الإنترنت المجاني يصل إلى حديقة الصنائع: من أجل ضمان حق المعرفة للناس

0

صحيفة السفير اللبنانيةـ
جهينة خالدية:

خبرٌ يبدو كالحلم: أن يتوفر في لبنان خدمة للاتصال بشبكة الانترنت، ومجانا. الحلم يتحول إلى حقيقة أخيراً، بعدما أمّنت وزارة الاتصالات، الإنترنت المجاني لكل الناس وفق تقنية «هادي أس أل» في حديقتين في بيروت، هما: السيوفي منذ حزيران الفائت، وحديقة الصنائع، ابتداء من يوم أمس، وذلك بمبادرة من وزارة الاتصالات، وبتمويل من جمعية المصارف، وبمشاركة شركة «سوديتيل»، علماً أن العمل جار لتوفير الإنترنت في أكثر من عشر حدائق أخرى في بيروت وطرابلس.
ويتطور الحلم مع تحسين وتسريع خدمة الانترنت في كل مناطق لبنان، إذ من المرتقب رفع سعة نقل المعلومات 27 ضعفاً، بالمقارنة مع السعة التي توفّرها حالياً تقنيّة «DSL». بالإضافة إلى ذلك، يعيد المشروع إحياء الأماكن العامة في لبنان، ويسهل تحقيق واحد من أبرز حقوق الإنسان: الوصول إلى المعرفة. ومع توفير الانترنت في الحدائق العامة، واحدة تلو الاخرى، تقترب وزارة الاتصالات أكثر فأكثر من خطتها الوطنيّة لزيادة ارتياد المواطنين للحدائق العامة، وردم هوّة التكنولوجيا الحاصلة.
هكذا، تنعم حديقة الصنائع، التي تعتبر متنفساً رئيسياً لأهالي المدينة المزحمة، بخبرين سارين في العام الجاري: الأول، تراجع بلدية بيروت عن تحويلها إلى مرأب للسيارات (أو بناء مرأب تحتها)، والثاني، توفير خدمة الإنترنت فيها. ومن المرتقب أن تستقطب الحديقة بعد إعلان الخبر، فئات عمرية مختلفة، لا سيما الشباب وطلاب المدارس والجامعات، بالإضافة إلى روادها الدائمين من كبار السن والأطفال، على أمل أن يدفع بالبلدية إلى مزيد من الاهتمام بالحديقة لجهة العناية بمزروعاتها ومقاعدها ونظافتها.
وكان وزير الاتصالات نقولا صحناوي، قد أعلن خلال إطلاقه خدمة الانترنت المجاني في حديقة الصنائع، أن «طموحنا أن يكون لكل لبناني القدرة على امتلاك جهاز كمبيوتر والنفاذ إلى الانترنت بكلفة مقبولة»، لافتاً إلى أن «مجلس الوزراء سبق أن أقر اقتراحنا بخفض التعرفة بنسبة 80 في المئة، وزيادة السرعة بين أربع وثماني مرات، والمرسوم سيطبق بدءاً من الأول من تشرين الأول المقبل». وأعاد صحناوي التذكير بأن «هذه خطوة أولى في مسيرة تحديث قطاع الاتصالات والمعلوماتية»، معلناً «أننا نطمح لأن تكون لكل لبناني كهرباء على مدار الساعة (24/24)، ومياه شفة وتغطية صحية، على أن تكون تكلفة هذه الخدمات مقبولة ومتاحة لجميع اللبنانيين».
ويأتي مشروع مدّ الحدائق العامة بالانترنت، «نتيجة قناعة طبقها وزير الاتصالات السابق (وزير العمل حالياً) شربل نحاس، تفيد بأن الاتصالات ليست فقط خدمة سلعية، بل مجال لنشر المعرفة وتشجيع التواصل مع الناس».
وتجدر الإشارة إلى أن الوزير نحاس أطلق مشروع تحديث قطاع الاتصالات والمعلوماتية، إثر تقديمه جردة حسابات تفيد بأن «إنفاق اللبنانيّين على الاتصالات والمعلومات بلغ 3100 مليار ليرة في العام 2010 (2.06 مليار دولار). أمّا الضرائب والريوع فنسبتها 58 في المئة من هذا الرقم (أي نحو 1.2 مليار دولار)، ومن المفترض أن تنخفض هذه التكلفة بنسبة 80 في المئة!».. علما أنه، بدءاً من شهر تشرين الأول المقبل، تطلق وزارة الاتصالات مشروع «الجيل الثالث»، في كل من بيروت وجبل لبنان، كما في كل لبنان مع بدء الفصل الأول من العام 2012 المقبل.
وفي حين كان لبنان يعتبر من الدول الأكثر تخلفاً في مجال الاتصالات لجهتي السرعة والتكلفة، ينقل المشروع الشبكة الخلوية في لبنان إلى مصاف الدول الأكثر تقدماً، ويتيح للمشتركين الإفادة من خدمات أوسع وأكثر تقدماً مما هو متوافر راهنا في الجيل الثاني، ومنها الاتصال عبر الصوت والصورة على الانترنت ذي الجودة العالية Video Call، وتحميل البيانات عبره بسرعات عالية، وتأمين خدمات المالتيميديا، وغيرها.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.