ندوة عن طرابلس عاصمة لصناعة المعرفة والعمل عن بعد

0

1453051359_
نظمت الجمعية اللبنانية للانماء الريفي، ندوة متخصصة بعنوان “طرابلس عاصمة لصناعة المعرفة والعمل عن بعد”، بشراكة مع المنطقة الإقتصادية الخاصة في طرابلس، وبالتعاون مع غرفة طرابلس ولبنان الشمالي، حضرتها الوزيرة السابقة ريا الحسن، مستشار الرئيس سعد الحريري لشؤون الشمال عبد الغني كبارة، جمع من الفاعليات والوجوه الإقتصادية والإجتماعية والعلمية والأكاديمية والبلدية والإعلامية، ناشطون في الجمعيات الأهلية والمدنية من مختلف مناطق الشمال لا سيما في محافظة عكار.

الحسن

وتحدثت الوزيرة السابقة الحسن، موضحة، في كلمة موجزة المراحل التي قطعتها الخطوة الأولى من ورشة الردميات المتعلقة بمشروع إطلاق المنطقة الإقتصادية الخاصة، لافتة الى “أن البيئة المحيطة بموقع مشروع المنطقة، يجب أن يأتي منسجما مع الخصائص البيئية التي تنص عليها قوانين المنطقة الاقتصادية، وأن ما يثير القلق هو “مكب النفايات” الذي تعاني منه المدينة، والذي يجاور جغرافيا المنطقة الاقتصادية، وأن من الأهمية الحيوية، أن يتم إيجاد الحلول السريعة، لهذا المكب ومفاعيله الضارة بالبيئة، وإلا نكون قد واجهنا مشكلة لا نواجهها كمنطقة إقتصادية في الأساس”.

وأثنت الحسن على الدور الذي تقوم به الجمعية اللبنانية لإنماء المناطق الريفية، لافتة الى أهمية التشبيك مع هذه الجمعية التي تواكب العصر في تقنيات التواصل المتطورة والمبتكرة، وأن محافظة عكار كما طرابلس وكل المناطق الشمالية، تختزن الكثير من الطاقات والموارد البشرية والإقتصادية التي يجب أن تستثمر بإتجاه الإنماء الإجتماعي والنهوض الإقتصادي، معلنة عن الجهوزية الكاملة، للتعاضد والتعاون والشراكة بين كافة مكونات القطاعين العام والخاص بهدف العمل معا على إنجاح مشاريع الإستثمار والتنمية المستدامة.

دبوسي

بدوره، لفت دبوسي الى أن “الجهات الدولية والمؤسسات المتخصصة لا سيما البنك الدولي وغيره من تلك الجهات، تتجه في المرحلة الراهنة، الى الإهتمام بطرابلس ولبنان الشمالي، بالرغم من الظروف المحيطة بمنطقتنا والوقوف على تطلعاتنا وأمنياتنا بنجاح مشاريعنا، وأعتقد أن هذا التوجه لم يكن في أي وقت من الأوقات إعتباطيا، وإنما يدل على مدى معرفة تلك الجهات بما تحتضنه مدينتنا ومنطقتنا من مشاريع إقتصادية وإستثمارية واعدة، وأنا في هذا السياق لا أريد أن أضيف الى ما سبقتني اليه، معالي الرئيسة ريا الحسن، بشأن المنطقة الإقتصادية الخاصة، وما تشهده في المرحلة الأولية، من ردم لمساحات شاسعة تساعدها على تحقيق إنطلاقاتها”.

وتابع: “أعتقد أن هذه الجهات الدولية المهتمة، تدرس ملفاتها بشكل جيد، وعلى ضوء مقارباتها ودراساتها تتنبه الى أن هذه المنطقة من لبنان هي إستراتيجية، وتلعب دورا مهما في المرحلة المقبلة على المستويين اللبناني والعربي وحتى الدولي، وما علينا إلا أن نتلقف تلك المبادرات ونعرف كيف نتعامل معها بايجابية، من مختلف مواقعنا، وبالتالي الإعتماد على دور المجتمع المدني، الذي نعتبره الشريك الأساسي في مقاربته لمواطن القوة التي تتمتع بها مرافقنا الإقتصادية، ونعول الكثير على آرائه البناءة، التي تستند على المعرفة والعلم، ونتعاون على النهوض بطرابلس والشمال، الأغنياء بقدراتهما ومواردهما البشرية، ونجاحاتهما، ليس على المستوى الوطني وحسب، وإنما على إمتداد بلدان الإنتشار في العالم، وفي مدينتنا ومنطقتنا أناس قياديون، يسجلون النجاحات تلو الأخرى، سواء أكان ذلك بسبب إمكانياتهم الشخصية وقدراتهم على البذل والعطاء لمجتمعهم ووطنهم”.

