نادي الشرق لحوار الحضارات وبلدية الدكوانة نظما مؤتمرا عن دور المرأة في صنع السلام برعاية شبطيني

0

1457187176_

عقد نادي الشرق لحوار الحضارات وبلدية الدكوانة، بمناسبة يوم المرأة العالمي وبرعاية وزيرة المهجرين القاضي أليس شبطيني وبحضورها، مؤتمرا بعنوان “دور المرأة في صنع السلام”، حضره سفيرة كندا في لبنان ميشيل كاميرون، سفيرة هولندا هستير سومسن، سفيرة الهند أنيتا نيار، الأميرة حياة وهاب إرسلان، رئيس نادي الشرق لحوار الحضارات إيلي السرغاني، رئيس بلدية الدكوانة المحامي أنطوان أ. شختورة، مدير ومنسق المؤتمر المحامي إيلي نصر، عدد من الشخصيات الرسمية، الديبلوماسية، الدينية، القضائية، الثقافية، العسكرية، التربوية، الإقتصادية، الفنية والإعلامية، وعدد من الجمعيات والنقابات المعنية. وقدمت المؤتمر الإعلامية الدكتورة نادين الأسعد.

نصر

ورحب نصر بالحضور، مشيرا إلى أن الاحتفال “جاء لتأكيد دور المرأة القيادي في صنع السلام، المرأة التي في تكوينها ميالة الى السلام والديبلوماسية، الى الصبر والهدوء، الى العاطفة والعمل الإنساني، الى الاستقرار العائلي والاجتماعي. هذه الصفات كلها مجتمعة تنبع من قلبها، وكل ما ينبع من القلب يكون أكثر صدقا وإيمانا وتأثيرا من العقل الذي يعتمد لغة الأرقام والمصالح، وكما قال سقراط “عبقرية المرأة تكمن في قلبها”.

أضاف: “هناك نوعان من السلام: الأول سياسي، هو سلام المصالح المشتركة بين الدول، وينتهي بانتهاء هذه المصالح. والثاني إنساني دائم وثابت يتحقّق عن طريق محاربة الفقر عبر سياسة إقتصادية صحيحة، محاربة الأمية والجهل عبر سياسة تربوية واجتماعية، محاربة الفساد عبر تطبيق القوانين وتحديثها، محاربة الطائفية عبر تعزيز ثقافة الأديان والقيم الدينية. كما عن طريق ضمان العدالة الاجتماعية وحرية الرأي والتعبير، وتعزيز حقوق الإنسان لا سيما حقوق المرأة التي أكدتها القرارات الدولية، فضلا عن تعزيز المواطنية والتزام العيش المشترك”.

واقترح تشكيل “لجنة من المحاضرات والمحاضرين برئاسة شبطيني، تضع توصياتها في تقرير عام، وترسله الى الهيئات الدولية وحكومات بلادها وتتابعته مستقبلا لتنفيذ مضمونه”.

شبطيني

والقت شبطيني كلمة قالت فيها: “إذا كنا نعتبر أن العمل من أجل السلام هو فعل إيمان، فلا بد لنا من أن نتمسك ونسترشد بما نصت عليه الأديان السماوية من مباركة لصانعي السلام ومن تشديد على أهمية إصلاح ذات البين وعلى أن المؤمنين أخوة بعيدا عن أي تمييز طائفي أو عرقي. ولأن السلام هو من مسؤولية كل المجتمع الدولي، فإن دور المرأة على هذا الصعيد لا يقل شأنا عن دور الرجل، ولا سيما في ما يتعلق بدورها الريادي داخل العائلة والمجتمع والوطن، وكذلك مساهمتها الفعالة على المستوى الدولي في مواجهة الديكتاتورية والظلم والتمييز والإرهاب”.

