لمبات البلدية تضيء في النهار وتنطفئ في الليل والسعي لتصحيح الوضع بدأ!

0

موقع النشرة الإلكتروني ـ
تقرير ريما أبو خليل:

“وينك يا بلدية، عينك عالضوّ شوية”، أغنية حفظها اللبنانيون ورددوها لكثرة ما عُرضت على شاشات التلفزة، حتى ظنّ سامعها أنه سينام ليلا ليستفيق في اليوم التالي ويجد أن قضية إنارة الطرقات قد تم حلّها بسحر ساحر. والأغنية عبارة عن إعلانٍ بدأت وزارة الطاقة والمياه بالترويج له في الفصل الأخير من العام 2011، حيث أطلقت في خلالها مشروعا، بالتعاون مع المركز اللبناني لحفظ الطاقة LCEC، لتطوير الإنارة الموفرة للطاقة، وإضاءة الطرقات اللبنانية بتأهيل واستبدال الإنارة الموجودة على الأعمدة الكهربائية على الطرقات العامة بأجهزة تحكم ضوئية، والتي باتت في كثير من الأحيان تضاء في النهار وتبقى مظلمة في الليل.

وفي هذا الإطار، يشرح مدير المركز اللبناني لحفظ الطاقة، والتابع لوزارة الطاقة، بيار خوري أن “هذا المشروع يختلف في فكرته وتنفيذه عن مشروع إضاءة الطرقات عبر الطاقة الشمسية والهوائية، وهو صدر عن قرار في مجلس الوزراء يحمل الرقم 59 بتاريخ 10 آذار 2010″، مشيرا في حديث إلى “النشرة” إلى أن “هذا المشروع يقوم على تركيب ما يُعرف بالاستشعار الضوئي والعدادات، لتحويل التحكم بأجهزة الانارة العامة”. وإذ يشرح خوري أن “مشروع تجهيز أعمدة الكهرباء بالطاقة الشمسية على الطرقات الرئيسية يعود لوزارة الأشغال، فيما تهتم البلديات بالطرقات الداخلية والفرعية”، يؤكد أن “التنسيق في البلدات والقرى يكون مع وزارة الطاقة، فيما يكون التنسيق في ما يختص بالاوتوسترادات والطرقات العامة مع وزارة الأشغال”.
ويتساءل المواطنون أين أصبح هذا المشروع الذي كثر الحديث عنه والذي لحظوا غياب تنفيذه ميدانياً. وفي هذا الإطار يؤكد خوري لـ”النشرة”، أن “390 بلدية في كل لبنان سجلت اهتمامها بهذا الموضوع، وقد قمنا بزيارتها لرؤية ما تحتاجه من معدات”، موضحا أن “الفريق التقني يقوم بتركيب المعدات اللازمة ويكشف عليها بعد فترة للتأكد من عملها”، وكاشفا أن “120 بلدية من أصل الـ390 التي تقدمت بطلب للحصول على هذه المعدات قد جُهزت فعلا بالقطع الالكترونية”.
وعن سبب التأخير في تطبيق هذا المشروع على مساحات أكبر، أوضح أن “السبب يعود لوجود 5 تقنيين لمتابعة هذا الملف فقط في كل أقضية ومحافظات لبنان”.

أجهزة التحكم الضوئية خطوة أولى للوصول إلى الإنارة بالطاقة الشمسية
وإلى جانب هذه الخطة التي تقضي بتفعيل نظام إستشعاري، يتساءل البعض عن إمكانية التوصل إلى الإستفادة من نظام الطاقة الشمسية في هذا المجال. إلا ان المعنيون يجمعون على صعوبة تعميمه هذا النظام لإنارة الطرقات اللبنانية كافة، خصوصا في المرحلة الراهنة، فوفق مدير مشروع “سيدرو” الذي يعنى بتحسين كفاءة استهلاك الطاقة والطاقة المتجددة لنهوض لبنان حسان حراجلي، إن هذه الصعوبة تعود “للكلفة العالية للمشروع خصوصا على الأوتوسترادات التي تتطلب إنارة أكثر من غيرها من الطرقات”، إلا أنه يوضح في الوقت عينه أن “الجدوى الاقتصادية من هذا الموضوع قد تكون مهمة جدا عندما يتم تعميمه في مناطق تشهد انقطاعا للكهرباء يزيد عن 14 ساعة في اليوم والطرقات الخطيرة، لأنه يقلّل من حوادث السير، وبالتالي من الكلفة التي قد تنتج عنها”.
أما خوري فيرى أن “هناك خطوات عديدة يجب القيام بها قبل الوصول إلى اعتماد الطاقة الشمسية، حيث أن مشاريع الإنارة تحتاج لدراسات تفصيلية لأن الطاقة الشمسية لها خصائصها”، موضحا أن “الإنارة العامة لها خطة تنفّذ على مراحل عدة، تبدأ بتوعية البلديات والتنسيق لعدم الإهمال في هذه القضية لأن إنارة الطرقات تتطلب مسؤولية عالية”، مشيرا إلى أن “الاستشعار الضوئي والعدادات هي الأوفر في الوقت الراهن، إذ فيها استثمار قليل مقابل توفير كبير، ما يسمح بالتحول تدريجيا نحو الإنارة العامة على الطاقة الشمسية، مع التزام توحيد المواصفات في المعدات المستخدمة”.
وعن الحل الأنسب للطرقات الدولية والرئيسية فيقول حراجلي أن “ذلك يكون بانشاء مزارع رياح ومزارع طاقة شمسية لإنارتها”، متطرّقا إلى قضية طريق ضهر البيدر والتي تم تجهيزها من قبل وزارة الأشغال العامة والنقل بالطاقة الشمسية للإنارة، مشيرا أن “المشروع فشل والملاحظات عليه لم تكن جيدة”، لافتا إلى أن “الطاقة البديلة جديدة علينا وقد أخطأنا كثيرا ويمكننا توظيف هذه الأخطاء لتفاديها في المستقبل”، داعيا وزارة الأشغال إلى “إيضاح سبب فشل المشروع للمواطنين باعتبار أن كل المعلومات حول هذه المواضيع هي ملك عام”. وبعد اتصالات عدة بالمعنيين في وزارة الأشغال لم نتلق أي ردّ عن هذا السؤال، لكننا تلقينا تأكيدات حول القيام بمشاريع جديدة في مناطق أخرى.
ويوضح حراجلي أن “مشروع “سيدرو” قام، بالتعاون مع وزارة الطاقة بإنارة الشوارع في منطقة آسيا وجنينة البترون بالطاقة الشمسية، وفي البقاع الغربي والشويفات والمختارة عبر تزويد أعمدة الكهرباء في هذه المناطق بلمبات LED التي توفر 30 إلى 40% من استهلاك الطاقة وتعطي الطاقة عينها وتعيش أكثر من غيرها”.
ويبقى “تقاسم المسؤوليات” بين الوزارات السبيل الوحيد في لبنان لتراشقها… وقد يكون في “بلد العجائب” كل شيء “بالقلب”، حتى “لمبات البلدية” تضيء في النهار وتنطفئ في الليل. لكن الأمل يبقى في المساعي المستمرة “للتنوير” علينا بنور فعّال… وفي الوقت المناسب!

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.