معرض صور من ذاكرة بعلبك في مئة عام.. في الأونيسكو

0

 

في العام 1843، أي بعد اكتشاف التصوير بسنوات قليلة، واختراع آلة التصوير، التقط مصور مجهول الهوية صورة لمعبد باخوس، يظهر فيها الحجر الأوسط في عتبة المعبد على وشك السقوط. تلك من الصور الأوائل التي التقطت في مدينة بعلبك، ووضعها اتحاد بلديات بعلبك في مقدمة معرض «ذاكرة بعلبك والجوار»، من إعداد وتوثيق الدكتور خالد تدمري، ويتضمن مئة صورة، تعود لما بين العامين 1843 و1943.
وقد افتتح المعرض أمس في قصر الأونيسكو، برعاية الرئيس نبيه بري، ويستمر حتى التاسع والعشرين من الجاري.
لبعلبك مئة قصة، روتها عدسات مصورين، شهدوا على إنشائها، فمنهم من حضر اسمه على صورته الخاصة في المعرض، ومنهم من بقي مجهول الهوية.
هنا، صورة للأخوين زنغاكي تعود إلى العام 1877، التقطها المصور أدريانن بونويس وتظهر معبد فينوس الدائري الصغير. وصورة لوفد سياحي أميركي داخل معبد باخوس في العام 1890. ومخطط تفصيلي للمدينة وجوارها، تظهر فيه أسماء المعالم البارزة للمدينة وضعه عالم الجعرافيا الألماني غوتليب شوماخر.
وزار الأميران ألبرت وجورج دوساكس، وهما من سلالة أحرار مملكة دوغال في بريطانيا، بعلبك في العام 1896 والتقط صورة الزيارة المصور ج. برغرين. وطبعاً يحضر «الجامع الأموي الكبير» الذي نشر صورته ماكس فون في العام 1915. وتكرّ سبحة الصور، وصولا إلى العام 1943، وبينها صور قوافل السياح الأجانب التي تتوافد بالحافلات لزيارة المدينة.

برعاية رئيس مجلس النواب نبيه برّي ممثلا بالنائب علي بزي إفتتح إتحاد بلديات بعلبك في قصر الاونيسكو معرض صور من ذاكرة بعلبك والجوار 100 عام في 100 صورة : 1843 – 1943 ، إعداد وتوثيق الدكتور خالد عمر تدمري . وحضر الحفل حشد من الشخصيات السياسية والاهلية تقدمهم رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد،  وحضور ممثل وزير الدفاع الوطني فايز غصن العميد الركن جمال الشمعة، ونواب تكتل بعلبك الهرمل ورؤساء بلديات واتحادات بلدية.

 

 

بعد آي من الذكر الحكيم والنشيد الوطني، جرى عرض فيلم وثائقي عن المعرض والصور التي جمعها الدكتور خالد تدمري عن بعلبك وجوارها منذ القرن التاسع عشر.
وألقى تدمري كلمة تحدث فيها عن “تاريخ بعلبك وأمجادها وأعلامها”، مشيرا إلى “مئة صورة تخلد تاريخ المدينة وتظهر مختلف أوجه الحياة اليومية والمناسبات التاريخية والأحداث التي شهدتها”، وقال: “إنها صور ووثائق نادرة حفظها السلطان عبد الحميد في قصر يلدز ووثقت في مختلف المكتبات التركية واستلزمت بحثا استغرق 15 سنة. كما تشتمل الوثاق على بطاقات بريدية من مؤسسة دباس”.
وشكر “كل من ساهم في هذا العمل ورئيس اتحاد بلديات بعلبك بسام رعد ونائب الرئيس أحمد الدرة وفريق عمله وقصر الاونيسكو وراعي الاحتفال الرئيس بري”.

رعد
وألقى رئيس اتحاد بلديات بعلبك بسام رعد كلمة قال فيها: “ننقل مشاعر الحب والاعتزاز من أبناء المنطقة إلى الرئيس بري. كما ننقل مشاعر التقدير والاخلاص والاندفاع نحو كل عمل يعزز صمود الوطن ويواجه مكائد الاعداء إلى الأخ والناصر والشريك، إلى الرجل الصادق والقائد الفذ، ومفخرة حاضرنا ومسطر النصر في تاريخنا المعاصر، قائد المقاومة السيد حسن نصرالله”.
وعرض “العديد من المشاريع التي نفذت في المنطقة، وساهمت فيها خصوصا الجمهورية الاسلامية في ايران ودولة الكويت، إضافة الى مشاريع من دول أوروبية ومن برنامج الأمم المتحدة”.
وطالب “الحكومة الحالية بأن تهيء مستلزمات الإنماء عبر تضافر جهود الوزارات والادارات المعنية”.