وقال: “صحيح أن المرحلة مليئة بكل أنواع الصعوبات، وليست بالسهولة كما نتصور، ولكن سيأتي الوقت الذي تنتهي به تلك الصعوبات، ومن المؤكد أنها ستنتهي، لأن طرابلس، كما نؤكد في كل حين أنها رافعة الإقتصاد الوطني. وأتمنى من خلال هذه الرمزية أن تزدحم طاقاتنا لتتداخل ببعضها البعض، في جو من التناغم والتفاهم والبناء، وأن نكون جميعنا سعداء في التطلع الى ما نود تحقيقه من خير عام من خلال تعاضدنا وتعاوننا، من مختلف مواقعنا، لكي تبقى مدينتنا ومنطقتنا، محور لبنان، ونعطي أفضل وأحسن وأجمل ما عندنا، بإيمان عميق بالشراكة الوطنية، والإنشداد الى عالمنا العربي، الذي يواجه من يواجهه من ظروف قاسية، وأن تاريخ الأمم يذكر كثيرا عن مختلف شعوب الأرض أنها تعرضت لأزمات وكبوات مشابهة، ومرت وتمر بظروف مماثلة من الصعوبة، ولكن بعد كل الصعوبات، لا بد من الوصول الى بر الأمان ونتخطى هذه المرحلة، بإتجاه الإزدهار والتقدم والعمران”.

وأشار الى أن “إنشاء المنطقة الإقتصادية الخاصة كانت شبيهة بالمغامرة، ومليئة بالتحدي، الى أن إنطلقت المرحلة الأولى من أعمال التهيئة وتتحقق الردميات وتتسهل الأمور المالية والإدارية، ونحن جميعنا نقف الى جانبها، يشاركنا في هذا الخيار وهذا التوجه وتلك المسيرة، سعادة مستشار دولة الرئيس سعد الحريري الأخ والصديق عبد الغني كبارة، حيث نمتلك جميعنا مشاعر مشتركة من التفاؤل وما علينا سوى الإمساك بملفاتنا الإنمائية بعلمية ودراية”.

وختم: “لا بد لي في هذه المناسبة، إلا أن أتوجه بشكري الخاص، الى الأستاذ جان موسى رئيس الجمعية اللبنانية للإنماء الريفي، الحامل الدائم لهموم طرابلس والشمال، الذي أتاح لنا من خلال مناسبته العلمية التخصصية المرتكزة على المعرفة والعلم والتي تختزن الكثير من الأفكار الرائدة في مجال “إقتصاد المعرفة والتواصل عن بعد ليتحفنا بما لديه من أفكار وخبرات متقدمة في هذا المجال، وهو يشكل قيمة مضافة في التركيبة اللبنانية، وغرفة طرابلس ستبقى دائما حاضنة المناسبات الهادفة الى الإبتكار والإنماء والنمو والإزدهار والتقدم في كل المجالات”.

موسى

ثم كان عرض مستفيض قدمه جان موسى مسلطا الضوء على الدور الذي تلعبه الجمعية اللبنانية لإنماء المناطق الريفية وعلى الوسائل التقنية المتطورة والمبتكرة المساعدة على إستخدام مرتكزات “إقتصاد المعرفة” و”التواصل عن بعد” في توفير فرص عمل لعدد غير قليل من الشباب والشابات، لا سيما في منطقة وادي خالد، وان من اهم ميزات “إقتصاد المعرفة” أوضح موسى أنه يلاشي الحدود بين البلدان ويفسح المجالات واسعة أمام كل أنواع الاستثمار الأجنبي المباشر، ويأخذ في الإعتبار التغير التكنولوجي السريع وانخفاض تكاليف النقل والاتصالات جعل من الأوفر اقتصاديا إجراء تكامل بين العمليات المتباعدة جغرافيا ونقل المنتجات والمكونات عبر أرجاء العالم بحثا عن الكفاءة، وانه ومن خلال خبراته المتقدمة في هذا المجال إكتشف المنافسة المتزايدة التي الزمت عددا كبيرا من الشركات على توسل طرق جديدة لزيادة كفاءتها، بما في ذلك استخدام أسواق جديدة وتغيير أماكن أنشطة إنتاجية معينة لتقليل التكاليف.

وختم موسى: “لبنان وخاصة عكار هي على موعد واعد بسبب ما تختزنه من طاقات تمتلك كل مقومات الإنخراط في إقتصاد العصر ومتطلباته وتحدياته”، شاكرا كافة الحاضرين والجهات المتعاونة لا سيما الرئيس توفيق دبوسي “الذي فتح لنا قلبه وصدره لعرض أفكارنا البناءة والتي نرى فيها سلاحا للإبتكار والحداثة تواجه فيه مواردنا البشرية الشابة مستقبلا نريده نهضويا وإنمائيا لعكار وطرابلس والشمال وكل لبنان”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.