ورأت أن “دور المرأة في صنع السلام يحتم علينا، نحن أبناء هذا الشرق، أن ننخرط في نضال مستمر ومستدام، سعيا وراء تنشئة وطنية إنسانية جامعة نعبر من خلالها الى فضاء رحب ملؤه العدالة والتضامن والمساواة، ولا شك أن الوصول الى هذا المرتجى العظيم يستوجب بالدرجة الأولى صون وحماية حقوق المرأة التي أثبتت جدارتها وكفاءتها وطنيا ودوليا لناحية الإنجازات الإنسانية المحققة عند اشتداد الأهوال والنزاعات”.

وأعلنت عن “مشاركتها في مؤتمر سيعقد في كوريا في 14 آذار الجاري بدعوة من المجموعة النسائية الدولية للسلام”، مؤكدة أنها “ستطالب فيه بالمساهمة أكثر بتعزيز السلم العالمي، وتحديدا في منطقة الشرق الأوسط وضرورة إشراك المرأة في هذه العملية انطلاقا من قاعدة أن المرأة باتت في القرن الحادي والعشرين تكمل الرجل خصوصا وأن كل المجتمعات تخطت مقولة أن المرأة عنصر ضعيف وملحق، بل أصبحت مشاركة فعالة في شتى المجالات”.

وأضافت: “في لبنان، نحن على يقين أن المرأة اللبنانية ستبقى وكما كانت على الدوام مثالا في التضحية والبذل والعطاء من أجل مجتمع لبناني متقدم ومزدهر، لا تقوى عليه كل محاولات التفرقة والانقسام، لأنها تملك من الوعي والإدراك ما يؤهلها لقيادة مسيرة تنشئة الأجيال الصالحة، وصون وحماية السلم الأهلي، والتمسك بنعمة العيش المشترك، وجعل مصلحة الوطن والكيان فوق كل اعتبار وعاملة نشيطة في جميع الأعمال المهنية والعلمية والسياسية من سائقة تاكسي الى مديرة بنك ونائب في البرلمان ووزيرة في حكومات عدة”.

وختمت مؤكدة أهمية أن “تكون قضية الشغور الرئاسي في أولوياتنا لناحية العمل والسعي الدائم لانتخاب رئيس جديد للجمهورية لسد الفراغ القاتل والمدمر، باعتبار أن هذا الموضوع هو المنقذ والحل لكل مشاكلنا وانتظام المؤسسات وتصحيح العلاقات الداخلية والخارجية”.

كاميرون
وشددت كاميرون على “أهمية دور المرأة في صنع السلام، لأنها غالبا ما تكون أول من يعاني من الإنتهاكات”. وقالت: “إذا ما نظرنا في السنوات الخمس الأخيرة ولا سيما في السنة الفائتة، نسمع الكثير عن السلام واستدامته، إن المجتمع الدولي قد دعا في وقت سابق الى مشاركة المرأة في السلام، وصدر القرار 1325 عن مجلس الأمن (2000)، بشأن المرأة والسلام والأمن، وهو يهدف الى حشد القوة للمرأة من أجل سلام أفضل، ويدعو الدول الأعضاء في الأمم المتحدة إلى إشراك المرأة بشكل فعال في جدول أعمال السلام والأمن. وفي العام 2015 أعاد مجلس الأمن في القرار 2242 التأكيد على التزامه بمواصلة تنفيذ قرار مجلس الأمن 1325 وتشجيع الدول الأعضاء على إشراك المرأة في محادثات السلام بنشاط من خلال تأمين الدعم التقني والمالي”.

وأضافت: “نتحدث هنا عن أهمية المساواة بين الرجال والنساء ومساهمتهما معا في عملية السلام لأنهما بهذا يعملان من أجل التغيير بشكل فاعل أكثر. إن هذا الموضوع هو آني لأنه بسبب تلك النزاعات ينظر الى المرأة على أنها ضحية الضحايا لأن الرجل لا يتأثر بها على قدر ما تتأثر هي”.

