية، وفي مقدمتها: وزير المالية علي حسن خليل، النواب هاني قبيسي وعلي بزي وقاسم هاشم، رئيس المكتب السياسي للحركة جميل حايك وعضوا هيئة الرئاسة رئيس مجلس الجنوب قبلان قبلان وخليل حمدان، محافظ النبطية محمود المولى، رئيس اتحاد بلديات الشقيف محمد جميل جابر، رئيس بلدية النبطية احمد كحيل وقيادات أمنية وعسكرية.
قبلان
وألقى قبلان قبلان كلمة استهلها بالحديث عن عاشوراء وثورة الامام الحسين، الذي وصفه بأنه منارة المظلومين وطريق فلاح المستضعفين، وإمام الانسانية جمعاء، وقال: “نأتيك مؤمنين بهذا الخط وهذا النهج مع الحق في وجه الباطل مع المظلومين في وجه الظالمين، نرفع اسمك في وجه كل معتد، نأخذ منك الاسلام الصحيح مقابل الاسلام المشوه المحرف، باسمك نصنع الوحدة وباسمك نرفض الفتنة وبنهجك نسير بامان وسلام بوجه الحاقدين. نتعلم منك حفظ القيم والمقدسات والدفاع عن الأرض والعرض، فانت الذي حررت هذه الامة بروحك وحررتها من المستبدين الفاسدين”.
أضاف: “سيدي ابا عبد الله ان شيئا لم يتغير من زمنك حتى زماننا، فالأمة هي الأمة نفسها تعاود النهج ذاته والأسلوب عينه، ها هي ضحية الفتن والحرائق والحروب، تستصرخ من يحميها ويحفظ دينها وكتابها، ها هي شعوبها ضحية القتل والسبي.
الدين يا سيدي لم يعد للرحمة والمحبة بل للذبح والقتل والتهجير وتفجير المعابد والمساجد والكنائس، نعم يا سيدي، رؤوس تقطع اليوم وحدود تقم وحكام رحماء على عدوهم أشداء على بعضهم البعض. نعم يا سيدي، ها هي فلسطين تئن وتصرخ، يقتل أبناؤها وتهود شوارعها والعرب مشغولون بتدمير سوريا وتفجير العراق، بالفتنة في السودان وليبيا، بالمؤامرة على مصر، بالفتنة في البحرين وتونس وكل مكان. في كل مكان يزيد وعبيد وشمر وفي كل ميدان حسين عباس وزينب ورضيع، الأمة كلها يأكل بعضها بعضا ويقتل بعضها بعضا، لم يعد للعقل فيها مكان ولا للضمير”.
وتابع: “شعب فلسطين اليوم يدافع عن نفسه بالسكاكين والحجارة بينما العرب يا سيدي يرسلون السلاح والمال لتدمير سوريا والعراق وكل قطر عربي. أرسلوا لهذا الشعب بعض سكاكينكم التي تذبحون بعضكم بها. أرسلوا لهذا الشعب بعض سكاكينكم التي تقتلون بها ابناءكم. يا من عقدت المؤتمرات باسم اصدقاء سوريا لاسقاط الشعب السوري ألا تستحق فلسطين مؤتمرا واحدا باسم اصدقاء القدس أو الأقصى أو فلسطين، ألا تستحق فلسطين أن تقفوا معها في هذه المحنة، وإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فدعوهم وشأنهم وأوقفوا مؤامراتكم ضد هذا الشعب الفلسطيني المسكين، سيدي ليس في هذا الزمان فسحة ضوء إلا الأمل بالله وشرفاء هذه الأمة وأحرارها ودعاة وحدتها الذين سيخرجونها من الظلمات الى النور، والأمل كل الأمل في النهج الحسيني المحمدي الذي حفظ الاسلام في كربلاء والذي حرر الأرض والانسان في لبنان في مشروع المقاومة التي أرساها الإمام موسى الصدر فوق هذه الأرض”.
وأردف: “هذا الإمام صاحب المشروع الاسلامي الوحدوي الانساني الحسيني الذي هزم المشروع الصهيوني فوق هذه الأرض بالقبضات الحسينية مقابل القبضات الحديدية الاسرائيلية، فانتصرنا يا سيدي يا حسين بك وحررنا هذه الأرض بالدماء الزكية التي رفعت رأس هذه الأمة وأعادت اعتبارها وحولتها من أمة النكبة والهزيمة الى امة الانتصار والتحرير والصمود في قرى الجنوب، أمة انتصار الدم على السيف والعين التي هزمت المخرز، اننا يا سيدي في حركة أمل المؤمنة بالنهج الحسيني بمسيرة القائد السيد موسى الصدر وبأداء رئيس الحركة دولة الرئيس نبيه بري راعي الحوار وصانع الوفاق وصمام أمان هذا البلد”.
وتوجه “الى أشقائنا وإخواننا في لبنان”، بالقول: “تعالوا إلى الوحدة الوطنية بين كل المكونات بين المسلمين والمسيحيين بين المسلمين بعضهم مع بعض بين كل مكونات هذا الوطن، فالوطن للجميع ويحتاج للجميع والمستفيد من انقسامنا ليس وطننا ولن يكون اي منا رابح في نهاية المطاف الا بالتلاقي والحوار، وستبقى الوحدة الوطنية سبيلنا والفتنة عدونا واسرائيل عدوتنا، سنبقى دعاة حوار وتلاق سندافع عن مؤسساتنا وجيشنا بالقول والعمل، سنحمي تراب الجنوب ونصون المقاومة ونرعاها، سنصون كل شبر من أرضنا، سنبقى الى جانب أهلنا في حقوقهم الوطنية والاجتماعية والتنموية”.
وختم: “يدنا ممدودة لاخواننا في الوطن وقلوبنا مفتوحة لهم للتلاقي والخروج من التشرذم والتفرقة، سنبقى معك يا فلسطين المعذبة، فانت في قلوبنا وعقولنا، وممارستنا ستبقى المقاومة التي أسسها وزرعها الامام الصدر درع لبنان الحصين، سنحمي مقدساتنا ونذود عن قيمنا. ستبقى يا سيدي يا حسين ايمانا ونهجا ومسلكا وطريقا، سنبقى حسينيين بوجه الظالمين، بوجه الجهلة والتكفيريين، بوجه اسرائيل، مع الوحدة الوطنية، مع الحوار، مع لبنان المقاومة، مع الحق، مع الحسين”.