بزي
وألقى بزي كلمة تحدث في مستهلها بوجدانية عن “مدينة الشمس وابنائها”، ناقلا إلى الحضور “الحب والتقدير والاحترام من راعي الاحتفال الرئيس بري”، وقال: “للاسف الشديد، كل الحكومات التي تعاقبت في دولتنا لم تدهشها بعلبك ولم تلهمها، لأن حكوماتنا لم تزر بعلبك ولم تراها. إن العبور الى الدولة تعلمناه في البقاع الواعد والجنوب الراعد، وتعلمنا معنى الانتماء الى الدولة والوطن والمجتمع حينما أقسم أهالي بعلبك والجوار عن الوطن والعبور الى الوطن مع الامام المغيب موسى الصدر”.
أضاف: “غيرنا عبر بالدولة طولا وعرضا وفي كل الجهات، ونحن عبرنا بأشلائنا ودمائنا وبيوتنا وأرزاقنا من أجل أن يكون لنا وطن ودولة ذات سيادة وحرية واستقلال. فإلى متى تغيب الدولة عن محافظة بعلبك – الهرمل رغم صدور المراسيم التطبيقية عن محافظتي بعلبك – الهرمل وعكار؟ إننا نطالب بأن تصبح بعلبك – الهرمل وعكار محافظتين، إسوة بسائر المحافظات. متى تعبر الدولة بالمشاريع الإنمائية والخدماتية الى هذه المناطق الطليعية التي ما بخلت يوما من الأيام وزرعت كوادرها وأبناءها وعمائمها بالتواصل مع إخوانها في الجنوب”.
وتابع: “لا نريد أن يتم استبدال التقصير الحكومي من كل الحكومات التي تعاقبت بفلتان أمني هنا أو هناك، فهذا لن يحل المشكلة، فالمطلوب من المجتمع الأهلي ومنا جميعا أن نضع كل طاقاتنا وقدراتنا بتصرف الدولة في هذا الموضوع الذي يحفظ الرعاية والانماء والخدمات والسلم الاهلي، لأن هذه البديهيات من وظائف الدولة وليس من وظيفة الأحزاب والحركات والعائلات. نحن نشجع الدولة للتخذ دورها الطبيعي في مقاربتها لكل هذه الملفات، في ما يتعلق بالاستقرار العام أو في مواجهة المشكلات الاجتماعية والحياتية. ففي الماضي، تخلت الدولة عن الحماية، وانطلقت أفواج المقاومين والشهداء، وفي مناسبات كثيرة تخلت الدولة عن واجباتها في الرعاية. فاين الزراعات البديلة؟ وأين المؤسسات الانتاجية؟ ومطالب نواب ووزراء بعلبك – الهرمل من حكومة إلى أخرى”.
وأردف: “يجب على حكومتنا هذه أن تجسد كل ما التزمته أمام اللبنانيين بأن تكون حكومة العمل لا حكومة الشلل، وأن تكون حكومة منتجة وفاعلة وفعالة تلامس هموم الناس”.
ودعا الجميع إلى “عدم الانزلاق إلى مستويات التحريض الطائفي والمذهبي والعصبي”، وقال: “إن جرحنا ودمنا وهمنا واحد ووطننا الحبيب واحد. وإذا كان بعض صناع القرار يعملون على اطلاق مشاريع فتنة، فنحن مؤتمنون، رجال سياسة ودين على مختلف انتماءاتنا، على أن نعزف على أوتار الوحدة، الوحدة، ثم الوحدة التي نواجه بها العدو ونهزمه، كما قال الامام المغيب. وبعد اطلاق مبادرة الرئيس بري حول قانون الانتخاب، تمنى من كل القيادات السياسية الحكمة والتبصر لنضع بلدنا على سكة الانتماء الوطني، على حساب الانتماءات الطائفية والمذهبية. وكلما ضاقت الدائرة اتسعت نبرة الخطاب التحريضي والطائفي والمذهبي، وكلما اتسعت الدائرة توسع الخطاب والسلوك الوطني والمواطني. فهل نحن مؤتمنون على وطن يشعر فيه الانسان بأنه ينتمي إلى وطن أو إلى طائفة أو مذهب؟”

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.