ولفتت إلى “وجود إحصاءات على الإنترنت تقول إنه من العام 1992 وحتى العام 2011 يوجد %4 من النساء فقط وقعن على معاهدات السلام، %2.4 من الوسطاء كن من النساء، ومن أصل 585 اتفاق سلام فقط 16 %‏ منها تضمنت مسائل تتعلق بالمساواة بين الجنسين. واليوم رغم أن الواقع يؤكد أن النساء يشكلن نصف أعداد البشرية، إلا أن النسب لم تتغير، وهذا أمر مخيف”.

وتابعت: “يمكننا القول إن هذا هو الواقع، ولكن لما يجب علينا ان نهتم؟ أقول إنه واجب أخلاقي. تخيلوا مثلا لو قسمنا لبنان الى قسمين، وقلنا إننا لن ننظر الى القسم الآخر في الانتخابات البلدية، ألن تقوم ثورة جراء ذلك؟ نحن لا نزال نسمح لنصف السكان والشعوب ألا يكونوا مضطلعين في عمليات حفظ السلام أو صنعه أو بنائه أو الوقاية من النزاعات أو الوساطة. لا يمكننا الاستمرار بهذه الطريقة، فإذا كنتم غير مهتمين بالجانب الأخلاقي فلننظر الى النتائج. لقد أثبتت الأبحاث أن مشاركة المرأة تؤدي إلى آفاق أفضل بنسبة 74 % لاتفاق سلام مستدام لأنه لن يكون عندنا أي ازدواجية أو ظلم”.

وحثت على “تشجيع المرأة في المشاركة في الإقتصاد ومعرفة حقوقها وأن تعيش محررة من أي عنف أسري، لأنه لا يحق لأي إنسان إهانة إنسان آخر”. وختمت: “إذا كانت الانتخابات البلدية ستجري في شهر أيار المقبل، فأنا احثكم على تشجيع النساء على المشاركة فيها وذلك من أجل مجتمع أفضل”.

سومسن

بدورها، استهلت سومسن كلمتها بجملة للكاتب المصري قاسم أمين تقول إن “الأم تصنع الأمة”. وأشارت إلى أن ” سيادة القانون وحقوق الإنسان هما من أبرز ركائز سياستنا الخارجية، ولاهاي هي العاصمة القانونية للعالم”. واعتبرت أن “عالما تحترم فيه سيادة القانون وحقوق الإنسان هو عالم أكثر رخاء، ويتمتع بالأمن والاستقرار وفيه مصلحة للجميع. إن حقوق المرأة هي حقوق الإنسان، وهذا الأمر مذكور في الإعلان العالمي لهذه الحقوق، وهذا يشمل الرجال والنساء. فمسألة المساواة بين الجنسين ليست قضية المرأة، إنما تهم الرجال والنساء”.

وأشارت الى أن “القانون اللبناني يضمن حقوق المرأة، والمادة 7 من الدستور اللبناني تنص على مساواة جميع اللبنانيين أمام القانون، وهم يتمتعون بالقدر نفسه من الحقوق المدنية والسياسية والواجبات العامة من دون تمييز. ومع ذلك لم يتم تنفيذ المساواة، في أي مكان في العالم، لا في لبنان ولا في هولندا أو سواهما”.

ولفتت الى أن “بلادها تعمل على مشاريع لدعم المرأة في العراق، كما تعمل مع الأمم المتحدة لتمكين المرأة السورية من المشاركة في محادثات السلام السورية. الى ذلك تمول مشروعا في البقاع يهدف الى تشجيع مشاركة المرأة في الانتخابات البلدية”. وسألت سومسن: “هل سيكون لدينا أزمة النفايات في لبنان إذا كان عندنا المزيد من النساء في السياسة”؟ مشددة على أن “التعاون في إيجاد حل للمشاكل الجماعية ضروري جدا، وعلى أهمية العمل لمنع العنف ضد المرأة، وعلى معالجة قضية عدم المساواة في قوانين الأسرة، وإشراك المرأة في الحياة السياسية وتحفيزها للمشاركة في المفاوضات وإتفاقيات السلام وأيضا على المستوى المحلي كالبلديات”. وأشارت الى “وجوب العمل من اجل إيجاد كوتا نسائية لا تقل عن%33 في القانون الانتخابي الجديد”.

