لجان الأحياء: الاهالي يبادرون لحمل مسؤوليات عامة من أجل خدمة الناس

0

موقع الانتقاد الإخباري ـ
ليندا عجمي ـ تصوير موسى الحسيني
من شرف خدمة الناس نشأت الفكرة، ومن روح المبادرة الفردية وتحمّل المسؤولية كانت الولادة، وبدلاً من لعن الظلام والإستسلام لسوء الحال واليأس من الإصلاح أضاءت لجان الأحياء شمعةً في مسار الوطن لتُسجل للمجتمع المدني إنجازاً يُضاف إلى سجل إنجازاته ولتحمل جزءاً من مسؤولية الدولة ومؤسساتها وتعوض بعضاً من غيابها.
رئيس “إتحاد لجان الأحياء الواقعة ضمن نطاق بلدية الحدث”، إبراهيم زين الدين، أوضح أن “لجان الأحياء” هي لجانٌ من المجتمع المحلي تهدف إلى تنشيط الحياة العامة وإستعادة المواطنين إلى حقل العمل العام والمشاركة الإيجابية، وإلى إعادة تفعيل مفهوم التعاون والتعاضد، وتحفيز المبادرات الذاتية وتطوير الأعمال التطوعية من خلال إشراك أبناء الحي في لجان العمل الجماعي الفعال وتعريفهم الى قدراتهم الحقيقية والإستجابة لمطالبهم الحياتية المشتركة.
وفي حديثه لموقع “الإنتقاد”، رأى زين الدين أن لجان الأحياء تنشأ لتحقيق مصالح أفرادِها، أو لتقديم خدمات للمواطنين، أو لممارسة أنشِطة إنسانيَّة متنوّعة، وهي تلتزم في وجودِها ونشاطها بقِيم ومعايير الإحتِرام والتَّراضي، والتسامح والمشاركة، والإدارة السلميَّة للتنوّع والإختلاف، لافتاً إلى أن هذه التَّنظيمات التطوّعية الحرَّة في العادة هيئة أهلية ناشطة من سكان الحي يتراوح عدد أعضائها ما بين 5 إلى 12 فرداً، ويكونون من أصحاب السمعة الحسنة والأخلاق الحميدة والقدرة على إدارة الملفات ومتابعتها؛ تضع اللجان هدف النهوض بالمنطقة والعمل على إنمائها والتغيير من حالها على سلّم أولوياتها، وتعمل على تحقيق ذلك بما يتوافر لها من إمكانات وما يتاح من طاقات وبالتعاون مع السلطة المحلية القائمة.
زين الدين الذي يرأس إتحاد لجان الأحياء ضمن نطاق بلدية الحدث والبالغ عددها 53 لجنة، وهي تنتشر في مناطق الحدث، الجاموس، السان تيريز، الليلكي، المريجة، حي الأميركان، حيث يبلغ عدد سكان هذه الأحياء نحو 68 ألف نسمة، أوضح أن من أهداف هذه اللجان النهوض بالمنطقة والعمل على إنمائها، وخصوصاً أنها عانت طيلة عشرات السنين من الحرمان والإهمال على كافة المستويات الإجتماعية منها والإقتصادية والخدماتية والإنمائية، وقال “ومن أجل ذلك يتم بذل جهود جبارة لإعادة موضعة هذه البلدات على خارطة الوطن والخدمات والإنماء بعيداً عن سياسة التهميش والإقصاء والإلغاء، حيث التنسيق الدائم مع كافة الفعاليات الرسمية والاجتماعية بغية العمل على انماء المنطقة وتطويرها…”.
وعدّد زين الدين بعضاً من الإنجازات التي نجح الإتحاد في تحقيقها، ومنها:
1. تنفيذ نشاطين بيئيين في كل من: منطقة الليلكي، حي الجامعة؛ تضمنا رسم جداريات هدفت إلى اضفاء لمسات جمالية وفنية على المنطقة، وتحفيز المواطنين على الإهتمام بمنطقتهم وتعزيز شعور الإنتماء إليها، وذلك بحضور عدد من الرسامين والمتطوعين والناشطين الإجتماعيين.
