الرصيف لم يعد مكاناً آمناً للمشاة··· إنتبه لأغطية الريغارات

0

صحيفة اللواء ـ علي صفا:
كان باعتقاد الطفلة الصغيرة التي تمسك بيد والدتها وهي تمشي معها في السوق التجاري ان الرصيف ملاذ آمن من كل الاخطار التي قد تطالهم اثناء مشوارهم للتسوّق بعيداً عن السيارات العابرة·· لكن هذه الطفلة لم تدرك، لا هي ولا والدتها، الخطر المحيط بهما من اغطية <الريغارات> الصدئة بمعظمها فوق معظم ارصفة العاصمة بيروت، وهي تُبرز نصول الحديد كالأنياب لتطال اقدام العابرين من الفتحات التي بدأت تتوسع مع الوقت، لتصير بحجم القدم·· وربما أكبر ايضاً·· وقد بات يظهر منها الأوساخ وبقايا النفايات بشكل واضح··
وبلحظة سريعة، زلّت قدم الطفلة زينب بين انياب اغطية الريغارات، ولم تستطع انتشالها منها فصرخت موجوعة من الألم الشديد لأمها التي عجزت بدورها عن سحب قدم طفلتها من بين غطاء <الريغار> الى ان تدخل المارة للمساعدة، وكانت النتيجة البقاء في المستشفى عدة ايام للمعالجة··

مضى عام على الحادثة المذكورة، وحتى اليوم، لا زالت زينب تمر على رصيف شارع مار الياس، وترتعب حين تصل الى انياب <الريغار> الذي ابتلع قدمها، فتبتعد مذعورة عنه الى الجهة المقابلة··

شارع مار الياس ليس الوحيد بين شوارع العاصمة بيروت الذي فيه اغطية <ريغارات> <فات عليها الزمان> وصارت تحتاج الى تغيير أغطيتها·· فعلى إمتداد اسواق المدينة، <ريغارات> من كل الانواع والاحجام لمؤسسات: المياه، الكهرباء، الهاتف، واغطية مجارير ايضاً·· صارت صدئة، وهي تهدد اقدام المشاة·· و<كأنها تناديهم لتمزقها إرباً إرباً، كشفرات السكاكين لا بل أسوأ منها بكثير··

وهذا ما يمكن اعتباره خطر يهدد سلامة المشاة، بشكل يدعو بلدية بيروت لرفعه عنهم، تماماً كما سائر الاخطار الاخرى التي تهدد سلامتهم>·

هذا ما قاله المواطن حسين شحرور معلقاً على اغطية <الريغارات> الصدئة، التي علقت قدم الطفلة بواحدة منها، وهو يدل عليها عند تقاطع مار الياس – كركول الدروز·

·· مضيفاً ان انياب هذا <الريغار> لا زالت على حالها، ولم تتم صيانة الاغطية، رغم وقوع الكثير من المواطنين ضحية فيها··

واضاف زهير عثمان الذي كان يتأمل الصدأ في غطاء <ريغار> وهو يلتف حوله كالمنشار بالقول: <من هو صاحب النصيب من المواطنين الذي ستسقط رجله في هذا الغطاء الذي بات رقيق جداً، كالورقة، وينتظر القدم التي ستسقط فيه، قبل ان يتم استبدال هذه الاغطية·· وصيانة <الريغارات>·

وطالب احمد الزين بلدية بيروت والادارة البلدية <التنبه لهذا الخطر حول اقدام المشاة>، مضيفاً: <ان تضرر اي مواطن بسبب عدم صيانة اي مرفق خدماتي، يترتب عليه تحميل المؤسسات الرسمية مسؤولية كاملة عن الحادث، ويرتب القضاء تعويضاً كبيراً يجب ان تنتبه له بلدية بيروت قبل الوقوع فيه··>·

واستغرب جهاد العلي ان تقوم البلدية بصيانة ارصفة العاصمة، وترصيفها بينما تترك اغطية <الريغارات> فوقها صدئة·

واضاف: ان ارصفة شارع مار الياس تمت صيانتها منذ مدة قريبة، حيث جرى استبدال بلاطات الرصيف المكسرة بأخرى جديدة، ولم يتم استبدال اغطية <الريغارات> التي مضى عليها الزمن وباتت تهدد سلامة المواطنين، لا سيما الاولاد الذين يركضون ولا ينتبهون لخطواتهم، وكذلك العابرين ليلاً اثناء انقطاع الكهرباء عن الشارع··

وأمل ان تلحظ البلدية والمحافظة الخطر للقيام بابعاده فوراً عن المواطنين مستغرباً حملات الصيانة للمرافق المختلفة دون ان تشمل الريغارات على الارصفة·

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.