وختمت : “إن النساء اللبنانيات مصدر إلهام لي، بسبب مستوى تعليمهن العالي وطموحهن، لذلك يجب أن يعطين المزيد من فرص المشاركة في الحياة العامة والسياسية. إن قضية المساواة بين المرأة والرجل ليست فقط قضية المرأة، لأنه حينها سيكون المجتمع بأسره أكثر ازدهارا وإستقرارا”.

نيار

واستهلت نيار كلمتها بالإعتذار “عن تأخرها كونها تأتي مباشرة من المستشفى”، وقالت: “عندما طلب مني المشاركة شخصيا في المؤتمر لم أوافق على هذا الموضوع، لأننا عندما نتحدث عن الأدوار ننشر التمييز بين الجنسين. لقد قرأت الكثير حول هذا الموضوع في المحاضرات التي سبق وأن عقدت حوله، فوجدت أن “المنظور الفريد” للمرأة يأتي من واقع أن النساء يتعرضن للتمييز لأننا لسنا مشاركات بشكل متساو في المجتمع، ولو كنا كذلك لما تحدثنا عن هذا المنظور”.

وأضافت: “قيل لي إن النساء ألطف وعاطفيات أكثر ويعتنين أكثر بالآخرين، كلها مجرد صور نمطية. بعض النساء يكن بلا رحمة ويلجأن الى القسوة والعنف مثل الرجال، ولكن لا فرصة أمامهن لإظهار ذلك”. أوافق على أن موضوع السلام مهم للغاية، وأوافق المحاضرات حول الحاجة الماسة للمزيد من مشاركة النساء في المجتمع، وتأثرت عندما تحدثت السفيرة كاميرون عن أن مشاورات السلام تنجح بشكل أفضل وبنسبة %74 إذا ما شاركت فيها النساء. ويعود ذلك لفكرة أن النساء يبقين على قيد الحياة بعد النزاعات، هذا هو السبب حول هذه الفكرة بأنه عندما تشارك النساء في محادثات السلام تكون فعالة أكثر”.

وشددت على أنه “علينا ألا نقسم هذه المسألة الى أدوار، دور في مكافحة العنف، دور في السلام، دور في الانتخابات البلدية وغير ذلك، بل يجب تركيز جهودنا لإعطاء النساء المساواة من خلال إشراكهن في المجتمع بشكل متساو مع أي أقلية او إتنية”.

وعبرت عن سرورها برؤية “عدد كبير من الرجال هنا، ليس بسبب ما قالته السفيرة كاميرون، بل لأنكم “الجمهور” الذي أستهدفه لكي تقبلوا النساء كمتساويات بكم. أوافق على المسألة الأساسية أنه لا بد من مشاركة النساء في عملية الحياة ككل، وبالتالي على المرأة أن تعطى الفرصة لتبين للجميع ما يمكنها فعله. ليست المسألة إذا كانت تفعل الأمور بطريقة أفضل من الرجل، ولكن أن نعطيها الفرصة لتظهر ما لديها”.

وختمت: “أضم صوتي لدعم المساواة بين الجنسين لتطلع المرأة على ما يحق لها، وعلى ما يمكنها أن تعمل”.

