بلدة حوش الرافقة

1
موقع بلديات لبنان ـ
عصام البستاني:
حوش الرافقة، بلدة بقاعية تتوسط السهل الفسيح المضمخ بعرق الفلاحين، وتشمخ بكبرياء صنعه فتية منها ورجال قاوموا الإحتلال فصنعوا النصر وعبروا شهداء.
تقع بلدة حوش الرافقة في قضاء بعلبك من محافظة البقاع ويخترقها نهر الليطاني لتحوطه أراضيها من كل جانب.
وتتميز حوش الرافقة بموقعها الذي يتوسط خطي السير في البقاع لتشكل حلقة وصل بين السلسلة الشرقية والغربية. تبعد عن العاصمة بيروت حوالي ستين كيلومتراً وترتفع عن سطح البحر 950 متراً، مناخها معتدل.
فيها مجلس بلدي منتخب من اثني عشر عضواً يرأسه السيد رياض يزبك وعدد سكانها خمسة الاف نسمة.
انطلقت البلدية بإمكانات مادية قليلة وإرادة كبيرة لرفع الحرمان عن البلدة، فكانت كخلية نحل تعمل دون ضجة، فرئيسها وأعضاؤها لا يأبهون بالضجيج، إنما يبحثون عما يريح أهالي البلدة الذين هم من يحكم على عمل البلدية ونشاطها.
“موقع بلديات لبنان” التقى رئيس البلدية السيد رياض يزبك الذي تحدث بفخر عن الكثير من الإنجازات التي عملت عليها البلدية والمشاريع التي نفذتها.
ففي مجال الأشغال ـ يقول السيد رياض يزبك ـ قامت البلدية بتوسعة طرقات البلدة الداخلية كافة وعملت على تعبيدها بفلش أكثر من خمس وعشرين ألف طن من الزفت وساهمت بتعبيد الطريق الرئيسية بين بيت شاما ومنطقة “النقطة الرابعة”.
وقامت البلدية بشق طرقات جديدة إلى أحياء مستحدثة وعملت على توسعة طرقات ضيقة بالتعاون مع الأهالي وذلك دون تكاليف على الإستملاكات التي حصلت بالتراضي.
وفي مجال الأشغال أيضاً ـ يضيف يزبك ـ قامت البلدية بإنشاء جدران دعم وزينة في أكثر من مكان حيث الحاجة، وأنشأت عدداً من جزر الزينة في بعض زوايا الطرقات.
ولأن مدخل البلدة هو صورتها قامت البلدية بتوسعته وتعبيده وإنشاء الأرصفة وتزيينه بالاشجار كما عملت على زرع جوانب الطرقات فيها كافة باثنتي عشرة ألف شجرة ما جعل بلدة الحوش كأنها حديقة كبيرة.
وماذا عن المياه؟
يقول رئيس البلدية: حيث أن مياه الشفة هي من ضروريات الحياة قامت البلدية بجر المياه إلى البلدة من بئر بيت شاما وتم توزيعها على أحياء البلدة كافة كما أنشأت البلدية مجاري صرف لمياه الأمطار وأقامت عليها العبارات.
ونظراً لمعاناة أهالي البلدة مع الكهرباء وضعف المحولات فيها عمدت البلدية إلى تركيب محطة كهرباء خاصة للبلدة وبناء غرفة لها وقامت بتركيب مصابيح للإنارة في الشوارع.
هذا على صعيد الإنارة والكهرباء أما على صعيد التلوث والصرف الصحي فقد رفعت البلدية مشكلة الصرف الصحي وتلوث المياه الجوفية ـ حيث كانت تقام الحفر أمام المنازل لتصريف المياه المبتذلة ـ بإنشاء شبكة للصرف الصحي شملت كل أحياء البلدة، كما اهتمت بالنظافة العامة فوزعت الحاويات وبراميل النفايات ووظفت لهذه المهمة سيارتين مجهزتين وعمالاً للاهتمام بالنظافة العامة.
وفي الشأن الاجتماعي كان للبلدية جهد في دعم مستوصف البلدة والمشاركة في حملات التلقيح وعملت على ترميم الحسينية وبناء جناح جديد للنساء وإنشاء وتعبيد مواقف للسيارات تتسع للمئات منها .
ولأن مقبرة البلدة لم تعد تستوعب، تقوم البلدية بإنشاء مقبرة كبيرة يشرف عليها رئيس البلدية، كما كل المشاريع، منظمة ومرتبة بحيث أعدت لتكون كحديقة عامة مع خيمة للصلاة على الأموات .
وقد اهتمت البلدية بالشباب فأنشأت ملعباً لكرة القدم وحوّلت المساحات الخالية في داخل البلدة إلى حدائق غناء فانشأت ثلاث حدائق عامة فيها تجهيزات وملاهٍ للأطفال، لتجمع أهل البلدة فيها على المحبة والخير .
والجدير بالذكر أن حوش الرافقة قد امتدت لتتحول إلى أكثر من حي كبير يصل إلى حد البلدات الصغيرة التابعة لها كحي آل مراد وحوش مصرايا والضهور، وقد عمل رئيس البلدية على ضمان بئر مياه وتجهيزه بمضخة وتمديدات ومولد كهرباء لتأمين المياه للسكان فيها، ويسعى لمد هذه المياه الى أحياء بعيدة لا تتبع إلى حوش الرافقة ولا إلى غيرها، كما تعمل البلدية على إنماء هذه الأحياء كسائر أحياء البلدة .
ومن المعروف أن نهر الليطاني يخترق أراضي البلدة ويفيض بالخير شتاء، إلا أنه يتحول إلى معاناة في الصيف إذ تجف مياهه ويتحول إلى مجرى للمياه المبتذلة، لذلك يعتبر رئيس البلدية أن هذا الأمر هو همه الأكبر، مع رؤساء البلديات المحيطة بالنهر. وقد قامت البلدية بتوسعة مجرى النهر وتعميقه بطول ألفي متر وبكلفة مئتي ألف دولار، وتسعى البلدية مع الإتحادات وجمعية العمل البلدي لإيجاد الحلول المناسبة وإنشاء محطات التكرير لرفع هذه المشكلة عن أبناء المنطقة.
ماذا تغير في حوش الرافقة ؟
يقول رئيس البلدية : ماذا لم يتغير؟ كل البلدة تغير واقعها المهمل إلى حال من الإنماء المطرد، وأما على المستوى الاستراتيجي فإن بلدية حوش الرافقة تقوم بالمساهمة والمشاركة مع إتحاد بلديات غربي بعلبك والبلديات المعنية بتنفيذ طريق إستراتيجية تربط تمنين التحتا بحوش الرافقة وهو قيد الإنجاز بمواصفات عالية الجودة.
هذا غيض من فيض نشاطات بلدية حوش الرافقة التي عاهد رئيسها باسم المجلس البلدي أهلها بان يكون هذا المجلس عند حسن ظنهم، وأن تستمر بالعطاء والعمل على خدمتهم مهما كانت الصعوبات، آملة منهم التعاون لما فيه خير ومصلحة البلدة .
في الختام طالب رئيس بلدية حوش الرافقة الحكومة ووزارة الداخلية والبلديات والمسؤولين كافة بدعم العمل البلدي وعدم حجز أموال البلديات لتقوم بعملها ولتطلق يد البلديات لتكون بخدمة مواطنيها بشكل فعال، وتسهيل المعاملات البلدية بعيداً عن الروتين الإداري.