(الفساد) في الفرزل

0

صحيفة الأخبار ـ
نقولا أبورجيلي:
يترقب أهالي بلدة الفرزل ما ستحمله الأيام المقبلة من تطوّرات تتعلق بمصير مجلسها البلدي، الذي ينهمك رئيسه وأعضاؤه بلملمة تداعيات ما خلّفته المناشير التي كانت قد رُميت في شوارع القرية منذ نحو أسبوع، والتي تدعو رئيس البلدية إلى الاستقالة من منصبه.
المنشور الذي حمل توقيع «أبناء الفرزل»، ورُميت العشرات من نسخه في شوارع البلدة، وردت فيه اتهامات صريحة إلى البلدية بأنها «مغارة علي بابا؟ يريدون أن يكون صغير المختلسين ضحية نهب المال العام، ويتذرّعون بعدم وجود الأموال؟ ماذا عن بقية أفراد العصابة وبقية المتورطين؟ ماذا عن السنوات السابقة؟ ماذا عن فواتير العمال التي يقوم الضحيّة بتزويرها لحسابهم؟ ماذا عمن يغطيه في لجنة الأشغال والمقربين منه؟ ماذا عن المسؤول الأوّل، هل هو شريك أم هو غائب عن مهماته؟ ماذا عن التجاوزات في التلزيمات التي تقدّر بمبلغ معيّن عند التلزيم وتتضاعف الكلفة عند التسليم؟ أين يذهب الفرق؟ ماذا عن أموال الاتحاد والاختلاسات وما هي الإنجازات التي قدمها إلى بلدتنا؟ ماذا عن جميع الأعضاء، وهل هم جميعاً مشاركون في الجريمة أم معظمهم شهود زور لا يعلمون ماذا يجري؟». وطالب المنشور «الشرفاء في بلديتنا الكريمة (…) باسترجاع أموالنا المنهوبة كما نطالب النيابة العامة بالتحرك للتحقيق والتدقيق ومحاسبة السارقين والمختلسين».
وقد انتشر خبر العثور على هذه البيانات كالنار في الهشيم بين أبناء البلدة، في ظلّ تضارب المعلومات بشأن حقيقة ما يجري بين فريق من أعضاء المجلس البلدي، يتهم أمين الصندوق باختلاس الأموال من خلال التلاعب بالفواتير، وفريق آخر يطالب بإجراء تحقيق إداري وقضائي لكشف جميع المتورطين في هذه القضيّة.
وفي اتصال هاتفي أجرته معه «الأخبار»، نفى رئيس البلدية إبراهيم نصر الله، صحة ما ورد في هذه المناشير، واصفاً ما جاء فيها بـ «التلفيقات»، متهكّماً بالقول «هذا من شغل الحبايب»، غامزاً من قناة خصومه في الانتخابات البلديّة الأخيرة. المقرّبون من رئيس البلديّة، يتحدثون عن أن «الأخير طلب من أمين الصندوق تسليم مفتاح مكتبه وما بحوزته من أموال ومستندات تخصّ حسابات البلدية، تمهيداً لإجراء التحقيقات اللازمة بهذا الشأن، ويشيعون أن هذا الموظف رفض ما طلب منه، وأنه لن يسلّم مفتاح مكتبه وما بعهدته من أوراق وأموال إلا لمحافظ البقاع».
في الجهة المقابلة، يتناقل الفريق الذي يقف إلى جانب أمين الصندوق، أن الأخير بريء من التهم الموجّهة إليه، وأن ما يجري هو مجرد تصفيّة حسابات بين أعضاء المجلس البلدي أنفسهم من ناحية، وبين قسم من هؤلاء وخصومهم من خارج المجلس البلدي من الذين لم يحالفهم الحظ في الانتخابات البلديّة الأخيرة من ناحية أخرى. وعلمت «الأخبار» من مصدر متابع أن فريق رئيس البلدية عرض على أمين الصندوق تقديم استقالته مقابل «لفلفة» القضيّة، لكن الأخير رفض وأبى أن يكون «كبش محرقة»، مفضلاً «أن تأخذ الأمور مسارها القانوني».

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.