إرسلان

وأشارت إرسلان إلى أن “المرأة مسالمة في طبعها – إلا في ما ندر، فحين تمارس المرأة طبيعتها تنشر السلام، لكنها تصنع الحروب أيضا لأنها تنجب وتربي أربابها”. وتساءلت: “هل تخطىء المرأة اللبنانية حين تربي أولادها على مضامين القوة والشراسة؟ لا أعتقد ذلك لأننا نعيش في عالم متوحش سياسيا واقتصاديا واجتماعيا. وعالمنا في الداخل ليس بأفضل، فقيم الحق والعدل والمساواة تطبق إستنسابيا لصالح المدعوم ولمن يملك الواسطة الأقوى. وهنا لا بد من التساؤل: هل من سلم وسلام يرتجى من المرأة أو الرجل معا في ظل الظلم والظلام، وفي ظل خواء معادلة الحقوق والواجبات، ومعادلة الحق مع الأقوى؟”

وأشارت إلى أن “المرأة توأم السلام، والمجتمع مستعد للعنف وهي جزء من هذا المجتمع. الحل هو بالعدل والعدالة والمساواة في المواطنية، فالمرأة تكون قادرة على صنع السلام بمؤازرة القوانين العادلة والتشريعات النافذة، كما حين يصبح القضاء مرجعية معتمدة لا بديل عنه ولا شريك له، تصنع السلام حين تنمي نزعة العمل الجماعي بدل الفردي، حين تستبدل مقولة “أنا باخد حقي بإيدي”، بإيمان راسخ بأنه “لا يضيع حق وراءه مطالب”، وعندما تطالب بسيادة القانون دون تراجع أو انكفاء”.

ورأت أن “استدامة السلام تتحقق في اجتثاث أسباب الحروب التي تتمثل بجنوح الأقوى للسيطرة على الضعيف”، متوجهة الى المرأة بالقول: “ربي جيلا يرفض المساومة والذل والخنوع، يعطي الوطن أكثر مما يأخذ منه تصنعين السلام. وأخيرا أقول للنساء اللواتي حملن وربين سياسيي لبنان، سامحكن الله على تربية سياسيين يأخذون من الوطن ولا يعطونه”.

السرغاني

وبدوره، قال السرغاني “نقوم اليوم بتكريم كل إمرأة، وأم وعاملة، وشابة، في يوم عيدهن”، متوجها بالشكر للسيدات المحاضرات والمكرمات، كما للرئيس الفخري للنادي المطران عصام يوحنا درويش، ولرئيس مجلس الأمناء أنطوان شختورة، وأعضاء النادي والهيئة العامة والإدارية على جهودهم في إنجاح هذا المؤتمر. وشكر صاحبة الدار رئيسة إتحاد بلديات المتن الشمالي السيدة ميرنا أبو شرف على استضافتها للمؤتمر”.

واستغل السرغاني المناسبة ليزف للحضور خبر عقد “مؤتمر الشبيبة الدولي للسلام 2016” الذي يعقد بين 15 و 5 آب المقبل، والذي سيجمع أكثر من 400 شاب وشابة من نحو 40 دولة أجنبية وعربية تتراوح أعمارهم بين 18 و30 سنة، بهدف التعرف على لبنان والشبيبة اللبنانية والحضارة الشرق – أوسطية وتعميق الثقافات.

شختورة

وكلمة الختام كانت لشختورة الذي قال: “نحتفل في يوم المرأة العالمي بالإنجازات التي حققتها المرأة في المجالات السياسية والإجتماعية والإقتصادية والثقافية. فبعدما واجهت العديد من التحديات بين الرفض والمساواة، نراها اليوم تشكل عنصرا مهما وأساسيا في بناء المجتمع المتحضر. لا يمكن أن تتطور أدوار المرأة وتصبح شريكا كاملا في المجتمع، إلا إذا سمح لها بممارسة حقوق مساوية للرجل في الأدوار الاجتماعية، الاقتصادية، والسياسية. ولكن هذا التطور يتأثر أيضا بدرجة وعي المرأة وتفاعلها مع حركة المجتمع. ونحن في بلدية الدكوانة نرى بأنه من حق المرأة العمل في المجالات كافة، وهذا الحق هو واجب وطني لخدمة الوطن، فضلا عن كونه عاملا مهما في نضوج شخصيتها وتنمية علاقاتها الإجتماعية”.

