ملعب بيروت البلدي: ستة أشهر تحدّد موقع الكرة

1

صحيفة الأخبار ـ
محمد محسن:
لا تزال منطقة الطريق الجديدة في بيروت تعيش جدلاً واسعاً بشأن مصير أبرز معالمها: ملعب بيروت البلدي. مستقبل هذا الملعب محسوم بالنسبة إلى البلدية التي اتخذت قراراً بنقله إلى أرض في منطقة قصقص، واستبداله بمواقف سيارات تحت الأرض، ملاعب ميني فوتبول وكرة سلة وكرة مضرب، أكبر مكتبة عامة في بيروت، مركز اجتماعي للمناسبات، ومساحات خضراء للرياضة. لكن هذا القرار لا يبدو مرضياً لعدد من أهالي المنطقة، وخصوصاً أبناء القطاع الرياضي فيها. برأيهم: ممنوع إزالة هذا الصرح تحت أي حجة، أو مقابل أي عرض «مغرٍ».
من أدرى بشعاب المنطقة؟ البلدية أم سكّانها؟ للبلدية روايتها وللسكان روايتهم، والطرفان يقولان إنهما ينشدان مصلحة المنطقة. هكذا، سيبقى الملعب التاريخي صامتاً بانتظار صوت الجرافات التي ستهدمه، أو عودة الجمهور إلى مدرجاته.
يقول مدرب حراس المرمى في منتخب لبنان وفريق الصفاء، جهاد محجوب، إن «الطريق الجديدة ليست مسؤولة عن سماح بلدية بيروت طوال أعوام بإنشاء أبنية بلا مواقف سيارات مقابل بدل مادي، وفي النهاية يكون الثمن إزالة الملعب البلدي لإنشاء مواقف؟ هذا ليس مقبولاً جملةً وتفصيلاً، ونحن سنتحرك ميدانياً ضد مشروع البلدية».
يعدّد محجوب أسباب رفض الأهالي لهدم الملعب الحالي «تهدّم ملعب الشبيبة المزرعة، ملعب الصفاء سيهدم بعد عامين، ألم يبق إلا الملعب البلدي حتى يهدم؟» كذلك، يرفض محجوب «ضعف البلدية أمام جماعة سباق الخيل. وافقنا معهم على أساس أن الملعب سيبنى في سباق الخيل، لكنهم فجأة وبعدما عجزوا عن إقناع مسؤولي الميدان، توجّهوا إلى قصقص، حيث يتدرب ناس كثيرون، وهذا مرفوض أيضاً».
بالنسبة إلى بلدية بيروت، الهاجس كما يقول رئيسها بلال حمد، هو «إقامة مشروع لمصلحة سكان العاصمة». وهو كابن الطريق الجديدة أيضاً، لا يجد ما يقنعه في كلام عدد كبير من الأهالي «مهمتي كرئيس بلدية هي تطوير المنطقة وتنميتها. المنطقة مخنوقة، وأنا لا أزيل ملعباً أولمبياً، بالعكس، أبني ملعباً بديلاً في وسط العاصمة بمواصفات ممتازة، وأربح مساحات ومراكز تنموية وأحل مشكلة الزحمة في الطريق الجديدة».
كيف سيتمّ ذلك؟ يتحدّث عن مشروعين متوازيين: الأول، إقامة ملعب جديد في منطقة قصقص على أرض للبلدية مساحتها قرابة 20 ألف متر مربع «مع مواقف سيارات، ومساحة لتجمّع الناس قبل وبعد المباريات (بلازا)، ملعب أولمبي كامل الأوصاف، ندخله من الأوتوستراد. لن نبدأ أي إجراء في الملعب الحالي قبل أن نقطع شوطاً في الملعب الجديد، لنؤكد للناس نيتنا خدمة مصالحهم».
وبالنسبة إلى رواية محجوب عن ميدان سباق الخيل، يؤكد الجزء الأوّل منها «نعم وافقنا على بناء الملعب في ميدان السباق أولاً، لكن زملاءنا من بلدية باريس (موقع سباق الخيل محاذ للسفارة الفرنسية) أقنعونا بإجراء تعديلات في الميدان، وذلك بعدم إنشاء ملعب لكرة القدم»، مؤكداً: «نحن لم نضعف أمام أحد، وسنغيّر في مبدان سباق الخيل، اقتراحاتنا هي ملاعب غولف، مسرح مفتوح، مطاعم، وأشياء أخرى داخل ميدان السباق» يقول. ويستعين حمد بما قاله له رئيس الاتحاد اللبناني لكرة القدم هاشم حيدر عن أن الملعب «ساقط لوجستياً، لأنه في منطقة مكتظة». الحلّ بوضوح «مواقف لـ 2000 سيارة تحلّ مشكلة الزحمة لـ 20 سنة مقبلة. وفي ما يخصّ ميدان السباق، سيقدّم الفرنسيون دراسات مجانية، ضمن اتفاق التوأمة بين بلديتي بيروت وباريس. أمّا الملعب المقبل، فيحتاج إلى 6 أشهر لإنهاء الدراسات المرتبطة ببنائه. الملعب الحالي ليس ذا أهمية للبلدية «لا يستقبل أكثر من 6 مباريات في السنة، لا يستفيد منه أهالي المنطقة، وسنبني بدلاً منه في بيروت أيضاً، فلماذا الاعتراض؟».
يرفض عدد كبير من الأهالي انتشال ذكرياتهم وتراثهم الكروي والاجتماعي من المنطقة. وبين الرأي والرأي الآخر، يؤكد حمد أن 6 أشهر لإنهاء دراسات الملعب الجديد «هي مدة كافية لنحاور الأهالي من جديد، ونقنعهم بأن المشروع لمصلحتهم».

تعليق 1
  1. noha يقول

    ممنوع إزالة هذا الصرح تحت أي حجة، أو مقابل أي عرض «مغرٍ».

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.