2. تدشين بئر إرتوازية في منطقة الليلكي بحضور عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب علي المقداد.
3. توزيع حصص غذائية للعائلات المعوزة.
4. إفطارات تكريمية خلال شهر رمضان المبارك.
5. تزيين الشوارع بمناسبة شهر رمضان وولادة الامام المهدي(عج).
6. عقد ورشة عمل تدريبية لمسؤولي اللجان تحت عنوان “تحديد أولويات لجان الأحياء” نفذها مدير مركز الخدمات الإجتماعية في برج البراجنة الأستاذ علي شداد.
7. إنجاز بدلات رياضية بهدف إنشاء أربع فرق كرة قدم.
8. التنسيق الدائم مع الجهات الرسمية لمتابعة مطالب الأحياء ومعالجة العالق منها.
9. عقد الإجتماعات الدورية لمناقشة آخر المستجدات والبقاء على تواصل دائم.
10. متابعات يومية على الأرض مع المواطنين لحل المشاكل الطارئة.
وأضاف زين الدين “بات لدينا إنجازات مهمة، ولكننا ما زلنا نسعى لإنجازات أخرى، ومنها ما يجري العمل عليه اليوم لجهة إنشاء ملاعب للأطفال”، لافتاً إلى أن اللجان نجحت قبل أيام قليلة بإقناع بلدية الحدث بضرورة وضع أعمدة إنارة في منطقة الكفاءات التي تعاني شوارعها من الظلمة، وأشاد بتجاوب رئيسي بلدية الحدث والمريجة جورج عون وسمير أبو خليل في إنجاز بعض المطالب.
وكشف أن اللجان ستتقدم في القريب العاجل إلى وزارة الداخلية والبلديات بطلب الحصول على إذن رسمي بالترخيص لإنشاء إتحاد عام خاص بها، آملاً في أن يصبح هذا الإتحاد جامعاً للمناطق اللبنانية كافة، وطالب وزير الداخلية مروان شربل بضرورة الإلتفات إلى اللجان ودعمها والإهتمام والتوصية بها، لأنه “ليس من السهل أن تجد متطوعاً يساعدك في عملك، على الرغم من أعماله وأشغاله الكثيرة”.
وتحدث زين الدين عن ضرورة إنشاء معاهد ومستوصفات وحدائق عامة للأحياء والمناطق المحرومة والمهمشة كأحياء الحدث والمريجة، فأكد أن خطة اللجان المستقبلية تقوم على الإهتمام بالمناطق على قاعدة التوعية الإجتماعية والثقافية، واعداً بالتواصل مع النواب كافة لإيصال صوت المحرومين ومطالبهم، وللاستفادة من طاقات الدولة الملزمة بتحقيق واجباتها تجاه مواطنيها.
من جهة ثانية، رأى زين الدين أن أحياء مناطق الحدث والمريجة تعود بالربح الوفير على البلديات التابعة لها، لذا يتوجب على الأخيرة ـ مقابل ذلك ـ تحقيق بعض من مطالب هذه الأحياء البسيطة، لافتاً إلى أن اللجان تموّل من خلال مساهمات أعضائها، أي أن التمويل ذاتي.
وفيما إعتبر أن اللجان الشعبية ظاهرة فريدة، إنطلقت بداية من منطقة الليلكي عام 1975 لتصبح فيما بعد نموذجاً لأبناء الأحياء الأخرى، شدد على أن رؤساء اللجان سيواظبون على خدمة الفقراء والمهمشين والمحرومين في مناطقهم من خلال تقديم المساعدات لهم وتوعيتهم وإرشادهم.
وفي الختام، توجه زين الدين الى أسرة “الإنتقاد” بالشكر لتسليطها الضوء على هذه القضية، آملاً من الدولة اللبنانية معالجة هموم الناس كافة، داعياً إلى تكثيف الجهود وتوحيدها، وتعميق هذه التجربة وتطويرها لتشمل مختلف الدوائر في مختلف المحافظات اللبنانية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.