وطالب ب”وضع قوانين تحمي حقوق المرأة، وبتمثيلها على الصعيد البلدي، والنيابي والوزاري، وسن قوانين صارمة ضد العنف الأسري”. وقال: “حين نطالب بحقوق المرأة ومساواتها بالرجل، فإننا نرد لها ما هو من حقها. ونحن في نادي الشرق لحوار الحضارات، نقدر المرأة ونرى فيها فردا مساويا للرجل في الحقوق والواجبات، ومن هذا المنطلق تتألف الهيئة الإدارية للنادي من غالبية نسائية. وعليه نعمل سويا دون تفرقة بهدف نشر ثقافة الحوار والسلام”.

وكذلك، طالب ب”بذل قصارى جهدنا لتمكين المرأة من المشاركة الفاعلة في مختلف مستويات صنع القرار، وذلك من حصولها على حقوق وفرص متساوية مع الرجل من أجل تطوير المجتمع وتعميق مفاهيم الإنتماء، واستشهد ببيت شعر للمتنبي يقول فيه: “وما التأنيث لاسم الشمس عيب، ولا التذكير فخر للهلال”.

وتطرق الى “بعض الملفات السياسية مشيرا الى الفراغ الرئاسي الذي تعاني منه البلاد، والى مشكلة النفايات التي من المعيب علينا أن نقبل بأن تبثها محطة ال”سي. أن. أن.” فيشاهدها العالم أجمع”. وقال: “الأمراض التي يعاني منها المواطنون اليوم ستتزايد أكثر فأكثر مع قدوم فصل الصيف بسبب تراكم النفايات. كذلك فإن غياب الرقابة الغذائية والبيئية والبطالة وزيادة اليد العاملة الأجنبية، وهجرة الشباب كلها مشاكل تواجهنا ولا نجد حلولا لها. ولهذا فمن هذا المنبر، أوجه رسالة شخصية الى كل صاحب منصب، الى كل نائب ووزير، تقول: إذا كنت لست قادرا على إيجاد الحلول، إرحل، وإذا كنت تخشى من اتخاذ موقف إرحل أيضا. يكفينا مزايدات، يكفينا مماطلة، يكفينا سرقة وهدر أموال عامة، نريد حلولا بدلا من الكلام”.

وختم: “وعن تمثيل المرأة بكوتا نسائية في المشروع القابع في أدراج مجلس النواب، أسأل هل أن السياسيين خائفون من المرأة، هل هي تخيفهم؟ أنا لا أجدها كذلك، بل على العكس أراها جميلة قلبا وقالبا”.

وتلى الكلمات محطة غنائية للمطربة نسرين الحصني، رافقتها فيها مجموعة كبيرة من الأطفال، فتيانا وفتيات، لبسوا جميعهم اللباس الأبيض للدلالة على أهمية السلام.

واختتم المؤتمر بتكريم المحاضرات ومقدمة المؤتمر والمغنية، الى جانب سيدات رائدات في المجتمع في مجالات إجتماعية، إقتصادية، إعلامية، فنية، رياضية، ثقافية، هن: المدافعة عن حقوق المرأة السيدة ليندا مطر، الأمينة العامة للجنة الوطنية للأونيسكو البروفسور زهيدة درويش جبور، سيدة الأعمال رولا موسى، سفيرة ومطربة السلام دلال شمالي، المهندسة وملكة جمال الفكر الأخضر سيلفيا يمين، الشاعرة والروائية لينا كريدية، زوجة المقدم الغوار الشهيد صبحي العاقوري ليا عاقوري، الإعلامية غادة بلوط، رئيسة جمعية “كن هادي” السيدة لينا جبران، الرسامة ماري خوري، البطلة الرياضية أندريا باولي، الممثلة ديامان بو عبود، البطلة الرياضية في الرماية راي باسيل، الإعلامية دعاء حمصي (تكريما لشقيقتها عازفة القانون الراحلة إيمان حمصي)، والإعلامية سناء فنيش.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.